ترتفع بعض الاصوات في مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك ” وعند شرائح مهمة مثل الموظفين والرياضين والمثقفين وطلبة الجامعات واخرين بانهم لن يشاركوا في الانتخابات النيابية المقبلة بحجة إنهم اصيبوا من ملل الأختيار وراجت حملات دعاية عنوانها “لاتنتخبوا ” !
باعتقادي أن هذه الحملات تعد توجهات ليست صائبة لان نتيجتها ستفتسح المجال لـ”السيئيين ” في التحكم في مصائرنا الامر الذي اره كارثة كبيرة لو تحققت فعلاً.
المواطنون الذين يؤمنون بالديمقراطية والتداول السلمي ليس امامهم حلاً لأستبدال من لم ينفذ وظيفته النيابية أو الحكومية بشكل جيد سوى التوجه إلى صناديق الأقتراع بقوة لاختيار البديل المناسب هذه هي فائدة الأنتخابات الاساسية ، فالمفروض أن كل من ياتي عبر صناديق الاقتراع يفترض ان يُزاح عبرها ايضا.
ومن يريد أن يصحح مسار العملية السياسية ولديه ملاحظات كثيرة على عمل الحكومة والبرلمان لابد أن يقتنع أن الصناديق وحدها هي التي من شأنها أن تسهل وصول نواب فاعلين ومؤثرين لا ابواق لرؤساء كتلهم وأحزابهم.
من سننتخب ؟، السؤال ذو القاعدة العريضة بحاجة إلى توسعة الوعي الانتخابي لدى الناخبين من قبل منظمات وشخصيات اجتماعية ووسائل الاعلام غير المرتبطة بـ”الاحزاب “.
التجربة النيابية الثالثة لابد أن تكون مميزة ،اذ يفترض أننا تعلمنا من التجربتين السابقتين اخطاء الاختيار الكارثية التي انتجت لنا كتل سياسية متصارعة لم تتفق بعضها حتى على مصلحة المواطن وتعطلت الكثير من القرارات والقوانين نتيجة لتصارعاتها التي لن تنتهي .
يتخيل لي ان اغلب المواطنين العراقيين وصلوا إلى نتيجة مهمة وهي ضرورة أن يستبدل كل نائب لم انعزل بلذات كرسي النيابية وابتعد عنه ، ويتخيل لي ايضا أن المواطن يدرك أن اختيار نواب ناضجين يمتلكون حرية الرأي في كتلتهم سينتج حكومة فعالة يمكن لها أن توفر جزء من حقوقه.
بهذا الصدد هذه بعض الملاحظات التي ارى ضرورة أن يراعيها الناخبون قبل ان يغمسوا اصابعهم بـ”الحبر البنفسجي “:-
1- لاتنتخبوا كل من لم يتذكركم طيلة السنوات الماضية.
2- لاتنتخبوا من يصفكم بـ”العوام “وينظر إليكم بعين الاستصغار والعطف ويعتكف في برجه العاجي .
3- لاتنتخبوا من ليس فيه فائدة سوى من تغنى بافعال ابيه أو اسرته أو عشيرته أو منطقته .
4- لاتنتخبوا كل من اخفق في مهمته كـ”نائب ” أو “وزير ” أو “رئيس وزراء ” وانشغل بمنافع حزبه وكتلته .
5- لاتنتخبوا من يميل للدول الاقليمية ويحن إليها ولايشعر بالانتماء إلى العراق .
6- لاتنتخبوا الذين يحاولون استغلال مشاعر الناس الطائفية والدينية ودغدتها بين الحين والاخر .
7- لاتنتخبوا من تمظهر بمظاهر الدين ليبين نفسه بانه ورع ومن دعاة ملذات الاخرة ومنافعها ولم يتمسك بالقيم السماوية العليا .
8- لاتنتخبوا من يصرّ على صناعة الأزمات في البلاد وتفكك المجتمع مناطقياً ويقفز من ازمة على ازمة .
9- لاتنتخبوا من عالج نفسه باموال الشعب ولم يقتنع بإلغاء تقاعد البرلمان .
10- انتخبوا من يشعر بكم ويفتح ابوابه بغض النظر عن المذاهب التي تنتمون إليها.
11- انتخبوا من لايغلق ابوابه بوجه الفقراء ويخلد إلى النوم بضمير مرتاح وبراتب حلال .
ارجوكم انتخبوا واحسنوا الاختيار هذه المرة ، فلسنا حقل تجارب وماكنة لصناعة الثروات والبشوات والعوائل النرجسية ، المفتاح بايديكم ولاتعيدوا لنا الوجوه الصفراء التي نخرت مجتمعنا طائفيا واشتغلت على تأجيج الحرب الطائفية… لنتخب هذه المرة بلا عواطف لنتخب بعقولنا و بتأني ودقة .
