مقاهي التنبؤ بنتائج الإنتخابات : هل هي رؤيا أم قرع على باب أصم ؟!
الجميع يعلم ان قوانين الانتخابات لاتتساهل مع المرشحين ولا مع الناخبين أو أشباح أيٍّ منهم حتى تنتهي فاعليتها وينكسر نمطها مع نهاية يوم الإقتراع , ولكن في مقاهينا هذه الأيام نجد صنفان من أشباح المرشحين المستعجلين على كسر نمط الإنتخابات , نسمعهم يتنبأون بنتائجها أمام المتقاعدين الممدين على التخوت بلا نقود وهم يترقبون اخبار اطلاق رواتبهم ليأتي اليهم ابريق الشاي , لأن لهم في ذلك مآرب أخرى ;
الصنف الأول , وهو شبح من المرشحين الأسلاف ممن يقف على قبره السياسي وقد إمتلأ تباهيآ وأملآ ليعلن أنه رأى صناديق الإقتراع تمتلأ بأصوات الناخبين لصالحه , وهو يعلم ان صورته الإنتخابية قد تمزقت منذ ان ذبلت نباتات الظل في شرفات منزله وحملتها عربات البلدية في رحلة وراء الشمس الغاربة .
أما الثاني , فهو من الأشباح الصامتين المتنكرين بثياب الرجال , نسمعه يعلن أنه رأى رأسه كأنه المحارة التي تكتنف اللؤلؤ , وأنه يقف به الى جانب الغايات والشعارات العليا التي يسعى اليها الشعب الفقير وهو يشهق لشدة الدهشة من رؤية رأسه الصلب قبل ان ينفجر بخرائط البناء والإعمار , وأن الشعب يتمنى لو تتوفر لديه الشوارع الخالية من القتلة وسلاحهم المنفلت لدعا معه شهداء تشرين ليحملونه على الأكتاف بالنواح والعويل على تأخره في الفوز بالإنتخابات السابقة المزورة , وعلى تحريرهم من رؤيا النحل والذباب التي سفحت دمائهم ومن اللصوص الذين يقرعون الآن باب الإقتراع الأصم .