19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

کل الشر والمصائب من إيران

کل الشر والمصائب من إيران

في خضم الاستعدادات الجارية للإنتخابات المقرر إجرائها في العاشر من الشهر الجاري، فإن التظاهرات الغاضبة للشباب العراقي والتي إندلعت في بغداد يوم الجمعة الماضي، فإن الاضواء عادت مجددا لتسليطها مجددا على الدور المشبوه للنظام الايراني في العراق والنشاطات المريبة وغير المسٶولة التي قامت وتقوم بها الميليشيات التابعة والتي صارت ثقيلة جدا على کاهل الشعب العراقي.
هذه التظاهرات الحاشدة والتي تأتي کإحياء للذكرى الثانية لانطلاق الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في العام 2019، يمکن إعتبارها بمثابة رسالة ذات مغزى للنظام الايراني وللميليشيات العميلة التابعة له من إن الشعب العراقي لا ولم ولن ينسى شهدائه الذي سقطوا خلال التظاهرات الماضية والذي هم نحو 600 الى جانب أکثر من 30 ألف جريح، ولاريب من إن النظام الايراني وعملائه الذي يتابعون هذه التظاهرات بقلق بالغ، فمن الواضح بأنهم لن يقفوا منها موقف الکرام وإنهم سوف يقومون بوضع الخطط والدسائس من أجل التنکيل بها وإجهاضها.
هذه التظاهرات التي رفع المشارکون فيها يافطات کتب عليها شعارات من قبيل: “متى نرى القتلة خلف القضبان” و”نريد وطنا نريد تغييرا”، فإنه من الواضح جدا بأن العالم کله يعرف من هم القتلة وکذلك من يقف خلفهم وقام بتوجيههم، وحتى إن هذه اليافطات التي وإن لم تقم بالاشارة المباشرة للقتلة وسادتهم، فإنها حرصت کبداية ضرورة القيام بها وفاءا لدماء الشهداء وضحايا التظاهرات السابقة وکعهد لهم على مواصلة دربهم وعدم التخلي عن ماإستشهدوا وضحوا من أجله.
المطالبة بالتغيير وکذلك بمحاسبة القتلة، مطلبين يمکن القول بأن النظام الايراني وعملائه هم من يقفون بالمرصاد ضدهما خصوصا وإن جوهر وأساس هذا التغيير يقوم على إنهاء دور ونفوذ النظام الايراني في العراق وحل الميليشيات العميلة التي تجاوزت حدود دورها وصلاحيتها بکثير بل وحتى صارت تشکل خطرا وتهديدا على الاستقرار والامن في العراق، والذي يبعث على السخرية هو إن النظام الايراني وعملائه کانوا الى الامس القريب عندما کان المعارضون الايرانيون من سکان أشرف في العراق، فإنهم کانوا يرفعون أصواتهم زاعمين بأن سکان أشرف يشکلون خطرا وتهديدا على أمن وإستقرار، لکن وبعد خروجهم من العراق فقد توضحت الصورة تماما وصار القاصي قبل الداني يعلم جيدا کدى وزيف تلك المزاعم وإن الخطر والتهديد الوحيد على العراق والشعب العراقي هو النظام الايراني ذاته وعملائهم، ومن هنا فإن تزايد مشاعر الرفض والکراهية ضد دور ونفوذ هذا النظام وضد نشاطات عملائه من الميليشيات العميلة، لن يتوقف أو ينتهي إلا بإعادة السيادة الوطنية للعراق وإنهاء هذه الحقبة المظلمة.