17 نوفمبر، 2024 11:39 م
Search
Close this search box.

الإسلام في الصين … تأريخا وحاضرا

الإسلام في الصين … تأريخا وحاضرا

المقدمة
                          بسم الله الرحمن الرحيم
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (الكهف 93)

لوضع المسلمين في الصين التي تتواجد فيها ثاني أكبر أقلية إسلامية في آسيا بعد الهند، أهمية كبيرة نالت اهتمام الباحثين  لما تشكله الصين من قوة بل يمكن اعتبارها من أهم القوى العظمى في الوقت الحاضر من الناحية الإقتصادية والسكانية,  فكلنا نعرف إن الصين تحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة في العالم، فمساحتها حوالي  9.6 مليون كيلومتر مربع أي 1/15 من اجمالي المساحة البرية للكرة الأرضية  وربع مساحة آسيا، ويبلغ عدد نفوسها 1336,190,000 شخص في عام 2010 اي حوالي 1/5 من سكان العالم متوزعين على  56 قومية، وتوضع  في المرتبة الأولى من حيث ماتدخره من النقد الأجنبي والبالغ 2.6 تريليون دولار، والثانية من حيث الحجم الإقتصادي في العالم حسب أحصائيات عام 2010 بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ولها نظام دولة واحدة وعلم واحد، يتحدث سكانها بعدة لغات، ولديهم ديانات مختلفة يشكل الدين الإسلامي أحدهما، مما أعطى لها أهمية خاصة.
وتظل  انظار المسلمين في الصين شاخصة صوب المدن الإسلامية كمكة المكرمة والمدينة المنورة والنجف الأشرف  التي تحتل مكانة مهمة في العالم الاسلامي لتعلم أسس ومبادئ واصول الدين الإسلامي.

  وحاولنا في هذا البحث الذي تمت المساهمة به في مؤتمر النجف العالمي للفترة 7/3-9/3/2011، القاء الضوء على حقبة تاريخية تناولت دخول نور الإسلام إلى الصين منذ عهد النبوة وتتبعنا اشعاع هذا النور حتى وقتنا الحاضر، والدور الذي يمكن أن تلعبه الدول الأسلامية لدعم المسلمين الصينين، مؤكدين أن وجود الإسلام في الصين يعد من أهم المنجزات التي تحققت لهذا الدين من خلال إنتشاره خارج الجزيرة العربية ولكنه يحتاج إلى دعم وجهود بقية المسلمين في الدول العربية والإسلامية.

الفصل الأول: فترة دخول الإسلام إلى الصين

يعد وصول الإسلام الى الصين والمناطق المجاورة لها قديما ومنذ تأسيس الدولة الإسلامية، ومايزال النقاش في الأوساط الأكاديمية مستمرا حول تحديد فترة دخوله إلى الصين وهنالك روايات مختلفة نستعرض اهمها وكما يأتي:

1- عهد النبوة
يعتمد على هذه الرواية عدد من العلماء الصينيين والباحثين الأجانب، فقد ذكر المؤرخ الأمريكي ويلز(1) إن النبي محمد (صلى الله علية وآله وسلم) قد بعث برسل إلى الصين عام 6 هجري (628 م) في  العام الثاني من فترة تشن قوان  فقابلهم الأمبراطور الصيني تاي تسونغ بالحفاوة وأثنى على آرائهم وساعدهم على إنشاء مسجد في كانتون ليؤدي التجار العرب صلواتهم فيه. وأشار الباحث لان شوى تشى (2) واعتمادا على النقوش الموجودة عن (نقش شاهدة السيد وقاص) بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل الصحابي سعد بن أبي وقاص إلى الصين بمهمة تقديم القرآن أليها فوصل إلى تشانغان  في العام السادس من فترة تشن قوان المصادف عام 10 هجري (631 م) وهي الفترة التي تصادف قبل عام من وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) المصادف 13 ربيع أول سنة 11 هجرية (8/6/632 م)، ولما رآى الأمبراطور تاي تسونغ الصحابي سعد بن أبي وقاص إنسانا عفيفا متضلعا في الدين أبقاه في تشانغان وأمر بتشييد جامع تحت أشرافه ليقيم فيه ومرافقوه.
 وقد يكون لهذه الآراء ممكنة الحدوث، حتى لو لم يتحدث التأريخ بشكل واضح عن سفر الصحابي سعد بن أبي وقاص الى الصين وربما وصل اليها صحابي آخر، خصوصا وإن للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم حديثا  يذكر فيه الصين: أطلبوا العلم ولو في الصين. ولعام 6 هجري ميلادي والأعوام التالية  أهمية بالغة في تأريخ الإسلام، إذ حدث في هذا العام إن هزم المسلمون القبائل اليهودية في المدينة المنورة وأستولوا على خيبر المركز الهام في شمال شرقي المدينة المنورة، وتم صلح الحديبية مما أتاح للسلطة الإسلامية أن تتوطد وان تحقق انتشارا في بعض المناطق وربما في  الصين.

2- فترة الخلفاء الراشدين
تشير المصادر إلى انه استمر إرسال المبعوثين الإسلاميين خلال فترة الخلفاء الراشدين إلى الصين، وكذلك إلى ارض الترك التي أصبح جزء منها في داخل الصين فيما بعد وتضم أرض الترك قسمين:
 القسم الأول هي تركستان الشرقية (وهي الواقعة الآن داخل الأراضي الصينية بأسم أقليم سينكيانغXinjiang ).
والقسم الثاني هي تركستان الغربية التي تشمل الآن عدة دول:
 هي كازاخستان وأوزبكستان والتركمنستان وقيرغيزستان وطاجكستان، اضافة الى الشيشان وداغستان الواقعتين  حاليا تحت الهيمنة الروسية.
 ومن تركستان الغربية انتقلت قوافل الدعاة والتجار الى منطقة تركستان الشرقية  وإلى باقي مدن الصين.
وكذلك دخل عدد من الصينين في الدين الإسلامي  نتيجة لإرسال الرسل الى الصين خلال هذه الفترة. إذ أوضحت جريدة الشرق الأوسط (3) أنه  في عام 30 هجري (651 م)  بعث الخليفة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه مبعوث من خلال الرحلات البحرية والتقى بإسرة تانغ (تمتد فترة حكمها من 618-907 م) في ( تشانغان)  عاصمة الصين أنذاك في فترة الأمبراطور الصيني قاو تسونغ وأحاطه علما بأحوال دولة الخلافة واحوال الإسلام وعادات المسلمين.
وبالأضافة إلى الرسل فأنه خلال  هذه المرحلة كان المسلمون في رحلات مستمرة إلى الصين قادمين من بلاد فارس والعرب أو الدول الأخرى وهم من التجار والمبعوثين والجنود، ونتيجة لمعاملة حكومة تانغ المسلمين معاملة حسنة وأحترامها لعقيدتهم  أستوطن في الصين عدد غير قليل من المسلمين العرب حيث أقامو في مختلف المناطق وأطلق عليهم  اسم (المقيمون في تانغ)، وبعد سنوات من الأختلاط بالزواج صار اسمهم (الضيوف الأجانب المحليين) وأضحى ابناؤهم وأحفادهم مسلمي الصين المحليين.  وقد اكتشف في عام 1980 في بقايا قبور أسرة تانغ المتواجدة في شوقانغ شمال مدينة يانغستو أثر إسلامي ذو قيمة عظيمة وهو زمزمية من الخزف المطلي باللون الأخضر مكتوب عليها ” الله أكبر”. وهذا دليل أن الدين الإسلامي والمسلمين موجودين في هذه المنطقة منذ تلك الفترة.
لذلك نستطيع أن نوجز بأن دخول الإسلام الى الصين تم خلال فترة الخلفاء الراشدين بواسطة أرسال الرسل والرحلات الى الصين مباشرة، أو من خلال الرحلات التي انتقلت بعد وصولها إلى  تركستان الغربية إلى تركستان الشرقية ومن ثم إلى الصين.
 
  3- البعثات والفتوحات الإسلامية
استمر ارسال البعثات الإسلامية في عهد الخلافة الأموية المرسلة إلى الصين ووصل عددها إلى 16 بعثة كما ذكره الكاتب راغب السرجاني (4) ، ثم حدث التطور النوعي والنقلة الهائلة عندما وصلت جيوش المسلمين الفاتحين بقيادة القائد قتيبة بن مسلم الباهلي إلى تركستان الشرقية ليفتحها بإذن الله ويدخل عاصمتها كاشغر في سنة 96 هجري (714 م). وليتعرف أهل البلاد وهم من الأيغور الأتراك على الإسلام بشكل واضح لتصبح منطقة تركستان الشرقية أقليما إسلاميا خالصا. ومن هذا الأقليم المسلم بدأت قوافل الدعاة تتحرك في المنطقة فدخلت جنوبا إلى اقليم التبت  الذين اعتنقوا الإسلام وارسلوا الى والي خراسان الجراح بن عبدالله في زمن الخليفة عمر بن عبدالعزيز يطلبون ارسال الفقهاء اليهم لتعليمهم الأسلام. ومن أقليم تركستان الشرقية كذلك انتقلت وفود الدعاة إلى الصين مما زاد من عدد المسلمين في داخل الصين، اضافة الى 12 بعثة اسلامية أرسلتهم الخلافة العباسية مما أدى إلى تعريف الناس بالإسلام بشكل أكبر.
أشار الكاتب الصيني قوه ينغ ده (5) بأن  لدخول الإسلام وتقبله من قبل الصينين أرتباط وثيق بصفات المسلمين، إذ كان الإسلام لايفرض نفسه على ابناء الشعب الصيني ولايحمل أو يقف معارض لأفكار الكونفوشيه ( نسبة الى الفيلسوف والمعلم الكبير كونفوشيوس الذي عاش للفترة 551-479 قبل الميلاد )، فوقف حكام الصين من الدين الإسلامي موقفا وديا مما أوجد مناخا لدخول الإسلام في هذا البلد.

الفصل الثاني: أحوال تركستان الشرقية الإسلامية

أستمر وضع تركستنان الشرقية الإسلامي بشكل جيد خصوصا في سنة 323 هجري (943 م) حيث حدثت طفرة هائلة فيها كما ذكره الكاتب  راغب السرجاني (6) عندما إسلم ستوف بغراخان خاقان زعيم القبيلة القراخانية الأيغورية التركية، وبإسلامه دخلت في الإسلام أكثر من مائتي ألف عائلة تركية ممايعني إسلم حوالي مليون مسلم في يوم واحد. وقويت بذلك دولة تركستان الشرقية وبدأت في الأرتقاء الحضاري المتميز وزاد الأمر قوة في عهد حفيد ستوق وهو هارون بغراجان الذي يلقب “بشهاب الدولة” فقد أوقف خمس الأراضي الزراعية لإنشاء المدارس لتعليم الإسلام وكتب اللغة التركستانية واللهجة الأيغورية بالحروف العربية حيث أصبحت قراءة القرآن والأحاديث النبوية والمراجع الأسلامية متيسرة لهم بشكل كبير وسوف نتناول أحوالها بالشكل التالي:

1- قوميات تركستان الشرقية
توجد في تركستان الشرقية سبع قوميات تعتنق الإسلام منها قومية الإيغور والقازاق والقرغيز والأوزبك وتاجيك والتتر وهوي. وقد أوضح الكاتب الصيني  قوة ينغ ده (7) بأن قومية الإيغور هي إحدى قبائل الترك، وكانت تعتنق دين سامان أول الأمر، ثم تحولت إلى البوذية فالموني والنسطوية، وبدأت تعتنق الإسلام في أواسط القرن العاشر، ولقد ترك  الإسلام بعد انتشاره في قومية الإيغور  أثرا بالغا في التطور الإقتصادي والإجتماعي لها والتوحد الذي حققته في الديانة واللغة  والعادات والتقاليد ونشأت الحضارة الإيغورية ذات المميزات الإسلامية ومابلغته من إزدهار. 
ان قومية القازاق هي الأخرى قبيلة تركية الأصل وقد سبق لها اعتناق دين سامان والمجوسية والنسطوية والبوذية واليهودية  وانتشر الإسلام فيها في نهاية القرن الثامن، وذكر أبن الأثير (8) أن السكان الأتراك الذين عاشو في مروج القازاق دخلو الإسلام عام 435 هجري (1043 ميلادي) ، بينما أعتنقت قومية القرغيز الإسلام في منتصف القرن العاشر. أما قومية الأوزبك فكان موطنها الأول في آسيا الوسطى وبدأت تعتنق الإسلام بعد أن عبر العرب نهر أموداريا عام 670 ميلادي ودخلت  إلى تركستان الشرقية في القرن الثامن عشر. وقوميتا تاجيك والتتر دخلتا الإسلام في منتصف القرن العاشر.
تكونت قومية هوي في عهد أسرة مينغ (1368-1644ميلادي) حيث تهيأ لهم المناخ وكونوا لهم مشاعر قومية مشتركة وقام الإسلام بأعتباره عقيدة أبناء هوى بدور عظيم في تكوين عقلية وعادات وتقاليد خاصة بهم وبدور عظيم في تطوير إقتصادهم الأجتماعي وبدأت هذه القومية بإعتبارها عضوا في اسرة الأمة الصينية تخطو على طريق النشوء والتكوين.

2 تركستان الشرقية والمغول
استمر وضع تركستان  الشرقية  الإسلامي حتى عام 603 هجري (1206 م)، إذ في تلك السنة  تم غزوهم من قبل المغولي جنكيزخان (1162-1277 م) وقد توسع  دخوله بسرعة في البلاد المحيطة أنطلاقا من منغوليا أذ حدثت مذابح  ودخلت المدن بسرعة في سلطان التتار خاصة وأن العالم الإسلامي التي كانت تقوده الخلافة العباسية  بشكل عام كان يعاني من الضعف الشديد.
فقد وصلت الخلافه العباسيه في أواخر حكمها الى مرحله كبيره من التدهور و الضعف وضياع هيبة الخليفه العباسى الذى اصبح لعبه فى يد العسكرين من الأتراك و السلاجقه وقيام دوليات منفصله داخل الخلافه، مثل قيام دوله البويهيه ودوله ابن طولون فى مصر وسيطره العسكر على مجريات الامور بل وصلت الى تحديد تعيين الخليفة، ومع أجتياح المغول والقضاء على الدوله الخوارزميه واجتياح ايران وروسيا ووصولآ الى المجر تحت قياده جنكيزخان. انتهت الخلافة العباسة بعد أن التقى جيش الخليفه العباسى عبدالله المستعصم بالله (1243-1258 م) وجيش المغول وكانت الهزيمه من نصيب جيش الخلافه في عام 656 هجري (1258م).
 وعندما توفي جنكيزخان حدثت بعض الصراعات بين اتباعه وانتهى الأمر إلى تقسيم مملكة التتار الواسعة إلى عدة أجزاء وحسب ماذكره الكاتب راغب السرجاني(9) :
 الجزء الأول ليشمل منغوليا وتركستان الشرقية وقد تحسنت علاقة التتر بالمسلمين مع مرور الوقت حتى انه اعتنق أحد زعمائهم وهو طرما تشيرين الإسلام وبالتالي دخلت أعداد كبيرة من المغول في الإسلام في عام 722 هجري(1322 م) وهذه عظمة الإسلام وقوة حجته حيث يدخل المحتلون القاهرون في دين المستضعفين المهزومين.

أما الجزء الثاني فهو منطقة  الصين حيث دخلت في حكم قوبيلاي بن تولوي المغولي الذي جعل عاصمته في مدينة خان باليغ (بكين حاليا) وكانت أسرة قوبيلاي تحترم المسلمين وتثق بهم حتى تم تعيين الكثير منهم في المناصب المهمة، بل قاموا بإستخدام المسلمين القادمين من تركستان الشرقية أو الغربية بحيث أن القادة المسلمين كانوا يحكمون 8 ولايات من أصل 12 ولاية تتكون منها الصين أنذاك. ومن أشهر المسلمين نفوذا هو شمس الدين عمر الذي ترقى من كونه ضابطا بالجيش المغولي الحاكم للصين إلى حاكم عسكري لمدينة تاي بوان ثم مدينة بنيانغ ثم صار قاضيا في مدينة بكين العاصمة، وقد أهتم هذا العالم المسلم بإنشاء عدد كبير من المدارس والمعاهد الدينية في الصين.

الفصل الثالث: المسلمون عبر تأريخ الصين

حكمت الصين عدد أسر وسنسلط الضوء على فترة الأسر التي لها علاقة بأنتشار الإسلام ومنذ عام 769 هجري المصادف 1368 ميلادي وكما يلي:

1-المسلمون في عهد أسرة مينغ(769-1053هجري) المصادف (1368-1644 م)

اتبعت أسرة مينغ مع المسلمين سياسة التقريب والتسامح، فقد أصدر الأمبراطور تاي تسو أوامر بإنشاء مساجد جنوب نهر اليانغستي ومقاطعة شنسى كما بينه الكاتب قوه ينغ ده (10). وفي العام الخامس من فترة يونغ له (809 هجري) المصادف (1407 ميلادي) أصدر الأمبراطور تشنغ تسو مرسوما خاصا أثني فيه على أمير الحج الذي عمل على نشر الإسلام فقال (أنه إنسان مؤمن بدين محمد ومتفان في الأعمال الخيرية ويعين الصالحين ويبر ذوي الهيبة وينذر نفسه للبلاد معلنين رغبتنا في أن يكون هو أو مايخصه تحت كنف الأسرة الإمبراطورية، حيث لايسمح لأي فرد من الموظفين أو العساكر أو الرعية بأن يمسه بسوء).
وأكتسب الإسلام أتباعا جددا بالمصاهرة بين الأسر من أصل عربي أو ايراني وبين الأسر الصينية، وقد حافظ العرب على نسبهم وتميزوا عن غيرهم بإسم (ما) وهو يعني الخيل أو الحصان باللغة الصينية وذلك لشهرتهم بركوب الخيل وتوريد الفصائل العربية النادرة للصين والتي كانوا يجلبونها بعد موسم الحج ويقدموها كهدايا ثمينة جدا لكبار الشخصيات بالبلاط الأمبراطوري، وظل المسلمون محتفظين بمناصب مهمة في الدولة وظهرت الفنون الإسلامية في الفن المعماري الصيني.
 
ومع تحسن إقتصاد مختلف القوميات التي تعتنق الإسلام وأزدياد عدد نفوسها ظهر التعليم المسجدي في الصين في أواخر عهد اسرة مينغ إذ تطور خلال فترة حكمها التعليم حتى انشأ منه نظام التعليم الإسلامي المستقل بذاته والذي يستخدم مواد دراسية تتسع تدريجيا وتشمل علم التوحيد وعلم الفقه والمبادئ الأخلاقية واللغة العربية إلى جانب دراسة القرآن والحديث النبوي، وقد خرج التعليم المسجدي آلافا من الأئمة. وأنسجاما  مع الأزدياد الحاد في عدد المسلمين واستيطانهم في مختلف الأماكن، أنشات حكومة مينغ مركز القضاء الذي يسمى  Hadi وهي اللفظة المقابلة لكلمة قاضي في اللغة العربية حيث تقوم بالإشراف على الشؤون الدينية وخاصة القضائية، اضافة إلى ذلك كان في الحكومة المركزية والحكومات المحلية أجهزة خاصة وموظفون متفرغون للعناية بشؤون المسلمين. كما أنشأت نتيجة لهذا الأزدياد في عدد المسلمين مساجد وجوامع في مختلف الأماكن وحتى الواقعة في أطراف البلاد.

2- عهد الأسرة المانشورية (1053-1330 هجري) المصادف(1644-1912 م).
 إستمرت حرية المسلمين ونفوذهم في ظل أسرة مينغ التي حكمت الصين حتى سنة 1053 هجري (1644م) إذ سقطت دولة مينغ لتقوم مكانها دولة صينية جديدة تحت قيادة عائلة مانشو  لتمارس أسلوبا جديدا في التعامل مع المسلمين وهو أسلوب الصدام والصراع وقامت بقتل خمسة آلاف مسلم عند أكتشاف محاولة المسلمين باعادة أحد أمراء أسرة منغ إلى الحكم في سنة 1058 هجري(1648 م).
وقد قامت الأسرة المانشورية في إحتلال تركستان الشرقية في سنة 1172 هجري ( 1759 م) التي كانت دولة إسلامية بعد أسلام المغول لتضم المسلمين من المغول والأيغور الأتراك، وقامت الأسرة المانشورية بتغيير اسم تركستان الشرقية إلى أقليم (سينكيانجXinjiang ) اي المقاطعة الجديدة في محاولة لطمس الهوية الإسلامية ولم تسمح لهم بحرية كبيرة في التعريف بدينهم ولكنها لم تمارس هذا الضغط على باقي ولايات الصين، وقد دام هذا الإحتلال عشرات السنين ولكنه تحرر لفترة قصيرة ليقيم الأتراك حكما إسلاميا لمدة 13 سنة ولكنه سقط مجددا تحت الإحتلال المانشوري الصيني وذلك بمساعدة الأنجليز في سنة 1393 هجري (1876 م)، ولقد حاول السلطان العثماني عبدالحميد الثاني (فترة حكمه 1876-  1909م) ان يجري علاقات مع المسلمين في الصين وارسل لهم عدة بعثات دينية ولكن هذه البعثات قوبلت بالمقاومة من الحكومة الصينية مما قلص من أعمالها ونتائجها.

3- المسلمون في العهد الجمهوري (1330-1368 هجري) المصادف  (1912-1949م).
سقطت الدولة المانشورية في سنة 1338 هجري (1912 م) على أيدي الثوار الوطنيين بمساعدة الأقلية المسلمة ليقوم الحكم الجمهوري في الصين الذي أعترف بالمسلمين كأحد مكونات الصين الخمسة وهم الصينيون (وأصولهم قبيلة الهان) والمنشوريون والمغول والمسلمون( ومعظمهم من قبيلة هوي الصينية) والتبت، حتى تم وضع أحد تلك النجوم  ذات اللون الأبيض ليشير إلى المسلمين في داخل العلم الصيني.

