منذ نحو يومين كتبتُ مقالاً بعنوان ” داعش .. إنعدامٌ للفكر السياسي والغير سياسي ” , وقد نشرته عدد من المواقع الألكترونية > – موقع بانوراما الشرق الأوسط , موقع كتابات , موقع النور , موقع قراءات ..الخ < – المقال مرفق هنا – وقد تطرّقتُ في احدى فقرات ذلك الموضوع الى التوجّه الذي تحمله وتطرحه ” داعش ” في الضّم القسري – بقوة السلاح – للعراق والى سوريا ايضا الى تنظيمها وتشكيل دولة جديدة منهما باسم هذا التنظيم لتسمى بالتالي ” دولة العراق والشام الأسلامية ” حسبما صار معروفا في الإعلام ! وكانت تلك الفقرة تحملُ نقدا لاذعا لمثل هذه الطروحات التي لاتحترم آراء الشعوب ” وتجردها مسبقا من امكانية الدفاع عن نفسها ومن حرية اتقرير مصيرها وفق القانون الدولي ” , حيث يراد اقتياد هذه الشعوب او البلدان من قبل داعش وهي لاتزال في المهد وتحاصرها الحراب والرماح والصواريخ من كلّ صوبٍ وحدب , وذلك عدا الفقرات والأجزاء الأخريات التي تضمّنها المقال بهذا الشأن ايضا , لكنّهُ : ما أن مرّت او انقضت اربعٌ وعشرون ساعة على نشر المقال , فوجئتُ وربما فوجئ الرأي العام بأنّ زعيم تنظيم القاعدة ” ايمن الظواهري ” اصدر اوامره ب : إلغاء الدولة الأسلامية في العراق والشام – داعش .! , وأنا هنا لا ادّعي ولا ازعم بالطبع انّ مقالتي كانت السبب في ذلك , ولا اعرف بالطبع اذا ما كانت قيادة الأرهاب قد قرأتْ مقالتي وتأثّرتْ بها , وكيف لي ان اعرف ذلك .!! ثمَّ , بعيداً عن المقال والقيل والقال , وبالعودة الى صُلب الموضوع فأنّ قضية داعش لم تنته بهذه الأوامر ! فقد اكّدَ الظواهري استمرار العمل بدولة العراق الأسلامية ” وكأنّ العراقيين كَفَرَه ” فيما تعد جبهة النصره لأهل الشام كفرعٍ مستقلٍ لجماعة ” قاعدة الجهاد ” وتتبع القيادة العامة .. ومن المفارقات في هذا الموضوع المدهش والطائش عن ” داعش ” , فأنّ زعيم هذا التنظيم ” ابو بكر البغدادي ” قد رفضَ اوامر زعيم تنظيم القاعدة واعلنَ انّ ” الدولة باقية في العراق والشام ” .!! هذا وإمتداداً لمقالنا ” المرفق ” فقد وردت آخر الأخبار عن داعش عبرَ نشطاء سوريين , عن قيام هذا التنظيم بمداهمة حفلات الزفاف في ضواحي وريف حلب بسببِ وجود مَغَنٍّ وفرقة موسيقية في حفلات الأعراس , وقد تزامنَ ذلك مع حملة لتدمير اضرحة الصوفيين وتحطيم التماثيل .! وجرّاءَ كلّ ذلك وغيره , فقد اصدرَتْ جبهة علماء حلب بيانا حادّا وصفت فيه داعش بالفصيل ذي الأفعال الأجرامية , واضاف البيان انّ داعش قامت بتكفير وسفك دماء الأبرياء وانها متهمه بخطف ناشطين وموظّفي الإغاثه , لكنّ الأتهام الأخطر هو ” أنّ افعالهم تصب في خدمة النظام ! ” بقصدٍ او بدونه , سواءً لتآمر بعض قادته او لرغباتهم في السيطرة الذاتية وإقامة دولتهم على باقي الفصائل الأخرى , ولفَتَ نظري مؤخرا ما قرأته في مواقع التواصل الاجتماعي عمّا ذكره محامٍ من حلب ” متابع لهذا الملف ” ويكتب بأسم مستعار أنّ ” داعش تشن معارك لتحرير مناطق محررة !! ” وتريد إخضاع الآخرين لسلطتها وانهم وجهٌ آخرٌ لنظام الأسد ومن غير المستبعد ان تكون داعش مخترقة من قبل المخابرات الايرانية والنظام بغية تدمير الثورة السورية وإنهاكها داخلياً … فماذا يمكن ان نقول بعد .؟ وماذا يمكن ان يُقال اكثر ممّا قيل .! وهل هؤلاء يحكمون شعباً يزيد تعداده على الثلاثين مليون ؟ ثمَ , ماذا تطمح اسرائيل اكثر من هذا الإقتتال الداخلي – الداخلي العربي , ولعلَهُ اضحى على الجيش الأسرائيلي ان يتمتّع بأجازةٍ طويلة بعيدا عن ثكناته …
[email protected]
——
المقال السابق
داعش .. انعدامٌ للفكر السياسي وغير السياسي
http://kitabat.com/ar/page/08/11/2013/18960/داعش–انعدامٌ-للفكر-السياسي-وغير-السياسي.html