18 نوفمبر، 2024 3:02 م
Search
Close this search box.

لمن ستكون الغلبة للارادة الاقليمية ام الوطنية ؟!

لمن ستكون الغلبة للارادة الاقليمية ام الوطنية ؟!

لازالت الارادة الاقليمية هي المتحكمة في مجريات الازمة  السياسية التي تعصف بالعراق ولن نرى من يقول لصوتها المتحشرج (ان انكر الاصوات لصوت الحمير ) . والمتابع للاحداث الجارية يلمس ان التظاهرات والمطالبات بتحسين الواقع الخدمي والمعاشي والاجتماعي  بالرغم من عفويتها تتسم بوضوح الرؤيا والاهداف لا سيما فيما يتعلق  بالحقوق المشروعة  الا ان الارادة الاقليمية تريد  اعلاء صوتها على صوت المتظاهرين والمحتجين للمطالبة بحقوقهم وقد لاقت في بداية الامر من يسمع لها ، وبعدما ترسخت العقلانية في مطالب المتظاهرين  ،بدأ الصوت والارادة الاقليمية تنسحبان مخلفة وراءهما عواء من هب ودب  ، ان فشل مساعي  المخابرات القطرية في كل محاولاتها لضرب الوحدة الوطنية وتفعيل الوتر الطائفي بقيادة عدد من العراقيين الذين عملوا في جهازي المخابرت والامن في النظام السابق ليشكلوا  مع المخابرات القطرية غرفة عمليات  والعمل بحرية من خلال  ادارتها  من خارج الحدود والاعتماد على بعض الوجوه السياسية التي فقدت حضوتها في الحكومة والتجأت الى المتظاهرين لاثبات حسن نيتهم ومعارضتهم للحكومة . بين هذه الارادة الخبيثة  والارادة العراقية  المتمثلة بالانتماء الصميمي للوطن   حدث الصدام والصراع ، بين ارادة عراقية خالصة تريد المطالبة بحقوقها ، وارادة شريرة تًدار من قطر تسعى لاشعال الفتن الطائفية واسقاط حكومة الشراكة المتعثرة  . في المقابل بدأ الشارع العراقي وجمهور المتظاهرين يعي حقيقة ما يدورعلى الساحة لا سيما دعوة تنظيم القاعدة اهل الانبار لحمل السلاح والتمرد ضد الحكومة واسقاطها وتدخل ( جبهة النُصرة ) التابعة لتنظيم القاعدة ودخول عناصرها الى العراق واعتبار الساحتين السورية والعراقية جبهة وساحة واحدة . وخلال هذه الاحداث غضت الدوائر الامريكية الطرف عما احدثته الارادة الاقليمية  وراقبت الموقف بدقة وما تفعله قطر واستمرت  الادارة الامريكية في موقفها الحيادي تجاه المظاهرات واصرار الارادة الاقليمية على افشال الحكومة وزرع الفتن الطائفية بغية اشاعة عدم الاستقرار في العراق ، وطلبت من الامم المتحدة التدخل لاجبار قطر على تغيير خططها في المنطقة والتخلي عن عدائها للنظام السياسي . وهذه المرة الاولى التي لم تتدخل امريكا في الازمات العراقية ، ويعتقد ان الادارة الامريكية قد بدأت تغيير سياستها بالشرق الاوسط لا سيما العراق بعد الضغوطات التي ابداها الكونغرس اتجاه الرئيس اوباما   . نقول اذا ارادت امريكا ان تكون شريكاً نزيهاً وحيادياً ينبغي عليها دعم ومساندة الارادة الوطنية العراقية باعتبارها مفتاحا للاستقرار ليس في العراق فحسب وانما في المحيط الاقليمي والدولي  وبالتالي ستكون الارادة العراقية  كفيلة  ان نبتعد او نقترب من امريكا بناءاً على مواقفها  . 

أحدث المقالات