بعد ان وعد امين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله اللينانيين بقدوم النفط الايراني المقدس الى الموانيء اللبنانية، سرعان ما بلع تصريحه على الريق، بعد ان لوحت الولايات المتحدة بالكارت الأحمر، على إعتبار أن ذلك يمثل خرقا للحظر المفروض على ايران، فتحولت الباخرة ذات الوقود الإلهي المقدس الى موانيء سوريا، ونقل المازوت الى لبنان بالشاحنات عبر البر.
ونظرا لعدم وجود نقاط إنتصار في صفحة حزب الله اللبناني، تحول قدوم الباخرة الامريكية الى حفل كبير بإنتصار المحور على الولايات المتحدة، وتمجيد الفعل الإيراني، متناسيا ان هذا الفعل يمثل إنتهاكا للسيادة اللبنانية، مع ان (محور المهانة) ذكر ان تحويل الباخرة الايرانية من موانيء لبنان الى سوريا الغرض منه عدم احراج الحكومة اللبنانية، في حين ان الحكومة التي إلتزمت الصمت كأن هذا الأمر حصل في جزر القمر وليس على اراضيها، قد عانت من إحراج اكثر، بسبب إنتعالها من قبل حزب الله، وتبين للأعمى قبل غيره ان من يحكم لبنان هو حزب الله، والحكومة اللبنانية سواء برئاسة الحريري او ميقاتي لا تحل ولا تربط، مجرد إكمال ديكور لا غير.
الغريب في الأمر ان ورود باخرة ايرانية تحمل من النفط مايكفي لمدة خمسة أيام فقط، اعتبره حزب الله إنتصارا باهرا، وتألق لمحور المقاومة، وبدأت أبواق المحور بالنهيق جهارا، فكم يا الهي هذا المحور فارغ!
أما المفارقة في الموضوع، عندما اجتمع البرلمان اللبناني للتصويت على حكومة نجيب ميقاتي ونيل الثقة، تمت الموافقة وتمرير الحكومة (85) صوتا، مقابل (15) صوت معارض. وابتدأ ميقاتي بكلمة أثارت إستغراب اللبنانيين عندما قال” من رحم المعاناة، ومن أوجاع الناس والقهر الذي أرهق النفوس وفقدان الثقة بالوطن والدولة، ومن قلب معاناة شعبنا، إنبثقت حكومتنا لتضيء شمعة في هذا الظلام الدامس”. وعلق اللبنانيون يا رئيس لا نريد شمعا، الا يكفينا عدة سنوات بلا كهرباء لتأتينا حكومتك بشمع بدلا من الكهرباء؟
الطريف في أمر جلسة البرلمان خلال منح الثقة للحكومة الجديدة، انقطع التيار الكهربائي بسبب نفاذ المازوت، وكانت المحولة الكهربائية البديلة عاطلة، فتأجلت الجلسة لحين ورود محطة ارسلها حزب الله الى البرلمان لتنير قاعة الجلسة المظلمة. وعلق نواب حزب الله بأن جلسة البرلمان ” تمت بظل وبركة المازوت الايراني”! ومن الصعب على الحكومة اللبنانية الجديدة ان تفند القول بأنها حلقت بالمازوت الايراني المقدس، وبركات الولي الفقيه.
اما ما جاء في بيان الرئيس ميقاتي خلال الجلسة من ضرورة ” تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة، والإصرار على التمسك بها، والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التأريخي بين بلداننا العربية، ودعوة الأشقاء العرب للوقوف الى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها”.
فقد أجاب الرئيس ميقاتي نفسه على مناشدته الدول العربية لمساعدة لبنان، عندما سألته اعلامية لبنانية في برنامج (كلام جد): من الممسك بالقرار اللبناني؟ أجاب الرئيس ميقاتي: كلمة الفصل لحزب الله.
نقول للسيد الرئيس ميقاتي: بمناشدتك هذه، كأنك تنفخ في قربة مثقوبة. كيف تطلب مساعدة الدول العربية، وعناصر حزب الله تقوم بأعمال ارهابية عبر الميليشيات المتواجدة على اراضيها؟ عندما تلجم حزب الله، ناشد الدول العربية، ليكن طلبك معقولا، ومستجابا.
العراق المحتل