لا أدري حقاً لمَ هذا الشغف بنقل الأكاذيب بين الناس ، ولماذا التلذذ بعذاب الآخرين وإنتهاك حرماتهم ..؟ وأبقي محتاراً بين ما يُفترض أن يقدمه المواطن من ابناء محافظة ( الأنبار ) من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والسعي إلى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت .. ومحافظتنا العزيزة الطاهرة قطَّعتها الفتنة إرباً وفتحت أذرع القيل والقال أبوابها مشرعةً حتى وصل الأمر إلى وضع سلاح الكلمة الحرة الشريفة جانباً والإصغاء إلى الشائعات والأكاذيب والضحك على الذقون .. وهكذا بقي عراقنا فريسة الجهل والفتنة والعبث وقساوة وخسة المحتل فزاد عدد الأميين والاميون هم من يحسبون أنفسهم على رجال الانبار اليوم وتعددت سقوف الهزيمة وأغلقت أبواب الفرج ! في بدايات ( الاحتلال ) لم يتجرأ أحدٌ على إعلان الجهاد على المحتل ومن تجرأ .. إما قتل على يد جند المحتل أو سُجن أو هرب خارج العراق ، أو بقي صامتاً حفاظاً علي عرضه وأطفاله ، وإستقر المحتل وجاء خفافيش من يسمون أنفسهم فرسان الكلمة الصادقة منتهكين الحرمات والدين والأموال والأنفس والقلوب ، فلم يُبقوا شيئاً إلا وحرّموه ولم يتجرأ أحدٌ أيضاً علي تأنيبهم أو إيقافهم عند حدود الحق أو إعادتهم إلى جحورهم التي خرجوا منها , وعثوا في الأرض فساداً ويبدو أن الأمور .. عادت الحياة بفضل الله تعالى والرجال الصالحين النبلاء الاتقياء الشرفاء الاوفياء إلى طبيعتها في محافظتنا العزيزة بفضل رجالها الصادقين الأوفياء لهذا البلد ،
وعادت الحياة تدّب من جديد وأشرقت شمس الله على أهل الأنبار واشعاع نور الرحمن شوارعها ومدنها وجوامعها ومدارسها والعمل الصحافي والإعلامي في الانبار الذي عانى الأمرّين جراء إحتلالين أولهما محاولة قوات الاحتلال تحويلها إلى معسكر أفشلته بسالة وشجاعة البعض من الصحافيين في ( الأنبار ) واعتراضهم على قوات الاحتلال ثم تعرض العديد منهم إلى السجن والاعتقال والثاني المحاولة الآثمة والمغرضة والمبيتة لعملاء الخراب والجهل من إرهابيي السياسة وسيطرتهم على ( الأنبار ) ومحاولاتهم المستميتة لإلغاء دور الأعلام الوطني الحر, وصل الأمر إلى محاولة تهديد الصحافيين والإعلاميين ! ولم يجرؤ شاربٌ واحدٌ أو لحيةٌ واحدة على التصدي لهذه المؤامرة على عدد من الصحافيين في محافظة ( الأنبار ) ونسف تاريخهم وأهلهم وتراثهم .. باستثناء البعض من أبطال ومجاهدي الصحافة والأعلام في ((الأنبار) ومن ساندهم من شرفاء ورجال ( محافظة الأنبار ) الأوفياء النجباء .. وعادت الصحافة تقدم صفحات العلم والنور والتفوق والإبداع ، والمساهمة في تسهيل سبل الارتقاء بمستواها المهني ، تطبيقاً للحديث الصحيح للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ ومسلمة ) تجرأ أحد المحسوبين على ( عبدة الدولار ) من يسمون أنفسهم على أهل ( الأنبار ) وهو يرتقي سلم زمام الامور .. وكان بعضهم يستمع مجبراً له من نعت الأعلام والصحافة بالفساد ونصح عدد من ضعفاء المهنة ترك مهنة العمل الصحافي .. يقول الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ( من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رِدّ ) ويبدو أن الهدف المعلن أصغر بكثير من المبيت وهو إن كان يدري أو لا يدري أصدر فتوى وهو ليس بعالم تيمناً بقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( من أ فتى بغير علمٍ فليتبوأ مقعده من النار) ..
وهو يضاف الي سلسلة المغرضين الّذين تركوا كل هموم الناس ومشاغلهم وبدأوا بالهجوم على الصحافيين بلا أي مبرر وهي تهم تعج بالتآمر ويغطيها غبار الجهل ، ألم يكن من المفترض لهؤلاء أن يتأكدوا من المعلومات التي تردهم قبل نقلها وإسماعها للناس تطبيقاً لقول الباري عز وجل ( يا أيها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين ) إنني أحذر هؤلاء من مغبة الاندماج مع أسوأ قائمة في التاريخ والانضمام إلى جمل الأمية والسعي إلى أعمامها بين الناس ونحن بأمس الحاجة الصادقة إلى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي بين أبناء عراقنا الصابر .. وأدعو كل العلماء والشرفاء في محافظة ( الأنبار ) وهم الأعم الأغلب أي التصدي إلى أمثال هؤلاء .. وإيقافه عند حده وأدعو كل قوى الخير في هذا البلد إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقوف جنبا إلى جنب مع رجال وفرسان الكلمة الصادقة في الانبار وتوفير الحماية لهم مع التقدير .. ولله .. الآمر