25 نوفمبر، 2024 8:43 ص
Search
Close this search box.

الماضي الاسود يحاصر حاضر ومستقبل النظام الايراني

الماضي الاسود يحاصر حاضر ومستقبل النظام الايراني

“ودعوني أوضح أن ماحدث عام 1988، کان مجزرة وحشية ودموية تماما للسجناء السياسيين وهي جريمة ضد الانسانية وإذا أشرنا الى التعريف الذي قدمه المتحدث السابق وتجاهلنا تفاصيله الفنية، فهو إبادة جماعية”، هکذا تکلم کومي نايدو، الأمين العام السابق لمنظمة العفو الدولية، أمام المٶتمر الدولي الذي إنعقد في 27 أغسطس 2021، بمشارکة حوالي 2000 نقطة حول العالم بحضور أكثر من 1000 سجين سياسي، ولاريب من إن لکلامه هذا وقع وتأثير خاص على الاوساط السياسية والاعلامية والحقوقية الدولية، لأنها تشير الى جريمة لازالت مستمرة لأنه لم تتم محاسبة ومحاکمة مرتکبيها.
لاجدال بأن النظام الايراني قد بذل جهودا غير عادية من أجل التغطية ليس على هذه الجريمة بل وحتى على ماضيه الاسود وماجرى فيه من جرائم مجازر وإنتهاکات فظيعة في مجال حقوق الانسان، وقد حاول جاهدا الإيحاء بأنه نظام ديمقراطي يٶمن بالحرية ويسعى لمراعاة مبادئ حقوق الانسان، لکن وعلى الضد من تلك الجهود، فقد وقفت المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق بوجه النظام الايراني وتمکنت بعد نشاطات وفعاليات مضنية على مر العقود الاربعة المنصرمة من کشف حقيقة هذا النظام وإظهار کذب وزيف مزاعمه بشأن الديمقراطية والحرية ورعاية حقوق الانسان، بل وحتى إن مجاهدي خلق قد جعلت العالم فيما يتعلق بمجزرة عام 1988، في الصورة ونجحت في توضيح ماقد جرى من جريمة بربرية في صيف 1988، بحق السجناء السياسيين.
هذا المٶتمر الذي تکلم أمامه الامين العام السابق لمنظمة العفو الدولية، تحدث فيه أيضا خبراء دوليون في مجال حقوق الانسان والقانون الدولي بحيث يعتبر العديد منهم بمثابة مراجع في تلك المجالات، تم عقده في وقت يسعى النظام الايراني جاهدا من أجل تلميع صورة ابراهيم رئيسي، الرئيس الحالي وقاضي الموت في مجزرة عام 1988، ومثلما تم ترديد اسمه في هذا المٶتمر کثيرا فإن نفس الشئ قد حصل أثناء 17 جلسة من محاکمة المسٶول الايراني السابق، حميد نوري في السويد بتهمة مشارکته في مجزرة عام 1988، ولذلك فإن أمام رئيسي طريق شاق وصعب ولاسيما وإن ماقد إرتکبه في الماضي موثق ضده بلغة الادلة والارقام وليس من السهل عليه أن يتخلص أو يتملص من تبعات تلك الجريمة الشنيعة.
کما إن الانسان الذي يمتلك ماضيا أسودا صارت الوسط الذي يعيش فيه على إطلاع به، لايتمکن من التخلص من ذلك الماضي ودفنه في مقابر النسيان، فإن رئيسي وکذلك النظام الايراني المحاصران بماضيهما الاسود لايستطيعان الفکاك والفرار منه، خصوصا وإن هناك دعوات دولية متزايدة من أجل تشکيل لجنة تحقيق دولية مستقلة من أجل التحقيق في هذه المجزرة الى جانب الدعوات الاخرى لعزل رئيسي تمهيدا لإعتقاله وتقديمه للمحاکمة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات