22 نوفمبر، 2024 8:03 ص
Search
Close this search box.

الخامسة / البقاء وحيدا

كنت قد دعوته للصمت … ذلك الصوت الذي يطرق مسامعنا عبر الرياح فتتداخل كلماته واحاديثنا .
قلت ليس امرا بل فضلا ايها الغريب فأن الوقت قصير.
قال بنبرة التأوه والاحتجاج …انا ايضا اطلب الضيافة فأن لي مع قيصر امر كتب بالدم …..!!!
ترى من تكون …؟
سأخبرك حين يكون الوقت متاح
واضاف بعد لحظة
سأمضي الان … لكني سأعود اليك من جديد.
مع دهشتي ومزيد عجبي التفت الى ضيفي وهتفت قائلا …لقد مضى لكنه يقول ان له معك امر كتب بالدم…فهل عرفت من يكون…؟
انى لي ان اعرف …لقد حملت على كاهلي كثيرا من الدماء وان استبيح دمي في نهاية الامر. الحرب نخوضها باسم السلام هكذا كنت اؤمن وهكذا لبست تاج الامبراطور بيدين تحملان السيف في كل الميادين.
قلت :-
الان لنعد الى الحديث.
قال وقد ارتجف صوته ووضح لي المؤامرة التي اغتيل فيها والتي تكاد تختصر بعبارة (ضربة رجل واحد) لكي لا يتمكن احد من المطالبة بالثأر وتقديم القتلة الى المحاكمة.
(هنا توقفت مع صفحة من صفحات التاريخ تحدثت عن المؤامرة التي حيكت لتغتال نبينا الكريم محمد بن عبد الله صلوات الله عليه اذ قرر زعماء الجاهلية ان يجمعوا رجال القبائل ويحاصروه ويطعنوه طعنة رجل واحد وبهذا لا يحق لبني هاشم المطالبة بالثأر(يمكرون ويمر الله والله خير الماكرين) وكانت ارادة الله تعالى هي (لا يحيق المكر السيء الا باهله ) اذ اوحى الله تعالى لنبيه الكريم بحقيقة ماحيك له من غدر وامر بالهجرة فتقدم الفتى الفدائي الاول لله وللدين وللنبي اجل تقدم الامام علي بن ابي طالب كما هو معروف وبات في فراشه تلك الليلة معرضا نفسه للشهادة وفاديا بها نبينا الكريم وشاء الله تعالى ان يمضي النبي وصاحبه ابو بكر مهاجرين ويفاجأ زعماء الجاهلية بالأمام علي عليه السلام نائما في فراش النبي فقال قائلهم (هذا الفتى يفتدي محمد بنفسه)وبهذا فشل تخطيطهم وخاب سعيهم .
(ضربة رجل واحد )عبارة قيلت قبل مولد السيد المسيح عليه السلام وترددت على افواه رجال بعد الميلاد بعدة قرون وربما ترددت في اكثر من زمان ومكان
..ترى هل تواصل هؤلاء الرجال عبر التاريخ وهمس بعضهم لبعض بأساليب الغدر والخيانة دونما وسيلة الا الرغبة في تنفيذ الجرائم التي تلحق بهم العار والشنار.)
كان سؤالي هو:
هل لك ان تلخص المؤامرة التي حيكت لاغتيال القيصر…؟
(ضربة رجل واحد )
تنهد بعمق ثم صمت لحظات كمن يسترجع ذلك المشهد الرهيب للتو ومن ثم واصل حديثه قائلا:-
حين تكون امبراطورا تقول فيسمع الاخرون وتأمر فينفذون ودائما تظن انك على حق ولذا فيجب ان تطاع وبهذا فغفلتك لا تعطيك فرصة ان ترى وتسمع وتدرك ان للأخرين آراء حين لا تسمع ولا تناقش ولا يحفل بها ستخلق من الاصدقاء اعداء وتوغر صدورا حملت لك الحب ذات يوم وتزداد اعداد قائمة المعادين ويقابل ذلك نقص بأعداد قائمة المحبين المخلصين. اضف الى ذلك المعارضين التقليدين وذوي المصالح اللذين سحب البساط من تحت أقدامهم وتعرضت مصالحهم للخطر بعد تحجيم مسؤولياتهم ومهاهم في ظل الدكتاتورية المفرطة التي اردت بها جعل روما بلدا مميزا ومنتصرا فما راق ذلك رجالا ضنوا في وجودي حائلا دون تحقيق مطامحهم حيث قال رجال الرومان عني ان القائد صار عجوزا متغطرسا طموحا يبتغي ان يكون امبراطورا .كان ذلك الأمر لا يروقهم بطبيعة الحال فاجتمع المتآمرون في بيت بروتس وتمكنوا من اقناعه بوجوب (موت القيصر) وبدء بروتس بالتآمر ضد قيصر مع صديقه وصهره (غايوس كاسيوس لونجيتوس)وغيرهم من الرجال الذين اطلقوا على انفسهم اسم ( المحررين) ووضعوا عدة خطط وناقشوها منها:-
يتم التنفيذ اثناء الانتخابات: إذ يتوجب على قيصر حينها عبور جسر لتعيين القضاة في حرم مارينوس حيث اقترح احدهم ان يوجهوا الكثيرين لدفعه عن الجسر والبعض الأخر للركض نحوه وقتله.
انتظار عرض قتالي قادم اذ لا تثار الشكوك إذا ما شوهدت اي اسلحة.
الاغلبية فضلوا تنفيذ القتل اثناء تواجد القيصر في مجلس الشيوخ وبهذا يمكن للمتآمرين ان يخفوا خناجرهم تحت ردائهم. وهذه هي الخطة التي نفذت………….

الان اطل الفجر فمضى ضيفي دون ان اكمل الحديث
ربما لنا لقاء آخر

أحدث المقالات