خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
قام وزير الخارجية الإسرائيلي، للمرة الأولى بعد مرور عام على اتفاقية التطبيع، بزيارة “البحرين” لافتتاح مقر “السفارة الإسرائيلية” في “المنامة”، وإجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين في “البحرين”.
وغرّد “يائير لابيد”؛ تعليقًا على افتتاح السفارة: “كانت إسرائيل والبحرين قد اتفقتا على افتتاح سفارة البحرين في إسرائيل، قبل نهاية العام الجاري”.
وكان في استقبال “يائير”، “حمد بن عيسى آل خليفة”، ملك البحرين، وولي عهده ورئيس الوزراء، “سلمان بن حمد آل خليفة”.
ووقعت “البحرين” و”الإمارات”، في البداية؛ على اتفاقية التطبيع مع “الكيان الإسرائيلي”، العام الماضي، تحت ضغط من فريق السياسة الخارجية في إدارة، “دونالد ترامب”، الرئيس الأميركي السابق.
ثم انضمت “مراكش”، في كانون أول/ديسمبر الماضي، إلى مجموعة التطبيع مع “إسرائيل”. وفي كانون ثان/يناير من العام الجاري؛ أُجبرت “السودان” على التطبيع لقاء الخروج عن القائمة الإرهابية؛ وخوفًا من دفع الغرامات. بحسب “محمد حسين لطف إلهي”؛ في صحيفة (اعتماد) الإيرانية الإصلاحية.
وكانت فضائية (الجزيرة) القطرية قد نقلت عن، “عاموس هرئيل”، المحلل العسكري بصحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية؛ قوله: “الهدف من الاتفاقيات الإبراهيمية والتطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية والإسلامية، كان بناء تحالف جديد لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومواجهة المحور الشيعي بقيادة إيران. إلا أن إسرائيل لا تشعر بنتائج وإنجازات التطبيع. وكانت تل أبيب تراهن على أن تتحول الإمارات إلى جزءً فعّال من تحالف المواجهة ضد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، لكنها خسرت هذا الرهان بسبب رعب الإمارات ودول الخليج من إيران”.
مؤتمر صحافي وسياسة الدولتين..
عقد “لابيد”، وزير الخارجية الإسرائيلي، مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا مع نظيره البحريني، “عبداللطيف الزياني”؛ أكد خلاله تأييد مقترح الدولتين باعتباره الحل الأنسب للشعبين: الفلسطيني والإسرائيلي، وقال: “تحقيق هذا الهدف، في الوقت الراهن، محال، ومن الأفضل أن نركز على تحسين أوضاع الفلسطينين المعيشية”.
وشدد على أنه يقول بـ”حل الدولتين” بوصفه رئيس حزب (هناك مستقبل)؛ لا كوزير الخارجية، وأضاف: “نحن مشتركون في الفرص والتهديدات والمصدر غير بعيد. ولقد اندلعت الحرب العالمية بين ثقافة الحياة وثقافة الموت والتدمير. ونقود مع أصدقائنا في الخليج تحالفًا شجاعًا للمعتدلين، وهو يتطلع إلى الأمام ويخلق مستقبلا مزدهرًا للاستقرار والتسامح”.
بدوره؛ قال “الزياني”: “نتطلع إلى توطيد التعاون مع إسرائيل في كافة المجالات. ونحن نختار السلام والحوار كخيار إستراتيجي”.
ووصف وزير الخارجية البحريني، زيارة “لابيد” إلى “المنامة”: بـ”التاريخية”؛ باعتبارها مؤشر على التقدم الملموس في علاقات الطرفين، خلال العام الأخير، وتعكس رغبتهما المشتركة في إحلال: “السلام والاستقرار”، بمختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وتطرق للحديث عن “القضية الفلسطينية”؛ وأضاف: “تنفيذ حل الدولتين”؛ سوف يُثبت أن حقوق ومصالح وتطلعات جميع الأطراف تحظى بأهمية قصوى. وأن البحرين سوف تستمر في دعوة كافة الأطراف والمجتمع الدولي إلى تحقيق هذا الهدف”.
وتعليقًا على السياسات الإسرائيلية تجاه “فلسطين”؛ كتبت (نيويورك تايمز): “تتطلع إسرائيل أن تُثبت عبر مسارات صغيرة القيام بخطوات على صعيد المواجهة مع فلسطين، وتعتزم الحكومة الجديدة أن تقدم نفسها بشكل مختلف عن الحكومات السابقة. ولدى الحكومة الإسرائيلية مشروع جيد للكشف عن هذا الأسلوب والاستفادة منه في الدبلوماسية العامة، ويتطلع (نفتالي بنت) بهذه الرؤية أن يترك انطباعات جيدة عن نفسه. في المقابل يقول النقاد: طالما تستمر الحكومة في بناء المستوطنات وتوسيع نطاق المناطق المحتلة، فلن يكون التغيير جادًا”.
تعاون ضد المُسيرات الإيرانية..
نقلت (هاآرتس)، عن مصدر مطلع؛ قوله: “تعتزم البحرين وإسرائيل، التعاون سويًا في مواجهة المُسيرات الإيرانية”.
ووفق إدعاءات الصحيفة الإسرائيلية، تفقد “لابيد” مع نظيره البحريني؛ سفينة أميركية، حيث تنطوي هذه الجولة وفق مسؤولين إسرائيليين على رسالة واضحة بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.
ويصف المسؤول الإسرائيلي، صورة “لابيد” و”عبداللطيف الزياني”، بصحبة “برد كوبر”، القائد في القوات البحرية الأميركية؛ إلى جوار المدمرة (بيرل هابر): بـ”الحدث الإستراتيجي الهام”، وقال: “إيران بصدد تطوير قدراتها العسكرية الذاتية؛ كالمُسيرات، لكن الموضوع لا يقتصر على هذا الحد؛ وإنما هذه المسألة تثير قلق الجميع”.
موقف رجل دين بحريني رفيع المستوى..
على حساب (تويتر) الخاص بآية الله “عيسى قاسم”، المرجع الديني البحريني؛ تعليقًا على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، كُتب: “التطبيع الخائن عديم الفائدة مع العدو الصهيوني؛ هو من قبيل الصراعات السياسية للحكومة البحرينية ضد الشعب المصحوبة بالتهديد والإفقار والإعتقال والتحقير والتهميش وسلب الحقوق. ليكن الله في عون هذا الشعب”.
وأضاف: “سوف تتمسك البحرين بهويتها إزاء السياسات الحكومية، وهذه المقاومة سوف تطول لأنها حرب على الهوية ومصيرية”.