22 نوفمبر، 2024 7:59 م
Search
Close this search box.

ما الذي يدفع المرشحين الى مجلس النواب

ما الذي يدفع المرشحين الى مجلس النواب

أستطيع أن أجزم أن نسبة كبيرة جدا من المرشحين في جميع الانتخابات السابقة والقادمة لا تملك أهدافا حقيقية من أجل خدمة الشعب العراقي . بلْ أرى الكثير منهم يتهافتون تهافتا عجيبا للحصول على مقاعد داخل قبة البرلمان رغم عدم أحقيتهم بهذا الموقع الوطني . فمقعد البرلمان فيه من الاغراءات العديدة الذي يوفر للعضو المنتخب امتيازات مادية ومعنوية ( ربما لا تتحقق له حتى في أحلام المنام ) . فهو مجرد أن يجلس على المكان المخصص له ، ينتفخ ويصبح كالبالون ، ويبدأ منذ اللحظة الأولى بمراجعة حساباته لتطوير حياته الخاصة عن طريق الراتب الضخم وبقية الامتيازات الأخرى التي يتقاضاها بدون وجه حق . والعراقيون ليسوا غافلين عن هذا الأمر الذي بات واضحا ومكشوفا ، والأمثلة لا حصر لها . فكم عضو برلماني ( في جميع الدورات السابقة ) استطاع من خلال الامتيازات الضخمة أن ينتقل من منزل متواضع بسيط الى قصر فاخر يعج بمختلف وسائل الراحة ؟ وكم عضو برلماني لم تسعفه أحلامه بالسفر خارج العراق تمكن من زيارة الكثير من الدول ؟ والطامة الكبرى أن البعض منهم دخل البرلمان وخرج منه براتب تقاعدي مرموق دون أن يقدم أية خدمة تذكر للشعب العراقي ، ودون أن يتفوه بكلمة واحدة ربما تنفع العراقيين . ونتيجة للوضع الفاسد المزمن ، وتسلط الأحزاب والكتل الفاسدة ، أصبح البرلمان العراقي هدفا مغريا للذين يبحثون عن فرص ثمينة لتحقيق طموحاتهم الشخصية بعد أن عجزوا عن تحقيقها في حياتهم العامة . وتأكيدا لهذا الموضوع ،

لدي صديق قديم لايرتقي وضعه المادي والمعيشي الى أكثر من ( دون الوسط ) ولم يتجاوز مورده الشهري حدود الستمائة ألف دينار ، وكان بين الحين والآخر يطرق أبواب الأصدقاء للحصول على بعض المساعدات . وبقدرة قادر حصل على عضوية مجلس البرلمان ( ربما عن طريق حزب معين ) . وخلال ثلاث سنوات اشترى قطعة أرض في موقع مميز في بغداد ، وشيد عليها دارا سكنيا من ثلاث طوابق ، اضافة الى شراء سيارتين حديثتين من النوع الغالي ، وبعد انتهاء الدورة البرلمانية قام بالسفر مع عائلته الى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا ( من باب السياحة والترفيه ) . وربما يتصور البعض من القراء الكرام أنني أقول هذا من باب الحسد …. لا والله ثم لا والله ، ولكنني أتألم لأنني أعرف أن هذا الصديق لم يقدم خدمة واحدة للعراقيين طوال وجوده كنائب في البرلمان العراقي . كما أعرفه جيدا وأعرف أن هدفه ما كان لخدمة العراق بقدر اهتمامه بخدمة نفسه وعائلته . وليس صديقي وحده ، بل ( 80% ) من المتهافتين للحصول على عضوية البرلمان يملكون نفس الهواجس ونفس التفكير ، ولهذا السبب نرى كثرة المرشحين التي فاقت حدود المعقول والمقبول .

أحدث المقالات