22 أبريل، 2025 12:34 ص

خبير إيراني يضع خارطة طريق .. التهدئة “الإيرانية-السعودية” تنعكس على استقرار المنطقة !

خبير إيراني يضع خارطة طريق .. التهدئة “الإيرانية-السعودية” تنعكس على استقرار المنطقة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

اتسمت المفاوضات بين “الجمهورية الإيرانية” و”المملكة العربية السعودية” بالتناغم، وقد أبدى طرفي المفاوضات، خلال الجولات الثلاث السابقة؛ عن تفاؤلًا بهذه المفاوضات البناءة، وهذه هي الملاحظة التي شدد عليها، “مصطفى الكاظمي”، رئيس الوزراء العراقي.

والمقطوع به أن إقبال “إيران” و”السعودية” على التهدئة؛ قد يقضي على الكثير من مشكلات المنطقة، ناهيك عن مكاسب طرفي المفاوضات الخاصة.

وللحديث عن المفاوضات الأخيرة بين: “طهران” و”الرياض” وسُبل التهدئة بين الطرفين، أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع: “حشمت الله فلاحت بيشه”، محلل الشأن الدولي ورئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية سابقًا…

البلدان مجبرتان على التعاون معًا..

“آرمان ملي” : كيف تحلل التطورات الأخيرة في ملف المباحثات “الإيرانية-السعودية” ؟

“حشمت الله فلاحت بيشه” : المطلب الرئيس في السياسات الخارجية الإيرانية هو: “التهدئة”، وللأسف قلما ينتبه المسؤولون إلى هذه المسألة.

ولو نقييم بشكل عام سياساتنا الخارجية خلال العقود الأخيرة، لأدركنا غلبة إثارة التوتر على التهدئة، وهذا لا يقتصر على “وزارة الخارجية”. ويعمل الأفراد والمسؤولون وغيرهم في جميع المواقف والأجواء المختلفة على نحو يجعل السياسة الخارجية الإيرانية عدائية بشدة، ولذلك نرى أن بمقدور الأطراف الصغيرة والكبيرة، حول العالم، تبني بسهولة سياسات عدائية ضد “إيران”.

وقد بلغت هذه السياسات ذروتها بالعقوبات والضغوط على بلادنا. ومن حيث عمليات الإيذاء التي برزت في شمال البلاد، هي أيضًا ناجمة عن ذلك أيضًا؛ بحيث تسببت “إيران” لنفسها في أجواء ملتهبة، بل إن الدول الأصغر شكلت في إطار المواجهة مع “إيران” أوضاع لم تكن تجرأ على القيام بمثلها في ظل الأوضاع العادية.

وموضوع العلاقات “الإيرانية-السعودية”؛ هو جزء من هذه القضايا. والحقيقة أن البلدان مجبرتان على التعاون معًا. على كل حال، كلا البلدين من القوى الأساسية في المنطقة والعالم الإسلامي، وحتى في حال قطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية، فالواقع أن آلاف الإيرانيين يتوجهون سنويًا إلى “السعودية” للحج والعمرة؛ وفي المقابل يُقبل الكثير من شيعة “السعودية” على زيارة “إيران”.

وبالتالي يفرض الواقع على البلدين ضرورة إدارة علاقاتهما. وخلال السنوات الأخيرة؛ برزت الحاجة بين الدول المختلفة إلى التلاعب بالتطورات الإقليمية، وهو ما أدى إلى زيادة التحديات بين الدول، لاسيما “إيران” و”السعودية”.

على كل حال، يسعى الكثيرون إلى ربط التطورات الإقليمية في المناطق المختلفة بإثارة الاختلافات وإشعال نيران التعصب بإثارة التحديات المذهبية بين “إيران” و”السعودية”، وهو ما انعكس سلبًا على البلدين.

لقد أكدت مرارًا أن المنطقة ما كانت لتصارع الكثير من المشكلات الراهنة حال استمرار التهدئة بين “إيران” و”السعودية”، والتي بدأت في التسعينيات. وفي ظل أزمة العلاقات “الإيرانية-السعودية” وسيطرة التيارات المتطرفة على التطورات الإقليمية، برزت في العالم الإسلامي الكثير من المشكلات، والتي قلما يظهر مثلها في العالم المعاصر.

خارطة طريق للتهدئة..

“آرمان ملي” : ماذا تقترح للتحول باتجاه التهدئة وتحسن العلاقات بين البلدين ؟

“حشمت الله فلاحت بيشه” : أعتقد أن على “إيران” و”السعودية” الدخول في أجواء من التهدئة الحقيقية وتبادل السفراء. وأن يتحرى الطرفان التهدئة في مختلف المجالات وإحياء التعاون.

وعلي كل حال؛ فمجالات: كالحج والسياحة؛ تستدعي التعاون. لقد وقع الجانبان، في التسعينيات، اتفاقية أمنية نجحت حتى الآن في الحيلولة دون الكثير من المشكلات. لكن للأسف ينتظر كلا الطرفين أن يقوم طرف ثالث بالتقريب بينهما.

وأعتقد أن على البلدين اتخاذ خطوات جادة على صعيد إحياء العلاقات. والخطوة الأولى تبدأ بخفض مستويات التصعيد وتقليص مجالات الخلاف. الثانية: الحيلولة دون تكرار تدخل العوامل المثيرة للخلافات والتعصب.

على سبيل المثال؛ كان هناك داخل “السعودية” من يُبيح دماء الشيعة، كذلك هاجم بعض الإيرانيين “السفارة السعودية”، في “طهران”.

الثالثة: يتعين على البلدين تقديم تعريف للعلاقات القوية بينهما التي تشكلت وفق الأسس المتشركة وتهميش الخلافات. وبالمحافظة على هذه الحركة يمكن ألا تؤدي الخلافات، إن وجدت، إلى تصعيد أو توتر.

وخلال العقود الأخيرة؛ كانت العوامل الخلافية أساس في تعريف العلاقات. ومما لا شك فيه أن المفاوضات الأخيرة كانت جيدة، ولا تشكك التيارات السياسية الإيرانية في ضرورة التهدئة. في “السعودية” كذلك؛ تشكلت نفس أجواء، وهو ما يفرض على البلدين مراعاة ملاحظات الطرف المقابل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة