خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
اتسمت ردود فعل الأحزاب والقيادات العراقية إزاء اجتماع بعض أنصار التطبيع مع “الكيان الصهيوني”، في “إقليم كُردستان العراق”، بالغضب والاستياء.
ووفق المصادر العراقية؛ فقد شارك أكثر من: 300 شخص في هذه الجلسة. في المقابل سارعت “تل أبيب” للاستفادة من هذه الفرصة وأعلنت دعمها إقامة اجتماعات مشابهة في “العراق”. وردت سلطات الإقليم بعدم معرفتها باجتماع: “السلام والاسترداد”، بحسب بيان “وزارة الداخلية”، وفيه: “عُقدت الجلسة دون إخطار وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، وهي تعكس فقط موقف المشاركين”. وتوعد البيان باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي هذا الصدد؛ أجرت “سمیة خمار باقي”، مراسل وكالة أنباء (مهر) الإيرانية؛ الحوار التالي مع: “ناظم دباغ”، مندوب “إقليم كُردستان العراق” في “إيران”…
حكومة الإقليم لا تعلم..
وكالة أنباء “مهر” : نفت داخلية “إقليم كُردستان العراق” علمها باجتماع “أربيل”، وعزمها التعامل مع المسؤولين عن عقد الجلسة، والسؤال: كيف يعقد رؤساء القبائل العربية، في عاصمة “إقليم كُردستان العراق”؛ عقد اجتماع سياسي لصالح “إسرائيل” في ظل الأجواء العراقية الحساسة، والمطالبة بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، بينما لا تعلم حكومة الإقليم ؟
“ناظم دباغ” : في ضوء الأوضاع الراهنة، يتمتع الأفراد بحرية نسبية في الدخول إلى “إقليم كُردستان”، وسهولة إصدار تراخيص عقد اجتماع أو مؤتمر في قاعة دون الإعلان مسبقًا عن الغرض من الاجتماع.
ولا يمكن الإطلاع على كل التفاصيل، لكن “وزارة الداخلية” أصدرت بيان ينفي علمها بالاجتماع وبأي تفاصيل، وأنها تعارض محتوى الاجتماع، لأن “أربيل”، وفق الدستور العراقي والحكومة المركزية؛ تتبع “بغداد” في مجال السياسات الخارجية والدفاعية والأمنية.
وكشف بيان الداخلية عن تشكيل “لجنة تقصي حقائق” ومعرفة المسؤولين عن هذا الاجتماع. بعبارة أخرى فقد تناول الاجتماع موضوع حساس مثل التطبيع مع “إسرائيل” بالمخالفة لسياسات “إقليم كُردستان العراق”.
للتأثير على الانتخابات..
وكالة أنباء “مهر” : هل يهدف الاجتماع وطرح موضوعات هامة كالعلاقات مع “الكيان الصهيوني” للتأثير على ملف الانتخابات العراقية ؟
“ناظم دباغ” : بالطبع لعل أحد الأهداف، هو التأثير على ملف الانتخابات العراقية، وكسب الأصوات لصالح بعض المرشحين.
انفتاحية “أربيل”..
وكالة أنباء “مهر” : لماذا “أربيل”.. وما هي أسباب الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث ؟
“ناظم دباغ” : لأن “أربيل”، عاصمة الإقليم؛ وتتمتع بقدر من الحرية في هذه المنطقة، لاسيما مع إمكانية استقبال الضيوف، لكن لابد من إدراج بعض المسائل؛ مثل استقبال الضيوف وإقامة الاجتماعات ضمن قوانين ولوائح الإقليم، وحين تُصدر الداخلية بيانًا وتُدين مثل هذا الاجتماع، هذا يعني أنها تُعارض الاجتماع.
وسُبل الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث، تكمن في التدقيق على تفاصيل مثل هذه الاجتماعات والمسؤولين عنها والبرامج السياسية والاجتماعية والثقافية لتلكم الاجتماعات.
لابد من التفكير في حلول للحيلولة دون تكرار ذلك. وكما تعلم أن “إقليم كُردستان العراق” يتمتع بموقع جغرافي خاص وحساس بين دول الجوار؛ ولا يستطيع كمجتمع إسلامي التحرك عكس الأفكار والمصالح الإسلامية.
التأثير على العلاقات الإيرانية..
وكالة أنباء “مهر” : بينما تعادي الكثير من الدول المتحالفة مع “العراق” و”إقليم كُردستان”، “الكيان الصهيوني”؛ وتتحسس بشدة تجاه هذا الموضوع، هل يستهدف هذا الاجتماع التأثير على العلاقات الإيرانية مع الإقليم ؟
“ناظم دباغ” : في رأيي؛ أي عمل يتعارض وسياسات حكومة “العراق” والإقليم ولا تراعي دول الجوار والدول المتحالفة مع “العراق”، سوف تضر مستقبلًا بـ”إقليم كُردستان العراق”.
إذ يسعى البعض في العادة إلى إساءة استغلال الأوضاع والعمل على إثارة الاضطرابات في المنطقة، لذا يتعين علينا انتقاد أي إجراء من شأن التأثير على علاقات “إيران” مع “كُردستان العراق”.
يجب أن نتحلى باليقظة وتقديم تعريف واضح للصديق والعدو والتدقيق بشكل أكبر في المسؤولين عن مثل هذه الاجتماعات وإصدار التراخيص.