بداية لنتفق إن عملية إصلاح جميع ملفات الحياة في البلد تحتاج الى معجزات إلهية و ليست معجزة واحدة ، في ظل إستشراء الفساد بصورة أفقية و بجذور عميقة ، لا أنت و لا من قبلك أو بعدك يمكنه قلعها من أعماقها ، بغض النظر عن الدولة العميقة التي تظهر بعد كل تشكيل حكومي جديد ، و هذا الواقع الذي تؤمن به انت قبل أن يؤمن به المواطن البسيط الباحث عن أبسط مقومات الحياة في بلد يعيش الويلات منذ عصور خَلت .
أجزم إن هذه الملفات لا يمكنك مسكها وحدك ، و حتماً لديك مرتكزات و أناس ثقاة كما تظن ، في كل ملف يرسمون لك صورة ملفاتهم ، و أنا على يقين ، لا تصلك سوى الصور الوردية الخالية من كل شائبة و منغصات ، بلا مشاكل ، بلا مخالفات ، بلا خروقات ، بلا أزدواجية و مصالح شخصية و حزبية ، بلا استغلال وظيفي ، بلا تلاعب بمصائر و مقدرات الناس و أرزاقهم ، بلا إذلال للفرد و جبره على الخنوع ، بلا مساومات ، بلا فساد ، بلا رشوة ، بلا إبتزاز للمقاولين و المستثمرين ، بلا سلب حقوق الآخرين ، أعتقد جازماً إن هذا ما يصلك ، صورة مثالية عن واقع مثالي تتوفر فيه كل متطلبات العمل و العيش الرغيد و الحياة السعيدة ! .
لعل الملف الرياضي أحد الملفات التي تجهل أهميتها و خطورة إهمالها بالرغم من بعض قفزاتك بين فترة و أخرى ، و تكريمك لأفراد رياضيين ما تَيسر من ( جَيب ) الحكومة ، نتيجة توصية أو تذكير أو مقترح يرفعه شريف هنا و آخر هناك و ما أقلهم ، لكن الأغلب الأعم في الوسط الرياضي لاقى الإهمال و التشظي و الظلم و الحيف و الإجحاف ، لم تكلف نفسك لقاءهم لدقائق معدودة تستمع لاحتياجاتهم و تحقق أبسط أحلامهم ، لم تحاسب من إبتلع رواتب رواد الرياضة الكهلة ، لم تسأل كيف حال الرياضة من أناس يعيشون واقعها بكل تجرداته ، و ليس من أصحاب القصور العاجية ، هذا الوسط الذي أهملته أغلب الحكومات خلال الحقب الماضية و لا يزال مهملاً ، لا أريد الإطالة و الحال ذاته ينجر الى الإعلام و الصحافة الرياضية ، لم يجمعك بهم لقاءاً رغم خصوصية هذا المفصل، لتسأل و تستمع و تستفسر ، و يحدثونك عن واقع الحركة الرياضية في البلد بكل صراحة و بلا مديح و ثناء و مجاملة ، و ما أنتجته التقاطعات و المصالح الضيقة و الإستغلال في وسط يوصف بالحب و السلام .. و آخر كلماتنا .. فذكر إن نفعت الذكرى .
[email protected]