19 ديسمبر، 2024 1:13 ص

14 يوما لحرب عدو غير مرئي !!!

14 يوما لحرب عدو غير مرئي !!!

عدو قد اغلق كل السبل، وبدأ يهاجم بقوة وشراسة، في وقت لم يكن فيه المجتمع قد أعد العدة، لحرب لا يعلم مداها، هل ستطول ام تقصر، هل سيتمكن منها العدو، ام ان ما يقوم به ليس سوى استعراض قوة فارغة؟!!..

فهناك فرق كبير بين ان تدخل المعركة بمعنويات عالية، مؤمنا بها، وبين ان تدخلها مهزوزا، غير مطمئن للنتائج,

وبدأت الحرب، بأول معركة، عندما شن هذا العدو هجوما مباغتاً، في ساعات الضياء الاولى، تمثل هذا الهجوم، باغلاق منافذ الاوكسجين عن ارواح البشرية, وهنا المجتمع امام خيارين، أما ان يرفع الراية البيضاء وينتصر العدو او الصمود قليلا حتى تتكسر تلك هجماتة المباغته، اذ من المؤكد، ان عدوا قذرا مثل كورونا لن يتركنا هكذا, حيث تواصلت الهجمات الكورونية في كل الاوقات ولمختلف فئات المجتمع فلم يفرق بين الكبير والصغير او الرجل عن الانثى فالكل معرض له وبقوة,

وهنا اصبح الأمر مختلفا، اذ يجب ان تكون هناك خطة محكمة للمواجهة، على مستوى التكتيك والستراتيج، وهذا يتطلب تنظيم الخطوط الدفاعية بنحو محكم لكل فرد منا, وقد يتطلب منا ذلك، عدم النوم مطلقا لعدة ليال، لأن التقارير وشهادات المصابين تؤدي الى ان العدو، يحاول جاهدا استغلال ساعات النوم لشن هجماته، وكانت أقوى تلك الهجمات قد تتمثل بمحاولته إغلاق منافذ الاوكسجين عند النوم ،ولذلك يجب الحريص على تفويت مثل هذه الفرصة عليه…

من بين الاسلحة الاكثر فعالية وقوة في مواجهة مثل هكذا عدو, هو تقوية الحالة النفسية في المواجهة وشد عزيمة الانتصار واستغلال حالات الصباح الهادئة للاستمتعاع بالهواء, فمثل هذه المواقف التي يجب القيام بها قد ترعب العدو كثيرا وتشعرة باليأس والاحباط عند المواجهة اذ لم يعد هناك مايراهن علية سوى مواقف الضعف لبعض الخائفين والمرعوبين,

وهكذا تستمر المعارك الطاحنة مابين العدو والمجتمع القوي بحالته النفسية واصرارة على تحقيق الانتصار على هذا العدو القذر, وقد تستمر مثل هذه المعارك نحو 14 يوما بعدها يبدا العدو بالانحسار والهزيمة بفضل قوة واصرار الشخص على الانتصار علية, حتى يضمحل وينتهي

ان خوض حرب مثل هذه الحروب ضد عدو غير مرئي ليس سهلا، فهذا العدو هز العالم باسره، واربك حسابات الدول العظمى، بعد ان فتك بها ايما فتك، لاشك ان حربا مثل هذه، افرزت لنا وعلمتنا الكثير من الدروس المهمة، التي ينبغي ان نفهما بعمق، كي نسفيد منها في الايام المقبلة من حياتنا، التي كان عدونا يسعى لوضع حد لها، او على الاقل لتستفد منها اجيالنا المقبلة، في التعامل مع هكذا مواقف وحروب..

فقد علمنا العدو “كورونا” ان الكثير من القضايا والأشياء التي لم نكن نعيرها ادنى اهتمام، ولكن الاصابة بكورونا ، اشعرتنا بقيمتها واهميتها، ومنها الاوكسجين الذي نتنفسه، كم هو ثمين، فكل لحظة من لحظات الاختناق، تجعلك مستعدا لان تدفع كل شيء من اجل الظفر باستنشاقة اوكسجين واحدة تجعلك قادرا على التنفس والبقاء على قيد الحياة..

كما علمنا العدو، ان نعيد النظر بجميع سلوكياتنا، سواء المتعلق منها بنظامنا الغذائي المبنى على سلسلة من الأخطاء القاتلة، التي سهلت كثيرا من مهمة كورونا!.. او تلك المتعلقة بالتعامل مع بيئتنا وواقعنا وما يتعلق بها من أهمية في المحافظة على حياتنا سليمة.

ولعل الأهم في كل تلك التفاصيل، هو ان يعيش الانسان تجربة، لم يكن راغبا في خوضها، بل كان يخشاها او حتى مرعوبا منها، ولكن بعد خوضها والخروج منها منتصرا، سيكون أقوى في اي مواجهات أخرى قادمة، ذلك ان المرء لايشعر بقيمة وطعم الحياة الا عندما يكون عند حافة حادة من حوافها، قد تلقي به بعيدا عن هذه الحياة…