وذكر الكاتب سيد عبدالمجيد بكر (11) بأن عدد كبير من أبناء المسلمين بالصين ناصروا فكرة تأسيس الجمهورية بقيادة الدكتور صن يان سن وأنتموا للحزب الوطني الحاكم (الكومين تان)،  ونال المسلمون حقوقهم بعد إن عانوا من الظلم خلال ثلاثة قرون الصين باستثناء تركستان الشرقية التي خشى الجمهوريون من إعطاء مساحة حرية له فينفصلون على الدولة الصينية.
 بدأت بوادر الأنتعاش في الحياة الإسلامية تظهر من خلال كثرة المساجد والمؤسسات الإسلامية التي أنشأت خلال تلك الفترة كما بينها معهد الإمارات التعليمي (12) التي من أهمها:
1- المنظمة الإسلامية التقدمية التي أسست عام 1912 ميلادي في بكين والتي كان لها دور كبير في نشر التعليم الإسلامي واللغة العربية وبناء المدارس والمساجد.
2- المنظمة الثقافية الإسلامية الصينية التي تأسست عام 1928 ميلادي في مدينة شنغهاي، وكان من أبرز أعمالها تأسيس المدارس والمكتبات والأهتمام بدراسة علوم القرآن والحديث.
3- المنظمة الإسلامية لعموم الصين التي بدأت نشاطها عام 1938، وانبثقت عنها ميليشيات إسلامية أشتركت مع الجيش الصيني في مواجهة الغزو الياباني(1933-1945م)، ومن أهم أعمالها كذلك ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية، وتنشيطها حركة البعثات التعليمية إلى الجامعات المصرية والتركية لدراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
4- بني خلال فترة الحكم الوطني الجمهوري مساجد وصل عددها 42 ألفأ، وألحق بأغلبها مدارس تعليمية،
في ظل حكم الثوار الوطنيون الذي أستمر إلى قيام الحكم الشيوعي، استعاد المسلمون بعضا من حقوقهم السياسية، فأصبح يمثلهم 100 نائب في البرلمان الصيني عام 1947، وعدد من الوزراء والضباط في الحكومة والجيش، ولقد حكم أبناء المسلمين أجزاء عدة من الصين ذات أغلبية مسلمة حكما ذاتيا ولكنهم كانوا يتبعون الحكم المركزي ببكين فدراليا.
كما أنتشرت الجامعات والمعاهد العلمية الإسلامية التي أهتمت بنشر العلوم الإسلامية وبخاصة علوم الحديث والتفسير وكان من أهمها: جامعة كاشغر الإسلامية في تركستان الشرقية، وجامعة هوتشيوو في ولاية كانسو، إضافة إلى معهدين إسلاميين أحدهما في بكين أطلق عليه اسم معهد الدراسات العليا الإسلامية وآخر يسمى معهد واي كينغ بولاية هونان. وانعكس ذلك على الحياة العلمية والثقافية وسط الأقليات المسلمة، فترجمت العديد من أمهات الكتب الإسلامية، وظهرت لأول مرة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية، وكتاب السيرة النبوية لمؤلفه الإمام ليوتشيه، والأصول العرقية لمسلمي الصين.
يتواجد مسلمي الصين في الولايات الشمالية والغربية، حيث يمثلون أغلبية السكان هناك، وبخاصة ولايات سينجيانغ (تركستان الشرقية سابقا) 71% من سكانها، وشنغهاي (65%)، ونينكسياهوي (35%)، وكانسو (31%) ومنغوليا لداخلية (29%)، بالأضافة إلى 12 ولاية أخرى من بينها العاصمة بكين تزيد نسبة المسلمين فيها عن 10%، و11 ولاية جنوبية تقل النسبة فيها عن 10%.
وعندما تكالبت القوى الأجنبية مثل اليابان وانكلترا والولايات المتحدة على الصين ومن ثم دخول روسيا البلشفية على الخط تقطعت أوصال الجمهورية وأصابها الضعف وتفشي الفقر بحكم الصرف على الحروب التي خاضوها ضد اليابان وأخراجها الأمر الذي جعل البسطاء يؤمنون بالفكر الشيوعي للتخلص من الفقر والقضاء على الطبقية بالمجتمع الرأسمالي، وبدأت الحروب الأهلية  تطحن بين الجمهوريين والشيوعين الذين كانوا حلفاء بالكفاح ضد اليابانين، وقد ساهم ابناء المسلمين وابدوا بالمقاومة ضد الشيوعية وقيادتها بزعامة الشيوعي ماو تسي تونغ.
اشار الباحث راغب السرجاني  (13) بأن  جمهورية الصين دخلت في حروب كثيرة جدا ضد اليابان انتهت بدخول اليابان الى بكين في 1352 هجري ( 1933 م) وقاموا بعدة مذابح ضد الصينين لكنهم اعطوا مساحة حرية كبيرة للمسلمين، ولقد أستغل الأتراك في تركستان الشرقية الفرصة وقاموا بحركة تحرر من الصين وأعلنوا دولة تركستان الشرقية ولكنها أحتلت بعد عام لصالح الصين في سنة 1353 هجري ( 1934 م) بعد أن تحالفت الصين مع روسيا على الرغم من وجود الأحتلال الياباني في الصين، وقد توسع الروس في أقليم التركستان الشرقية على حساب الصين وتحالفوا مع بعض القوى الإسلامية وسيطروا على شمال أقليم التركستان الشرقية، كما ان الرئيس الصيني ماو تسي تونغ الذي قام بالثورة الشيوعية في الصين عام 1949  دخل بقواته الى تركستان الشرقية في سنة 1369 هجري (1949 م) لينهي كل المحاولات الإسلامية أو الروسية وليضم أقليم تركستان الشرقية الى الصين حتى الوقت الحاضر،  وقد عاد بالتسمية السابقة التي هي مايسمى حاليا  بمنطقة سينكيانغ.
 
5- المسلمون في فترة الحكم الشيوعي
أستولى الشيوعيون على الحكم في عام 1369 هجري (1949 ميلادي)، وتم أنسحاب القائد العسكري للحزب الوطني لخارج الأرض الصينية وبالتحديد لجزيرة تايوان. لقد مر المسلمون الصينيون بعدة مراحل خلال فترة الحكم الشيوعي التي أمتدت منذ عام 1949 وحتى الآن والتي لها  علاقة بالوضع السياسي الصيني:
1- اتسمت المرحلة الأولى من عام  1949 ولغاية 1958 ميلادي مهادنة مع المسلمين نتيجة لأهتمام الشيوعيون  بتأسيس الدولة، وقد أقلق وضع المسلمين في الصين العالم الإسلامي فحاولت السلطة الحاكمة أرضاءهم، وظهرت الجمعية الإسلامية الصينية في سنة 1953، وعقد أول مؤتمر للمسلمين في نفس السنة، ثم صدرت مجلة بأسم مسلمي الصين في العام التالي له، كما تم إنشاء معهد إسلامي في عام 1955، وكانت هذه المرحلة مرحلة تأميم نشاط الدعوة الإسلامية لفرض هيمنة النظام الشيوعي على النشاط الإسلامي.

2- المرحلة الثانية (1958-1966 م) صاحبت هذه المرحلة مساس بشعور المسلمين وظهر هذا بتطبيق نظام (الكوميونات) فقد شمل رجال الدين ووزعوا على المزرارع والمصانع الجماعية، وظهرت في الصحف الصينية مقالات تهاجم وجود العدد الكبير من المساجد وكانت كمقدمة لإغلاق المساجد، فقد أدى هذا إلى تعطيل قيام المسلمين بشعائر دينهم، وتلى ذلك توقف المعهد الإسلامي الذي أنشئ في المرحلة السابقة، وتوقف سفر بعثات الحج وتهجير المسلمين من مناطق الكثافة الإسلامية العالية إلى مناطق أخرى وأستبدالهم بغير المسلمين، فتبنت الحكومة خلالها سياسة تحويل الهوية الإسلامية الى هوية شيوعية، وقد واجهها المسلمون بالرفض كما حدث في المواجهات التي إندلعت  في سينجيانغ (تركستان الشرقية) في عام 1962

3- المرحلة الثالثة (1966-1976 م) وتتميز هذه المرحلة بالعنف وتسمى مرحلة الأنتفاضة الثقافية حيث ضرب رجال الدين في الشوارع وأقتحمت البيوت وصودرت المصاحف والكتب الدينية وفقد المسلمون الصينيون مخطوطات نادرة وأغلقت المساجد  وحول البعض إلى ورش ومخازن  في سنة 1966 ميلادي بإستثناء مسجد واحد في بكين، وألغيت العطلات الإسلامية ومنع المسلمون من ارتداء ثيابهم القومية واجبروا على ارتداء الملابس الزرقاء. وتظاهر المسلمون في ولاية (يونان) مطالبين بعطلة يوم الجمعة، وفي هذه المرحلة حاول النظام الشيوعي مسخ الشخصية الإسلامية وخصائصها الفردية.

4- المرحلة الرابعة فبعد عام 1976 كانت عبارة عن صراع على السلطة وأستغرق هذا عامين وبدأت مرحلة جديدة في عام 1978 وأوجد قانون ينص على عدم انتهاك أعراف وعادات أبناء الأقليات القومية وفتح المعهد الإسلامي واعادة أصدار مجلة المسلمين واستئناف بعثات الحج وأعادة فتح المساجد المغلقة وإعادة العطلات الإسلامية، وساهمت الحكومة بنفقات إصلاح المساجد وسمحت بدخول أعداد من المصاحف من الدول العربية.
وانتهجت حكومة الصين سياسة مساواة القوميات وحرية العقيدة إذ نفذت سياسة الحكم الذاتي في المناطق التي يتجمع فيها المسلمون وشكلت حكم ذاتي لعشرة قوميات تدين بالإسلام وهي قومية الإيغور وقومية القازاق وقومية قرغيز وقومية الأوزبك وقومية الطاجيك وقومية التتار وقومية هوي وقومية سالار وقومية دونغشيانغ وقومية باوان  من أصل 56 قومية صينية تعيش في الصين.

الفصل الرابع: حالة المسلمين في الصين

نتناول في هذا الفصل عن اولا المذاهب الإسلامية ، والثاني يختص بعدد المسلمين والمساجد الموجودة في الصين، والثالث فهم الدين الإسلامي في الصين، ورابعا مستقبل المسلمين الصينين ودور الدول العربية لتحسين فهمهم للإسلام.

 

1- المذاهب الإسلامية

على الرغم من أن أكثرية المسلمين في الصين حاليا تنتسب الى المذهب الحنفي  إلا أن بصمات التأثير الشيعي واضحة في ثقافتهم وممارساتهم، إذ ذكر الكاتب فهمي هويدي(14) ومن خلال حواراته الكثيرة التي أجراها مع بعض علماء الدين الصينين و المسلمين الصينين ، بأن في ثقافتهم وممارستهم الدينية خلطا بين ماهو سني وماهو شيعي.
نشأت التأثيرات الشيعية نتيجة لإندماجهم مع تجار بلاد فارس، ففي جنوب الصين مثلا يترقبون ظهورالإمام المهدي (عجل الله فرجه)  ويفضلون اللون الأخضر  وهو لون السادة عند الشيعة، ويحتفلون لذكرى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ويعظمون الأمام علي عليه السلام عن بقية الصحابة، وفي تراثهم القديم مقطوعة شعرية يتداولها عامة الناس، وهي مقاربة لأركان الدين الإسلامي التي يؤمن بها الشيعة (أركان الدين الإسلامي حسب المذهب الجعفري هي خمسة، التوحيد والعدل والنبوة والأمامة والميعاد)، تقول تلك المقطوعة التأريخية:
أن اصول الدين ثمانية، الأعتراف بوحدانية الله سبحانه، والأعتراف بعدل الله جل جلاله، وبتبجيل النبي عليه وآله الصلاة والسلام، وأحترام الأئمة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والأبتعاد عن الخيانة، والأقتداء بالصالحين.
تشير كثيرا من المصادر بأن هنالك عددا كبيرا من المسلمين الصينين على مذهب الشيعة، وذكر الكاتب العربي المروزي(15) أنه نتيجة للأضطهادات التي تعرضت لها الشيعة في مناطق مختلفة هرب عدد من مسلميها إلى الصين وأستقروا في جزيرة وسط نهر عظيم عام 131 هجري (749 ميلادي)  وكانت هذه الجزيرة مواجهة لميناء تجاري فراحوا يعملون تجارا وسطاء بين الصينين والأجانب.
و بين المركز العربي للمعلومات(16)  بتواجد الشيعة بشكل اساسي في منطقة سينجيانغ ذات الأغلبية الإسلامية إذ يعيش 30 الف نسمة من أبناء قومية الطاجيك من أتباع الإسماعيلية التابعة للشيعة في كل من طاشيكورقند ويارقند وتزىبو ويه تشنغ وغيرها من الأماكن الأخرى في منطقة شينجيانغ، حيث ألتف المسلمون في القرن السابع عشر من أبناء قومية الطاجيك الساكنين في منطقة طاشيكورقند حول راية الإسماعيلية بعد قيام رجل ايراني الجنسية يدعى سعيد شارخان بنقل فرع الإسماعيلية الى هذه االمنطقة، ووصفهم الباحث بأنهم يهتمون بليلة 15 شعبان حسب التقويم الهجري والصلاة فيها، والمصادفة  أيضا (لذكرى ولادة الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عليه السلام), ولاحظ  كاتب البحث ( د حاتم جبار عطية)  بأنه حسب التقويم الذي تصدره الجمعيات الإسلامية في الصين ثبتت الليلة (15 شعبان) وتسمى ليلة البراءة إضافة إلى ذكرها مناسبة عاشوراء (10 محرم) التي يكتبونها (مناسبة العاشورى).
ومن الجميل أن تجد كثير من الصينين يعرفوا عن ثورة الإمام  الحسين عليه السلام حتى من غير المسلمين، وقد بين ذلك الزعيم الصيني ماو تسي تونغ الى مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية المناضل أحمد الشقيري، إذ سأل الشقيري الزعيم ماو: علمني الثورة يا ماو؟ فرد عليه القائد الصيني:
عندكم ثورة الحسين وتريدني أن اعلمك الثورة!
كما ينتمي مئات من المسلمين إلى مذهب الأثنى عشر إماما في مدينة بارقند بمنطقة سينجيانغ وهم يدعون بأنهم من ابناء قومية كشمير إذ ان اجدادهم كانوا ينتقلون بين الباكستان ويارقند لأغراض تجارية ثم أستقر بهم المقام في يارقند سنة 1000 هجري (1591 ميلادي)، ونتيجة للسماح بممارسة سياسة المعتقدات الدينية في الصين عام 1976، كشفوا جهرا عن انتمائهم الديني وعقيدتهم الإسلامية التي تعتقد  بالعدالة  والأثنى عشر اماما اضافة الى جانب ايمانهم بالله عزوجل وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ويوم البعث.

