“الدبلوماسية الإيرانية” يرصد .. العلاقات “الإيرانية-السعودية” من نافذة التطورات اللبنانية !

“الدبلوماسية الإيرانية” يرصد .. العلاقات “الإيرانية-السعودية” من نافذة التطورات اللبنانية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بينما يقوم وزير الخارجية الإيرانية، “حسين أمير عبداللهيان”؛ بجولة في المنطقة، تشمل “لبنان” و”سوريا”، خلقت التطورات اللبنانية ودور الأطراف الإقليمية، آفاق ملحوظة بشأن تأثير الوزن السياسي الاجتماعي اللبناني في العلاقات الإقليمية؛ كما كان متوقعًا من قبل.

فقد وقع الاختيار بعد أشهر من السيولة وانعدام الاتفاق السياسي، بخصوص تحديد شخص رئيس الوزراء وتشكيل حكومة لبنانية جديدة، وسلسلة ردود الأفغال الداخلية والإقليمية، لاسيما مكالمة الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، الهاتفية مع نظيره الإيراني، “إبراهيم رئيسي”، تمكن السيد “نجيب ميقاتي”، رئيس الوزراء اللبناني الجديد؛ من تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفور موافقة رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان على التشكيل، توجه إلى “باريس” في أول زيارة خارجية؛ حرصًا على استمرار التعاون مع “فرنسا” و”قصر الإليزيه” سعيًا للحد من آلام الشعب اللبناني. بحسب “أبوالقاسم دلفي”، في موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من “وزارة الخارجية”.

الوضع اللبناني مهيأ للانفجار..

إذ يُصارع “لبنان”، طوال الفترة الماضية؛ وبخاصة بعد انفجار “مرفأ بيروت”، وما ترتب عليه من استقالة حكومة، “حسان دياب”، والأزمة السياسية بشأن انعدام الاتفاق الوطني على تشكيل حكومة جديدة، مجموعة من المشكلات والأزمات الاقتصادية، لاسيما فيما يخص توفير الوقود.

والخطوة الإيرانية الأخوية، بالتنسيق مع (حزب الله)؛ وإمداد “لبنان” بشحنة وقود وكميات مختلفة من البنزين والغازولين؛ أحيت الأمل في الشعب اللبناني.

وبينما حظيت هذه الخطوة بترحيب من الشعب اللبناني وبعض الأحزاب السياسية، صنّف السيد “ميقاتي”، هذه الخطوة تحت بند انتهاك العقوبات الدولية والسيادة اللبنانية. بينما هو نفسه، باعتباره سياسي مخضرم ومطلع على التطورات الإقليمية والأوضاع اللبنانية، أثنى على المطلب العراقي من “إيران”، إرسال شحنات منفصلة من الوقود إلى “لبنان”.

وتتحرك الأوضاع الاقتصادية السيئة باتجاه الانفجار والتدمير لأسباب مختلفة، وبينما يُصارع “لبنان”؛ قررت “المملكة العربية السعودية” قطع مساعداتها المالية والاعتبارية إلى “لبنان”؛ بسبب تقارب (حزب الله) اللبناني مع “الجمهورية الإيرانية”، ورهنت عودة المساعدات بنزع سلاح (حزب الله) وقطع علاقاته مع “الجمهورية الإيرانية”.

مساعي فرنسية نحو الرياض..

وفي ضوء هذه الأوضاع يُحيي تشكيل الحكومة الجديدة الآمال في هذا البلد. وتحوز التحركات السياسي في المنطقة وإزاء التطورات اللبنانية إهتمامًا بالغًا.

وفي “باريس”؛ قيل إن السيد “ماكرون”، والذي تولي بلاده اهتمامًا خاصًا بالأوضاع اللبنانية، بصدد زيارة “السعودية” قريبًا في مسعى لإقناع “الرياض” بالعودة إلى المشهد اللبناني واستئناف المساعدات، لذلك يعمل وزير الخارجية الفرنسي حاليًا بالتعاون مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية؛ على تهيئة مقدمات زيارة، “ماكرون”، إلى “الرياض”.

و”الإليزيه” على علم بالمشكلات الكثيرة التي تعانيها المملكة بسبب الحروب المفروضة على “اليمن”، علمًا أن “باريس” كانت طرف رئيس في تأمين السلاح والذخيرة لـ”السعودية”.

وتأمل “باريس”، في ظل انحسار الوجود الأميركي بالمنطقة؛ ويأس “الرياض” من استمرار الدعم الأميركي، من توضيح مكانتها وملعبها بالشرق الأوسط أكثر من ذي قبل.

انتهازية تركيا..

من جهة أخرى، لا يجب تجاهل انتهازية “أنقرة” في الاستفادة من التطورات الإقليمية؛ وبخاصة إدعاءات، “رجب طيب إردوغان”، رغبة “تركيا” في مساعدة “لبنان”، رغم الأوضاع الاقتصادية التركية السيئة.

لذلك لا يجب تجاهل أن المشهد اللبناني الخالي من الأطراف المؤثرة؛ سوف يدفع المستغلين أمثال: “تركيا” و”إردوغان”؛ للصيد في المياه الضحلة وتحقيق مصالح شخصية.

على صعيد آخر، تنطوي زيارة وزير الخارجية الإيراني، “عبداللهيان”، إلى “لبنان”، على مقاصد واضحة تستهدف إجراء مشاورات إقليمية ودراسة ميدانية للأوضاع اللبنانية العامة، وبخاصة بعد تشكل حكومة السيد “ميقاتي”، بدعم كامل من (حزب الله)، وقد تأثر من جهة أخرى على بلورة مسار العلاقات النامية بين “طهران” و”الرياض”.

وأي نوع من صدام رئيس الوزراء اللبناني الجديد وبعض الوسائل الإعلامية الموجهة ضد (حزب الله)؛ فيما يتعلق بشحنة الوقود الإيراني، تنطوي على تحفظات يجب مناقشتها في الوقت المناسب.

وقد أتضحت الأجواء ضد (حزب الله) بالتوزاي مع زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى “لبنان”، ومع ذلك يبدو أن هناك بعض المشتركات التي تجمع المحور الثلاثي: (طهران – الرياض – باريس)، فيما يخص الأوضاع اللبنانية وغيره من التطورات الإقليمية؛ مثل “اليمن”، وهي تهييء الإمكانيات التي تبعث بالتعامل والذكاء السياسي المصحوب بالدبلوماسية الأمل في تجاوز مشكلات المنطقة والحيلولة دون التأثير التخريبي لأهل الشر على استقرار المنطقة، المتصور أن تتعرض زيارة وزير الخارجية إلى “بيروت”، والإشراف على المفاوضات “الإيرانية-السعودية” بوساطة عراقية، والمتوقع من تأثير “باريس” على المفاوضات النووية الإيرانية المقبلة؛ للتقيم اللازم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة