من المتعارف عند الجميع مدى التدخل الإيراني في الشأن العراقي حتى أخذت تتصرف إيران في العراق كيفما تشاء ومتى تشاء , فهي تتلاعب بالعملية السياسية في العراق , تدعم حزب وكتلة وشخصية معينة ردحا من الزمن وبعد أن تنتهي صلاحيته يضربونه عرض الجدار من خلال شخصية جديدة .
وما يجري اليوم في الساحة العراقية خير شاهد , فكل الصراعات والنزاعات التي تحدث في العراق فأن لإيران يد طولا فيها , لأنها تستخدم عملائها المتغلغلين في العملية السياسية حتى أنهم وصلوا إلى أعلى مواقع الحكم في العراق وخير مثال على ذلك ” عمار الحكيم ” هذه الشخصية العميلة التي تتمتع بسياسة المكر والخداع والكذب , فقد استخدم عمار الحكيم أساليب الإرهاب والقمع والقتل وارباك الوضع الأمني في العراق , كي يخلق له مساحة واسعة يستطيع من خلالها انتقاد المالكي وتسقيطه سياسيا .
وأيضا ظهور عمار الحكيم بالصورة المؤطرة بإطار الوطنية من خلال الخطابات الرنانة التي تعمل على استمالة الشعب لصالحه واستخدامه لغة الوعود التي ترسم أحلام وردية في ذهن السامع , لكنه لا يعلم أن هذا النوع من الخطابات قد ” انتهت صلاحيته ” في العراق , فقد أصبح الفرد العراقي على علم ودراية بتفكير السياسيين وخصوصا عمار الحكيم لأنه صاحب تجربة سابقة مع العراقيين , لان المجلس الأعلى في الفترة التي سبقت حكم دولة القانون قد تولى الحكم في العراق ولم يقد أي شي للعراق سوى المفخخات والتفجيرات والعمليات الإرهابية وكواتم الصوت والاغتيالات للكفاءات العلمية , مع ضياع حقوق الشعب وتصدير خيراته إلى إيران على شكل هبات وصدقات .
هذه هي انجازات عمار الحكيم ولأنه قدم أروع الخدمات لإيران وبشكل جعلته أن يكون هو الشخصية المطلوبة في هذه المرحلة , لذا أمرته بالتحرك السريع والحثيث لإسقاط المالكي من خلال افتعال الأزمات والنزاعات وآخرها وليس أخيرها عمليات تهريب المعتقلين من سجني أبو غريب والتاجي فقد كان لعمار الحكيم دورا فاعلا وبارزا في هذه المسالة التي اتضح من خلالها أن المالكي قد فشل فشلا ذريعا في الجانب الأمني , وما يؤكد تواطؤ المجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم مع منفذي عملية تهريب السجناء هو :
أولا: أن وكيل شؤون الاستخبارات ” البدري” هو من قيادي المجلس الأعلى وهذا الشخص لديه معلومات كاملة بان هناك عملية تستهدف سجني ( أبو غريب والتاجي ) وكانت المعلومات دقيقة جدا وفيها وصف دقيق لما سيحدث ولكنه لم يحرك أي ساكن ولم يتخذ الإجراءات المناسبة لوأد هذه العملية الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء من عناصر الجيش والشرطة وهذا ما كشفته الوثيقة المسربة ولكم رابطها http://im42.gulfup.com/wGbrn.jpg .
ثانيا : تصريح صدر الدين القبنجي الأخير في صلاة الجمعة 26/7/ 2013 حيث طالب القبنجي الحكومة بان تسلم الملف الأمني لإحدى المليشيات التابعة للمجلس الأعلى معللا السبب إنها أي ” تلك المليشيا ” تمتلك العناصر التي تتميز بالكفاءة والإخلاص والتفاني ؟؟!!! وهذا التصريح فيه إشارتين الأولى هي دعوة واضحة وصريحة إلى عدوة حكم المليشيات وهذا ما يسعى له عمار الحكيم والإشارة الثانية بان المالكي لا يملك الكفاءة في إدارة الملف الأمني ولا يوجد عنده الإخلاص في ذلك وانه غير متفانيا في سبيل العراق , وخصوصا بقوله ((ان عملية هروب السجناء من سجني التاجي و/أبو غريب/ تدل على فشل الأجهزة الأمنية والمخطط الأمني بالعراق مستدركا بالقول أن من يتسلم زمام المؤسسة الأمنية عليه علامات استفهام وهو من أوصلنا إلى هذا الوضع )) وهذه بحد ذاتها عميلة تسقيط للمالكي المغفل المسكين الذي وقع في حبال عمالته لإيران التي أكدت سعيها لإسقاطه من خلال عمار الحكيم .
والمتضرر الوحيد في خضم هذه الصراعات والسعي للسلطة هو الشعب العراقي .