البشرى التي زفتها حكومة الكاظمي ومفوضية الانتخابات للشعب العراقي وللمرشحين الذين يأملون الجلوس على المقاعد البرلمانية بان الانتخابات سوف تكون تحت أشراف دولي من خلال ارسال 125 مراقباً دولياً او اكثر للاشراف على الانتخابات في عموم المحافظات العراقية لكي يرفعون توصياتهم بشأن نزاهة هذه الانتخابات من عدمها الى الامم المتحدة او مجلس الأمن مباشرةً كما قيل وليس الى المفوضية في بغداد وذلك بعد التأكيد على اجرائها في العاشر من اكتوبر القادم وبدعم أمريكي على لسان الرئيس بايدن والرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس الايراني رئيسي حسب ما اشير الى ذلك في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كأن الانتخابات العراقية يتنافس عليها روزفلت وايزنهاور وديغول لقيادة العالم، بمعنى ان تضخيم مهمة المراقبين الدوليين لغرض اعطاء شرعية قانونية للانتخابات وشرعية سياسية للفائزين من اجل غلق اي اتهام بالتزوير ليتسنى تدوير نفس النفايات بحجج اقوى وبشهادة من الامم المتحدة ومن قبل منظمات دولية مختصة لكي لا تبقى حجة للطعن بنزاهة او شرعية تلك الانتخابات هذا من ناحية الشكل والمضمون ..
اما من الناحية العملية هل سيتمكن 125 شخص او اكثر من ضبط ومراقبة جميع المحافظات العراقية التي تحوي كل محافظة على عشرات ومئات من المراكز الانتخابية وكل ذلك في غضون الساعات المحددة للاقتراع .. وهل يستطيع هذا العدد المحدود من المراقبين من مراقبة العد والفرز والاشراف على اعلان النتائج .. وهل هناك من يجزم بذمة ونزاهة وضمير هؤلاء، وسط ذئاب التزوير من قادة الاحزاب المالكين للسلطة والمال والسلاح والمجاهرين بولائهم لايران .. بمعنى في ظل هذة الحقائق المرة كيف يمكن أن تنجح الانتخابات والعراق يرضخ تحت حكم القبضة الإيرانية الخانقة وتُسيره العصا الامريكية الماكرة، وهم يقسمون الغنائم تحت الطاولة منذ بداية الاحتلال الامريكي لان ما يحصل على ارض العراق مبارات متفق عليها من قبل امريكا وايران لان ايران تريد عودة المالكي لتولي رئاسة الوزراء شاءت امريكا أم أبت لان لم يبقى لامريكا من خيار الا قبول افضل السيئين مقارنة بالتيار الصدري المنافس الاول للمالكي لان التيار الصدري مرفوض امريكياً بالاضافة الى عدم وجود من بين اتباع الصدر ما يصلح لهذا المنصب الكبير لهذا سوف ترضى امريكا بالمالكي بعد تفاهمات مع ايران خصوصاً وان المالكي لا مانع لديه من بيع العراق لاي طرف يوصله الى كرسي رئاسة الوزراة وايضا هو الافضل لتدمير العراق بالنسبة لامريكا اكثر من ما هو مدمر لان هدف امريكا ابقاء العراق دولة فاشلة تتحكم فية قوى سياسية فاشلة واكيد سوف يقدم ضمانات لامريكا بعدم التعرض لمصالحها كما فعلت طالبان في افغانستان التي تحولت بقدرة قطر من حركة ارهابية الى دولة عصرية مما يعني ان امريكا ليس لها عدو دائم ولا صديق دائم لان مصلحتها فوق كل اعتبار واذا تعهد المالكي بتقسيم خيرات العراق بعدالة بين امريكا وايران مثلما يعدل المؤمن بين زوجتين فأن المراقبين الدوليين سيكونون في خدمة ابو اسراء لسحب البساط من تحت اقدام مقتدى الصدر الذي تصور بان عودته للمشاركة في الانتخابات سوف يوصد الابواب بوجه غريمه المالكي دون الادراك ان هذا التذبذب في مواقفه افقده الكثير من شعبيته لهذا لم يبقى له من خيار الا بدعم ترشيح الكاظمي لولاية ثانية وبذلك سوف تتحول الانتخابات الى مزاد علني لمن يبيع العراق بارخص الاثمان من اجل ان يكون كرسي رئاسة الوزراء من نصيبه .. لهذا يستوجب موقف حازم من شعب العراق المغيب بشأن هذة الالاعيب التي يقوم بها السياسيين بمقدراته بعدما سكت عليهم طيلة عقدين من الزمان وهم يضحكون على الكثير من السذج مرة بالطائفية ومرة بالوعود الكاذبة ومرة بشراء الذمم باموال السحت الحرام .. لذلك اما آن الأوان ان يتخذ هذا الشعب الصابر موقفاً صارماً كما تفعل الشعوب الحرة في الدفاع عن حريتها وعن مصالح اوطانها من عبث العابثين .