تشير بعض المصادر الحديثة المنشورة عبر شبكة الأنترنيت(17) بأن الشيعة حاليا في بعض مدن التبت  الصينية يشكلون غالبية المسلمين، إذ أنتقل بعضهم من الهند وباكستان لمجاورتهما لمنطقة التبت. اما في منطقة بورمه التي تقع في جنوب الصين فيقدر عدد الشيعة في مركز المنطقة المسمى رانغون بخمسة آلاف نسمة واكثرهم من المهاجرين الهنود والإيرانيين، وقد بنى  هؤلاء المسلمون منطقة في ضواحي مدينة رانغون أطلقوا عليها أسم “كربلاء” إذ يقصدونها لأقامة العزاء  فيها خلال شهر محرم من كل عام، نسبة الى مدينة كربلاء العراقية التي دفن فيها الإمام الحسين عليه السلام وعائلته وأصحابه. ويعتبر المذهب الشيعي موجود في  الصين منذ حوالي ستة قرون.
 وأوضح مركز الأبحاث العقائدية (18) بأن عدد الشيعة في الصين حوالي ثلاثة ملايين نسمة وهم من فرعي الأثنى عشر والإسماعلية وأماكن تواجدهم في سينجيانغ (تركستان الشرقية) والتبت ومقاطعة دونغان، وبين الشيخ صالح الكرباسي (19) بأن نسبة الشيعة الأمامية في الصين هي 1.4%. لذا يبدو بإن عدد ثلاثة ملايين قد يكون مبالغ فيه على ضوء تقدير عدد نفوس المسلمين في الصين.

2-عدد المسلمين والمساجد في الصين

    تتفاوت التقديرات لعدد المسلمين في الصين، إذ لاتوجد إحصائيات رسمية لأن الإحصاء في الصين يتم بتصنيف الناس حسب قومياتهم دون النظر الى دياناتهم، وهو أمر ينسجم مع منطق دولة لا دينية الذي تنتهجه الصين، وهذا  يعني أنه ليس هناك رقم رسمي يحدد عدد المسلمين، وأنما ثمة تقدير يقوم على إحصاء تعداد القوميات التي تثبت انتمائها للإسلام.
إلا ان السائد في التقديرات غير الرسمية هو مابين  50-75 مليون مسلم، أما في الإعلام الصيني فأن عددهم  حوالي 23 مليون، وهذا الرقم مقارب لبعض التصريحات الرسمية مع اضافة نسبة النمو بالسكان، أذ أعلن رئيس الوزراء الصيني شواين لاي أثناء مناقشات المؤتمر الأفروآسيوي الذي عقد في باندونج بإندونيسيا عام 1954 أنه يتكلم بأسم (عشرة ملايين مسلم) وكان تعداد الصين وقتئذ 600 مليون واصبح   1336,190,000 في عام 2010 والتي تعادل نسبة الزيادة 123%، كما ينسجم مع ماذكره الكاتب فهمي هويدي(20)  الذي التقى بمدير مصلحة القوميات الصينية عام 1981 في بكين، حيث اوضح له بأن عددهم في سنة 1980  حوالي 13 مليون، حيث أن أغلبية المسلمين هم من أبناء قومية هوي وهو الشعب الذي ينتمي إلى أصول عربية وفارسية ويقدرعددهم بستة ملايين ونصف مليون نسمة، أما الإيغوريون ذو الأصول التركية فهم في حدود خمسة ملايين ونصف مليون، والقومية الثالثة هم القوزاق وهم بحدود المليون، أما الباقون فأعدادهم بالألوف ينتشرون في مناطق الصين المختلفة.
 
أما حاليا فيوجد أكثر من 34 الف مسجد و 420 جمعية إسلامية تعمل في مجال الدعوة والإغاثة والعمل الإجتماعي التطوعي والتعليمي في المناطق التي يعيش بها المسلمون. كما يتوفر حاليا عشرة معاهد إسلامية يدرس فيها ستة آلاف طالب حيث يتعلمون تفسير القرآن والسنة النبوية وعلم التوحيد وتأريخ العرب واللغة العربية والفقه، وهنالك عشرات الجرائد والمجلات التي تناقش قضايا الثقافة الإسلامية ومن أهمها (مجلة المسلم الصيني)، ومنذ انتهاج الصين سياسة الأصلاح والأنفتاح إلى الخارج عام 1978 حتى دخلت الصين مرحلة تنموية سريعة مما فتح صفحة تاريخية جديدة لتطور الأسلام في الصين من الناحية السياسية اذ تعيش عصر نهضة بعد ان عانت من الثورة الثقافية التي قام بها الزعيم  ماو تسي تونغ. اذ يوجد عدد غير قليل من ممثلي المسلمين من الأقليات القومية في الحكومات الشعبية ومجالس نواب الشعب والمؤتمرات الأستشارية السياسية للشعب الصيني على مختلف المستويات.
 
أما عن المناطق الإسلامية ذاتية الحكم الذاتي فتهتم الحكومة الصينية بها ولكي تظهر اأهتمامهم بالمسلمين في الصين تجدها تدعو الوفود الأجنبية الإسلامية لزيارة بعض تلك المناطق، وعلى سبيل المثال وجهت دعوة في حزيران (يونيو) عام 2010 إلى وزراء الثقافة العرب ووفد الجامعة العربية وشخصيات إسلامية مختلفة، وقاموا بزيارة مدينة ينتشوان التي تمثل عاصمة لولاية لينشيا الذاتية الحكم لقومية هوي الواقعة في شمال غرب الصين والتي تمتعت بحكمها الذاتي منذ تشرين اول ( أكتوبر) عام 1958، وقد اشارت أذاعة الصين الدولية (21) بأنه يبلغ عدد المسلمين فيها 2,029,000 حسب احصاء عام 2006 ليشكلوا 53% من سكان الولاية الذين ينتمون الى قوميات هوي ودونغشيانغ وباوان وسالار وقازاق والإيغور كما ويوجد فيها 2757 مسجد، وأنها تتميز بملامحها وثقافتها الإسلامية الخالصة وأن الإسلام دخل فيها خلال فترة أسرتي تانغ وسونغ (618- 1279 ميلادي) من خلال وصول عدد من التجار العرب والإيرانيين، وفي أوائل القرن الثالث عشر الميلادي أسرت قوات المغولي جنكيزخان في حملاتها على آسيا الوسطى وغربي آسيا عدد كبيرا من الجنود المسلمين وكان يتم أرسالهم الى لينشيا التي كانت موقعا عسكريا أستراتيجيا، وهذا أدى إلى إزدياد عدد المسلمين ووبالتالي نشر دعوة الإسلام في لينشيا.

