كركوك هي قدس العراق ، وهي أس الوحدة الوطنية ومفتاحها للتلاقي والتصاهر والاندماج ، ولن تكون في يوما من الإيام الا عراقية الهوى والقلب والضمير.
وتشهد محافظة كركوك يوم السبت المصادف الثامن والعشرين من كانون الاول مؤتمر عربيا يضع الخطوط العريضة لمستقبل هذه المحافظة وسبل خوضها الانتخابات المقبلة بقائمة إئتلافية واحدة، من أجل الحفاظ على هوية هذه المحافظة ووحدة مكوناتها، ويعقد هذا المؤتمر برعاية رئيس التجمع الجمهوري العراقي الأستاذ سعد عاصم الجنابي ، تحت شعار ، “وحدة عرب كركوك مصدر قوة وضمان للأجيال العربية” ما يشكل انعقاد هذا المؤتمر وفي هذا الظرف العصيب، انتقالة نوعية في مسارات العمل السياسي الهادف الى ان يوحد المشاركون في المؤتمر طاقات رجالات هذه المحافظة ومكونها العربي الأصيل، لينتشلها من واقعها المرير الى وأقع أفضل إشراقا، وأكثر قدرة على مواجهة محاولات ضمها أو سلبها عن جسدها العراقي وروحها العربية الصافية الرقراقة.
وكركوك أنقى من كل ما يكدر خاطرها او يحاول ، إثارة زوابع الرعب بين ابنائها وشعبها الطيب ، وتكاد تكون عاصمة العراق في التنوع الإجتماعي والأتني ، وتدلك قلعتها على ان جذور التاريخ ضاربة في أعماقها، ككل المدن العراقية ، ذات الأرث التاريخي العريق.
كركوك تبقى من وجهة نظر ملايين العراقيين القاسم المشترك الذي يمثل كل أطياف العراقيين بتلويناتهم السياسية والاجتماعية ، وهي المحافظة العراقية الأكثر تلاحما في النسيج الاجتماعي رغم كل ما يظهر هنا أو هناك ، من خلافات واحتكاكات ، بسبب طابع هذه المحافظة الجغرافي والسكاني ، ما يجعلها فوق المزايدات والمناقصات التي يحاول بعض الساسة اتخاذها ورقة مساومة في لعبة السياسة وأحابيلها التي لاتحمل لأهل كركوك الود ولا الانسجام بكل تأكيد.
وما يسمعه العراقيون من تصريحات بين فترة وأخرى عن محاولات من جهات كردية لضم كركوك الى محافظات إقليم كردستان العراق ، وتكرار هذه النغمة منذ أمد ليس بالقصير ، الا محاولة لسلب هوية هذه المحافظة العزيزة على كل أبناء العراق، ومحاولة طمس عروبتها التي لاتحتاج الى شهادة من أحد لإثبات عكس ذلك.
ولا يقتصر الامر بضم مناطق عزيزة من العراق على محافظة كركوك ، بل ان أجزاء مهمة وغالية على العراقيين في محافظة ديالى هي التي دخلت خط الأزمة هذه الايام وأبرزها خانقين وتمتد المطالب الكردية الى محافظة نينوى ، حيث تطالب بإقتطاع اجزاء حيوية مهمة وتحرض جماعات أتينية للمطالبة بإقامة سهل نينوى ( المسيحي ) ليسهل على الاكراد تقسيم العراق وفقا لمخططهم المرسوم من دوائر معروفة المقاصد والاهداف ، ولا ذنب للشعب الكردي المغلوب على أمره في كل ما يجري من مطامع ، وهو يعشق العيش مع العرب واختلط بهم وتمازجت دماؤهم مع دمائه في أكثر من موقعة ومنازلة وكانت لهم صولات معروفة ، وبزغ فيهم علماء واساتذة واكايميون وفي كل مناطق العراق وبخاصة في العاصمة بغداد ونينوى ليكونوا عنوان مجد العراق وكبريائه، ولكن المطامع السياسية تريد أكثر من ذلك ، بإن تقيم ( دولة ) كردية تحاول سلخ نفسها عن دائرة العراق ، صاحب الحضارات المعروفة في التاريخ، وتريد ان تقوم بعملية بتر لاجزائه الحيوية ، ارضاء لمطامع هذا الطرف الدولي أو ذاك، ورغبة بمزاعم يعدها الاكراد ان لاناقة لهم فيها ولا جمل ، ولو بقوا ضمن العراق الواحد الموحد لكان لهم ذلك ارفع مقاما وأكثر حصولا على المغانم والمكاسب ولحافظوا على هذا التمازج الروحي بين العرب والاكراد كشعب واحد لايقبل التجزئة او الانفصام بين عرى وحدته الوطنية، ما يشكل في نظر العراقيين جميعا محاولة لاضعاف وحدته وترابه الوطني.
كركوك من وجهة نظر كل العراقيين أصحاب الضمير ستبقى عراقية الهوى والقلب والضمير ، ولن تستطيع كل المحاولات الرامية الى سلخها من جسدها العراقي العربي ان تصل مداها، مادام في العراقيين قلب ينبض ، وروح عراقية تخفق ، وكان الله في عون العراقيين على بلوى بعض الساسة الذين لايريدون لا لشعوبهم ولا للعراق الا التشتت والانقسام والفوضى والفلتان ، ارضاء لمطامع دول كبرى ، تريد ابتلاع الدول والكيانات بمنطقتنا الواحدة بعد الأخرى.
تحية منا لعرب كركوك، وعسى ان يكون هذا المؤتمر فاتحة خير لقوائمهم الانتخابية لكي تشارك بقائمة إئتلافية موحدة، في مواجهة قوائم منافسة، لها أهداف أخرى ربما مغايرة، ولكن عرب كركوك الذين تحملوا التضحيات الجسام من أجل محافظتهم، لابد وان يرفدونها هذه المرة، بما يعلي من شأنها ويقوي شوكتها في مواجهة مؤامرات المتربصين بها، وأمنيات العراقيين بأن تبقى كركوك مثالا لوحدة العراق بعربه واكراده وتركمانيه وكل القاطنين في هذه المحافظة، وأمنياتنا لها ، بأن يحفظ الله أهلها ورجالاتها الطيبين، وتبقى كركوك منارة الورد العراقية وفسيفساء مكوناتها المتصاهرة، على انها بلد التعايش المشترك، لكل مكونات هذه المحافظة، بلا تمييز، أما محاولات ضمها او سلخها، فستواجه بمقاومة عراقية من كل المكونات الشريفة لهذه المحافظة، ممن يحفظون الود والعهد ، وما التوفيق الا من عند الله، وعلى الله فليتوكل المتوكلون.