خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
“الحيلولة دون إجراء أي تغيير على حدود دول الجوار من الإستيراتيجيات الإيرانية الجادة، وهي تعبتر أن أي تغيير جيوسياسي في المنطقة يؤثر سلبًا على الأمن الإيراني الداخلي؛ ولطالما أعتبرت ذلك خطًا أحمر وعليه من الطبيعي ألا تجاهل ذلك”. كانت هذه تصريحات قائد القوات البرية بـ (الحرس الثوري)؛ ردًا على تصريحات، “إلهام علي أف”، والتي قال فيها: “إيران لا تحترم وحدة أراضي أذربيجان”. بحسب المقال التحليلي لـ”رضا بردستاني”، في صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية.
الدبلوماسية السلاح الأفضل والأكثر فاعلية..
تطرق “علي بیگدلي”، أستاذ التاريخ ومحلل الشأن الدولي؛ في حوار مع صحيفة (آفتاب يزد) الإصلاحية، للحرب بين “باكو-أيروان” بشأن “قره باغ”، وقال: “كنت قد تحدثت قبل ذلك عن مكاسب إسرائيل من تلك الفتنة التي تسببت في اندلاع الحرب، والهدف النهائي هو توريط إيران في مواجهات مع جار تجمعنا معه مشتركات كثيرية؛ دينية وتاريخية وثقافية ولغوية”.
وأضاف: “تدفع إسرائيل باتجاه الضغط على إيران من الجبهات الشمالية والغربية والجنوبية، وإيران حاليًا في موقف بالغ الحساسية، ولو لم يلتزم الطرفين سياسة ضبط النفس، فقد تندلع في أي لحظة شرارة الحرب في عموم المنطقة”.
صمت روسيا طبيعي ومؤذي !
وصف “بیگدلي”؛ الطرف الروسي: بـ”الشريك الإسترايتجي للجمهورية الإيرانية”، وانتقل للحديث عن المواقف الروسية الداعمة بقوة للجانب الإسرائيلي؛ وصمت “موسكو” إزاء حرب “قره باغ”، وأردف: “أحتضنت، باكو، مجموعة من (المستشارين) الإسرائيليين، بالتوازي مع اندلاع مناوشات كلامية ودبلوماسية بين أذربيجان وإيران لأسباب يعرفها الجميع، في حين إلتزم المسؤولون الروس الصمت حتى قبيل انتهاء الحرب بين إيروان وباكو، والآن يلتزمون الصمت أيضًا، لكن لماذا ؟.. الإجابة: لن يخاطر المسؤولون في الكرملين بمصالحهم حتى لو اندلعت حرب أخرى بالمنطقة… والمناورات (التركية-الباكستانية)، بالاشتراك مع أذربيجان؛ وإن كانت مصحوبة بضبط نفس إيراني، إلا إنها تعكس سعي جميع الأطراف لإجراء تغييرات جيوسياسية وجيوإستراتيحية في المنطقة قد تهدد مسارات إيران التجارية في آسيا الوسطى وشرق أوروبا، حيث تفرض أذربيجان رسوم مالية باهظة على الشاحنات الإيرانية”.
يجب أن ننتبه إلى تركيا..
استعرض “بیگدلي”؛ صور الصراعات المائية في المنقطة؛ ومساعي الحكومة التركية للسيطرة على المياه التي تدخل “إيران” و”العراق”، وقال: “بدأت تركيا بإغلاق حدودها مع إيران، بواسطة حواجز طبيعية، تلاها عدة لقاءات ومفاوضات مع الإسرائيليين أفضت إلى حل الخلافات بين الطرفين. في غضون ذلك، تكشف المناورات التركية مع باكستان وأذربيجان عن مساعي تركية لإغلاق طرق الوصول إلى آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان والصين، وهو مسألة في حد ذاتها كفيلة بتغيير الخريطة التجارية للمنطقة. أضف إلى ذلك، أن (رجب طيب إردوغان)، المنخرط في حرب استعراضية مع الولايات المتحدة على قضايا من مثل: صواريخ (S-400)؛ وطائرات (F-35)، إلا أن نظرة بسيطة على المطالب الأميركية في المنطقة تؤكد أنها تخدم أنقرة”.
أفتحوا أبواب الدبلوماسية وسوف تنام الفتنة !
ثم انتقل “بیگدلي” للحديث عن ذكريات أحد أساتذته المتخصصين في العلاقات الدولية؛ وفيها: “تندلع الحرب متي فشلت الدبلوماسية، والحرب لا تنتهي إلا بالدبلوماسية”.
وأضاف: “معظم مشكلاتنا العميقة يمكن حلها بالدبلوماسية. واستمرار الخلافات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانسحاب الأحادي من المفاوضات النووية، وإنما يهييء المجال للمزيد من الضغوط الشاملة وتشكيل جبهة ضد إيران، وهو ما سيترتب عليه بالقطع تبعات وخيمة بالنسبة للجمهورية الإيرانية… وأعتقد رغم أهمية القوة الدفاعية والاعتماد على التكنولوجيا في تنمية القدرات العسكرية؛ باعتبارها جزء من القوة السياسية، لكن يمكننا في ضوء الدبلوماسية التغلب على الخلافات والعقبات بتكلفة أقل ودون الدخول في صدامات مع دول الجيران التي تربطنا بهم علاقات تاريخية (ثقافية ودينية) قديمة”.
واختتم حديثه؛ بالقول: “نأمل أن تهييء القوة العاقلة داخل المجلس الأعلى للأمن القومي مقدمات عودة إيران إلى طاولة المفاوضات على الأقل، والقضاء على بعض الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. لأن الدخول في المفاوضات النووي سوف يقضي على الكثير من الفتن، لاسيما وأن أوضاع المنطقة لا تخدم مصالحنا واستمرار المراوغة يضع إيران عمليًا في موقف الداعي للحرب؛ بينما لسنا في حاجة إلى لهجة تثير رائحة المواجهة مع دول الجوار والدول الأخرى !.. أليس من الأفضل أن ندخل في حوار مباشر مع البيت الأبيض، إذا كانت الولايات المتحدة سبب كل المشكلات الإيرانية ؟!”.