3-فهم الدين الإسلامي في الصين
من خلال العيش مع المسلمين في الصين تبين بإنهم  لايعرفون من الدين الإسلامي الا القليل جدا، فالكثير لايعرف من شهادة المسلم إلا: لا إله إلا الله، ولايحفظوا حتى سورة الفاتحة وحتى لوقرئها بعضهم فينطقها بلغة عربية ركيكة جدا بسبب ضعف دراسة الحروف العربية حتى في المناطق المسلمة الذاتية الحكم، وأصبح الدين الإسلامي لديهم  عبارة عن مجموعة من العادات والتقاليد والرموز والمحسوسات مثل مسجد ومطعم إسلامي ومدفن، وعند الملتزم منهم  دينيا عدم أكل لحم الخنزير وعدم شرب الخمر، وهو تشكيل متأثر من ناحية فهم الناس للإسلام الذي ظل يتدنى مرحلة بعد مرحلة خصوصا بعدما ضاقت منافذ الفهم الصحيح حتى سدت عن آخرها.
وبسبب غيبة الفهم الصحيح للإسلام وبسبب عملية التجهيل المتصلة فقد تبلور إيمان المسلم وتعبيره عن هذا الإيمان وبشكل واضح خاصة في مسألة الأمتناع عن أكل لحم الخنزير بالدرجة الأولى، حتى اصبح المسلمون مستعدين لقبول أي شئ من المسلم ماعدا أكله لحم الخنزير، وبات الخنزير هو الحد الفاصل بين الإيمان والكفر، فآكل الخنزير كافر يسبه المسلمون ويهينونه، وإذا امتنع عن أكله وفعل أي شئ آخر فهو عاص فقط. أما زواج أولادهم وبناتهم من الذين ليس لديهم أي دين فهو شائع ولاتوجد اية مفاهيم أو قيود لمنعه أو تحديده، علما بأن حوالي 90% من الصينين ليسوا ينتموا لأي دين، ومن النادر ان تجد بأن النساء المسلمات يرتدين الحجاب الإسلامي بشكل صحيح، والمطاعم الإسلامية يقدم أكثرها المشروبات الكحولية لكنها تمتنع عن تقديم ذلك الطبق الملعون الخنزير!، ومن المدهش أنه بسبب حرمة الخنزير، والحمد لله، احتفظ المسلمون في الصين بهويتهم المسلمة تجاه الوسائل الثقافية المعادية لدينهم  والحروب التي تعرضوا لها.

4- مستقبل المسلمين ودور الدول العربية
أن مستقبل الإسلام في الصين يجب ان يحدد على اساس مستقبل المسلمين الموجودين حاليا والإهتمام بهم ، إذ ان أفضل دعوة للإسلام هو أن يكون هناك مسلمون جيدون، وإذا استمر الحال على ماهو عليه الآن فمصير الإسلام في الصين إلى الإندثار سواء بإختفاء مضمونه ومعانيه والإبقاء فقط على مبانية لوحدها ، وأن استمرار الإسلام في الصين خلال الفترة الزمنية الطويلة لم يتم بقوة دفع ذاتي وأنما تواصل الوجود الإسلامي لأسباب كانت تتوفر بين الحين والآخر وقد ضعفت خلال القرن الماضي، وخاصة ابعاث مبعوثين لدراسة الإسلام في الخارج وأغلاق المعاهد الإسلامية ومنع تدريس اللغة العربية في المناطق المسلمة وبحرق كتب المسلمين أثناء الثورة الثقافية.
أن مسألة الوجود الإسلامي في الصين هي القضية المهمة من خلال تصحيح فهم المسلمين لدينهم، لذلك ينبغي على الحوزات العلمية والجامعات الإسلامية في الدول العربية ان تقوم بعدة أدوار بهذا المجال الحيوي، ومن ضمنها:
1- تخصيص عدد من البعثات الدراسية للطلبة الصينين لدراسة الدين الإسلامي،  وليس فقط لدراسة اللغة العربية التي يطمح كثيرا من الصينين لدراستها نظرا لأهميتها في مجال الترجمة أو العمل الدبلوماسي.
2- إرسال مرشدين إلى الصين لتوضيح الدين الإسلامي خاصة في المناطق المسلمة
3- التواصل مع المسلمين بدعوتهم في المؤتمرات والندوات الإسلامية.
4- تزويد المسلمين في الصين  بالكتب الدينية وتشجيع ترجمة بعض المراجع الدينية المهمة إلى اللغة الصينية.
5- الأهتمام بالصينين المسلمين الذين يعملون في الدول العربية وشرح لهم مبادئ ومفاهيم الدين الإسلامي.

الخاتمة

كما ذكرنا في المقدمة ان وجود الإسلام في الصين يعد من أهم المنجزات التي تحققت لهذا الدين من خلال إنتشاره خارج الجزيرة العربية، وان هذا الإهتمام الكبير تجلى بما أكد عليه الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه عن التوصية:  اطلبوا العلم ولو في الصين، وكذلك بسبب بعد الصين الجغرافي والثقل الإقتصادي والسكاني الكبير الذي تشغله، وأصالة وقدم حضارتها ومرورها بمختلف الأمبراطوريات الصينية وإنتشار الشيوعية فيها التي تبدو بإنها لاتنسجم مع أفكار الإسلام، ولكن إهتمام الدولة الإسلامية منذ نشأتها بنشر التعاليم الإسلامية والمبادئ السامية التي يحملها المسلمون جعلت إنتشاره ممكنا خلال الفترة الأولى من الدعوة الإسلامية، إذ وجدت البشرية ومنها الشعب الصيني الذين معظمهم بدون اي دين ، بإن الخلق الرفيع والمبادئ الإنسانية التي جاء بها الإسلام هي ضالته في هذه الحياة. كما بين الإسلام الإستفسارات التي تراود الذهن البشري بخصوص الخالق وتحقيق العدالة الالهيه من حيث الإيمان بيوم الحساب والحياة الأخرى الخالدة في الآخرة.
أن دخول الإسلام وانتشاره في الصين له ارتباط بأخلاق المسلمين وواقعيتة والحرية التي يستند عليها الإسلام الذي لم يفرض نفسه على أبناء الصين أو غيرهم كما انه لم يقف معارض للأفكار الكونفوشية التي تعد مقدسة في التربية الصينية والتي اسسها الفيلسوف والمعلم الكبير كونفوشيوس.
أن ماقدمته الدول الإسلامية للأقليات المسلمة في الصين وغيرها يعد قليلا ولايقارن بما يفترض أن تقدمه. أن المسلمين الموجودون في الدول المسلمة متى ما احسوا بالدور المهم الملقى على عاتقهم بإمكانهم تقديم الكثير للأقليات المسلمة في عالمنا المعاصر والتي تنتظر جهودهم، ومن أهمها فتح الجسور الثقافية بين العالم العربي والإسلامي وبين مسلمي الصين.
لذلك نقترح على المسؤولين عن الحوزات الدينية العلمية والمدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية وخاصة في الدول العربية بتوفير بعض الزمالات الدراسية للطلبة الصينين المسلمين لغرض دراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية ليكونوا كأئمة في المساجد ومدرسين ومرشدين دينين في مناطقهم المسلمة، كما ينبغي على  الدول الإسلامية والمنظمات والجمعيات الإسلامية بدعم مسلمي الأقليات المسلمة وتحصين إيمانهم، لأن الكثير منهم لايعرف من الدين الإسلامي سوى تحريمه للخمر وعدم أكل لحم الخنزير.

