(ليست الحرية سوى فرصة ليكون المرء أفضل ) قالها ( ألبير كامو فيلسوف وكاتب مسرحي فرنسي) …نعم هي فرصة يجب إستغلالها على أكمل وجه فالفرص تمر مرور السحاب، والعاقل من يغتنم الفرص ، هي مسؤولية الجميع فالأنتخابات حق لا ينبغي التفريط به ويجب إستغلاله بأكبر حشد جماهيري من المشاركة ، والمهزوم من يجلس في بيته ، يعترض وينتقد ولا يفكر أن يساهم بالتغيير، ربما لا يروق لك الكثير من المرشحين وكنت ناقمًا على الصراعات السياسية في العراق والوضع الخدمي السيئ، ولكن ألا يوجد بقية من المرشحين من تعرفه شخصياً وتعرف سيرته وفكره ويستحق أن تصوت له…؟!
ايها العراقي أرجوك لاتهدر صوتك .. ألا ترى أن جلوسك في البيت وتقاعسك سيجعل من تتكلم عنهم بسلبية يأخذون الكراسي من جديد ، ألا يوجد من أبناء رقعتك السكنية ممن تعرف سيرته ونزاهته ممن يستحق أن تعطيه صوتك، فالمشاركة في الأنتخابات شجاعة ونصر وتركها جبن وهزيمة.
ومن يبيع صوته لأجل مأدبة طعام وأكل وشراب فسيسهل عليه قبول أن ينتظر ساعات ليرى قيمته الحقيقية تخرج من جوفه بعد أن يهضم ما قد أكله، بعد أن هُضِمت كرامته على مأدبة الطعام ، هنالك مرشحون وخصوصاً من بعض نواب البرلمان وممثليهم في المحافظات يعتبرون تلك الأموال التي يعطوها للناس هي منح وصدقات وكأنها لا تصح الصدقات والتبرعات إلا قبل موعد الانتخابات بقليل، ومنهم من أصبح ناقما على العملية السياسية بشدة فجأة وقدم استياءه كدعاية إنتخابية بعد أن كان من قبل متنعماً بامتيازات السلطة.
أن تصوّت وتنتخب بعيداً عن مؤثرات المال واليمين الكاذب والذي يعتبر شرعاً يميناً باطلاً، وبعيداً عن وعود التعيين الكاذبة وخصوصاً من اغلب المسؤولين سابقين والحاليين فتذكر أنهم لم يفعلوا ذلك في السنوات الماضية وجربتهم أنت وعرفتهم ففكر بجد أن تنتخب غيرهم والتصويت لمرشحين جدد وسيجعل منك ذلك صاحب كرامة وعزة وحرية وفكر ، و من يلجأ لوسائل إسقاط الآخرين والتهجم عليهم هو مرشح فاشل ويفكر قبل فوزه بالانتقام والتسقيط والدخول بمهاترات ونزاعات أودت بالوطن والمواطن في دوامة من المشاكل والنزاع المستمر وهدر الثروات كنتيجة لتلك النزاعات، وربما يتربح من تلك النزاعات لاحقاً هذا المرشح أو ذاك ويساوم عليها مقابل أرباح سياسية ومادية.
لا تنتخب أولئك الذين فشلوا وإنتخب هؤلاء الذين يتحدثون عن برنامجهم الانتخابي، وفكرهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأنتخب من تعرف عنه أنه بعيداً عن تسقيط الآخرين ومن كانت سيرته وأخلاقه تشهد على أن يكون المرشح المناسب في المكان المناسب.
المرشح الذي يغري الناس بمغريات المال والتعيين والوعود الكاذبة وخصوصاً من بعض الفائزين في الانتخابات السابقة ومن الجدد أيضاً فذلك يدل على أنه مرشح ضعيف الشخصية وانتهازي ، وليس جدير بهكذا مرشحين أن يمثلوا الشعب، فبالتأكيد لا ينتخبه سوى من يحاول أن يشتري صوته ومن يضحك عليه بالوعود مقابل الانتخاب ، والمشاريع الكلامية الغير مدروسة والمخطط لها مسبقاً فهو لا يعول على العقول الواعية وذوي الفكر السليم الذين لن يصوتوا له ، فيعول على
المغفلين …وأخيراً وأقولها بصراحة مفرطة،أن من يغري غيره، يسهل على الآخرين أغراءه !!ِ