الهوامش

1-ويلز، مؤرخ أمريكي، كتاب (الخطوط الكبرى لتأريخ العالم)، الباب الثلاثين، (نقلا عن قوه ينغ ده): تأريخ العلاقات الصينية العربية-ترجمة تشانغ جيا مين، المركز العربي للمعلومات- الناشر د مصطفى السفاريني-بكين 2004- صفحة 98.

2-لان شيوي تش، كتاب ( العقيدة الصحيحة في مكة) الجزء السابع، (نقلا عن قوه ينغ ده من المصدر السابق) صفحة 98.

3-جريدة الشرق الأوسط، مقالة (الإسلام في الصين)، العدد 11221، 18/8/2009.-

4-راغب السرجاني، مقالة (قصة الأسلام في الصين)، أذاعة طريق الإسلام 20/7/2009
5-قوه ينغ ده،( المصدر السابق) ، صفحة 103.

6-راغب السرجاني (المصدر السابق) صفحة 1.

7-قوه ينغ ده (المصدر السابق)صفحة 125.

8-ابن الأثير، كتاب(الكامل في التأريخ)، (نقلا عن قوه ينغ ده) صفحة 129.

9-راغب السرجاني (المصدر السابق) صفحة 2.

10-قوه ينغ ده (المصدر السابق) صفحة 115.

11-سيد عبدالمجيد بكر.الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا (نقلا عن مقالة الإسلام في الصين/الموسوعة الحرة من ويكيبيديا).

12-معهد الإمارات التعليمي، (الأقليات المسلمة)، موجودة في موقع:
www.uae.ii5ii.com/showthread
13-راغب السرجاني (المصدر السابق) ، صفحة 3.

14-فهمي هويدي، (الإسلام في الصين)،عالم المعرفة، اصدار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-الكويت،تموز (يوليو)، 1981،صفحة 153-154

51-المروزي، كاتب عربي. الخواص الطبيعية للحيوانات (نقلا عن قوه ينغ ده) صفحة 104.

61-المركز العربي للمعلومات، (هل في الصين شيعة) رقم 1442 في 2007.
صفحة 1.

17- شيعة الصين، مقالة موجودة بالموقع:
http:www.wadyalgary.com/wady_site/Shiite_wolrdwide/china_shia.htm

18-الشيعة في الصين . مركز الأبحاث العقائدية في 6 صفر 1429، صفحة 1 وعلى الرابط:
http:www.aqaed.com/shia/world/china/
19- الشيخ صالح الكرباسي (كم يبلغ عدد شيعة آل البيت في العالم؟)، مركز الأشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية/ التسلسل 796 في  10/12/2010

20- فهمي هويدي، (المصدر السابق)، صفحة135 .

21-إذاعة الصين الدولية، (الإسلام في لينشيا شمال غرب الصين)، 23/12/2009.

المراجع والمصادر

اولا: الكتب
1) فهمي هويدي، (الإسلام في الصين)،عالم المعرفة، اصدار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-الكويت،تموز (يوليو)، 1981
2) قوه ينغ ده، تأريخ العلاقات الصينية العربية-ترجمة تشانغ جيا مين، المركز العربي للمعلومات- الناشر د مصطفى السفاريني-بكين 2004

 ثانيا: المقالات والبحوث
1)إذاعة الصين الدولية، ( الإسلام في لينشيا شمال غرب الصين)، 23/12/2009.
2) الشيخ صالح الكرباسي، (كم يبلغ عدد شيعة آل البيت في العالم؟)، مركز الأشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية/ التسلسل 796 في  10/12/2010
3) المركز العربي للمعلومات، (هل في الصين شيعة) رقم 1442 في 2007
4) جريدة الشرق الأوسط، (الإسلام في الصين)، العدد 11221، 18/8/2009.
5) راغب السرجاني، (قصة الأسلام في الصين)، أذاعة طريق الإسلام 20/7/2009
6) سيد عبدالمجيد بكر.الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا (نقلا عن مقالة الإسلام في الصين/الموسوعة الحرة من ويكيبيديا).
7) – شيعة الصين، موجودة بالموقع:
http:www.wadyalgary.com/wady_site/Shiite_wolrdwide/china_shia.htm
8)الشيعة في الصين. مركز الأبحاث العقائدية في 6 صفر 1429،الموجود في الموقع:  http:www.aqaed.com/shia/world/china/
9) معهد الإمارات التعليمي، (الأقليات المسلمة)، موجودة في موقع:
www.uae.ii5ii.com/showthread
___________________________________________________

* المستشار الثقافي السابق /الملحقية الثقافية/سفارة جمهورية العراق في بكين
البريد الإلكتروني:  [email protected] 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم 

 

السيرة الذاتية 
الاســــم: أ. د. حاتم جبار عطيه الربيعي Prof. Hatim J. Attiya

المنصب الوظيفي الحالي: مستشار ثقافي  عراقي /بكين (2006-2011)
 المنصب الوظيفي السابق: مساعد رئيس جامعة بغداد    (2003-2006)
التولـــد : بغداد 1953  

الحالة السياسية: مستقل

الشهــادة : دكتوراة فسلجة نبـات /  جامعة لنكن/نيوزلندة عام  1985 

المؤسسات العلمية التي عمل بها:
    1. 1976-1980 هيئة التعليم التقني / مدرس مساعد
1980.2 -1985 جامعة لنكن/نيوزلندة-طالب دراسات عليا
1985.3- 2004 جامعة بغداد/كلية الزراعة/ مدرس- أستاذ
2004.4- 2006 جامعة بغداد/ كلية العلوم/أستاذ
2003.5- 2006 مساعد رئيس جامعة بغداد للشؤون العلمية (منتخب)

 اللقب العلمي : حاصل على لقب الأستاذية منذ عام 1999

 الكتب المترجمـة:
 1- فهم إنتاج المحاصيل الجزء الأول (1989) مترجم من الانكليزية
2- فهم إنتاج المحاصيل الجزء الثاني (1989) مترجم من الانكليزية

الكتب المؤلفة:
   1-  منظمات النمو النباتية: النظرية والتطبيق (1999) دار الحكمة/العراق
    2- طوفان الحرية (2011) جهة النشر:
Commercial Express of Embassies and Overseas in Beijing/China

البحوث المنشورة:
نشر 48 بحث علمي  في مجلات عالمية وعربية وعراقية
وساهم بحضور أكثر من  70 مؤتمر علمي داخل وخارج العراق
 ساهم بنشر عدة مقالات في المواقع الالكترونية  والصحف  العراقية

الدراسات العليا:
 الإشراف على  17 أطروحة دكتوراة  و 15 رسالة ماجستير   في جامعة بغداد

 المسؤوليات العلمية:
1. 1995 -2003 مسؤول الموسم الثقافي في كلية الزراعة
2. 1997-2003 ممثل كلية الزراعة وجامعة بغداد في منظمة ايكاردا الدولية
3. 1987-2004 عضو لجنة الدراسات العليا واللجنة العلمية
4. 2001-2005 عضو لجنة الترقيات العلمية
5. ساهم بمناقشة اكثر من  80 أطروحة دكتوراة أو ماجستير في الجامعات العراقية
6. 2003-2006  مساعد رئيس جامعة بغداد للشؤون العلمية (منتخب)
7. -2006/10/21حتى وقت كتابة المذكرات  مستشار ثقافي في الملحقية الثقافية العراقية /بكين

 البريد الإلكتروني الشخصي:
[email protected]

أحدث المقالات