كلما يغادر رجل عظيم عرش امته يصاب المراقبين باحباط الخشية من عدم تكراره، عندما رحل الملا مصطفى البارزاني اواخر سبعينيات القرن لماضي خلّف مجموعة من الشبان الشجعان الذين كانوا مؤهلين لقيادة شعبهم بفعل تراكمات الحروب التي شاركوا فيها ،الراحل ادريس والزعيم مسعود وتطول القائمة عبر ابنائهم وهم يدفعون الاقليم الى ضفة الامان كلما وضع الحاسدين عثرة امامه، كوردستان القادرة دوما على انجاب رجال بحجم وعورة تضاريس الشرق الملتهب يترأسها اليوم سليل احدهم ، قائد سياسي محنك اسمه نيجيرفان ادريس البارزاني ، شاب كفوء وهاديء ورصين ومبتسم على الدوام،رصيده في العمل السياسي اكثر من خمسة وعشرين عاما ومثلها في الثورة والنضال، نيجيرفان بارزاني تكفل بانعاش التنمية والاقتصادد والدبلوماسية ففعل!
مشاهد اربيل تؤكد هذا،العمارات تنمو يوميا ، ففيما ينشغل قادة دول كبرى بتلميع بناديقهم وحشوها بالمزيد من العتاد للفتك بالناس والزرع والضرع ،يشحن الرئيس الكوردي نيجيرفان بارزاني اقتصاد شعبه بالتعافي عبر الدبلوماسية والاصلاحات الاقتصادية بالتعاون مع رئيس حكومته. كانما اعطى عهدا على نفسه على صناعة ايام اجمل للكورد ،الكورد اللذين عاشوا اياما تعيسة على مدار قرون كثيرة ،يرغب نيجرفان الرئييس بتحقيق هذا وتشير الحقائق على الارض بانه سيحقق هذا، يعمل الرئيس بروية وهدوء على ازدهار الاقليم ونموه والحفاظ على دماء مواطنيه فيما يتابع بأسف بالغ المدن حوله وهي محاطة بجنات تجري من تحتها انهارا من الدم والدولارات
اقليم مرفوع الرأس على الدوام ،ودنانير الاخرين تتكاثر فيه عبر استثمارت لاتتعامل الحكومة مع اصحابها عرقيا او قوميا او طائفيا.الجميع منتفع من الامن المستتب في اقليم كوردستان بمافي ذلك المصابين بالعمى وهم يستهدفونه دون اي تبرير مقنع الا بدافع الكراهية والغيرة من الازدهار
خاصرة الشرق الادني ملتهبة والرئيس منشغل بصناعة الحياة ،كلما اوقد احدهم فتيل القيامة اطفأت فتيله سجايا الشعب الكوردي الذي غلب فكرة عفا الله عما سلف تجاه كل خصومه القديمين والمعاصرين ، عين الرئيس على مدنه وقصباتها وقراها، وعين على جيران قلقين على الدوام وهم يعيشون هوس التوسع ،وعين على الاقتصاد الذي غالبا مايحمله الخصوم والشركاء كورقة ضغط، وعين على الشركاء الذين تستدعي العلاقة معهم صبر حكيم عتيد، وعين على الحلفاء الكبار الذبن تتغير اهوائهم وفقا لاهواء عالم بدا يتغير كليا كل عام ،عين على الاصدقاء الازليون الاوفياء، الفرنسيون مثلا والانكليز الذين يتبادل الرئيس الزيارات معهم دون انقطاع،هم يزورونه ليؤكدوا مساندتهم للشعب الكوردي في قوته العسكرية واقتصاده وهو يزور مؤسساتهم لنقل تجارب النجاح لديهم الى الاقليم الذي يسارع الى التطور بشكل مدهش .
الرئيس نيجيرفان يزاول الدبلوماسية بعقل متزن وواثق ورشيد، يفعل هذا بشكل مستمر تقريبا ، يشعر المواطن الكوردي بالفخر عندما يرى رئيسه يمشى واثق الخطو امام زعيم اكبر دوله في العالم ويشعر الخصوم بالغيرة فيوجهون كراهيتهم الى مطار اربيل بحجة استهداف التحالف الدولي، تتشضى صواريخ الخصوم على واجهة العمارات الشاهقة ،فيصحوا العالم على نمو عمارات جديدة شاهقة وشوارع رهيبة ومتنزهات .
دبلوماسية الرئيس غذت الشعب الكوردي في محنه الاقتصادية ،الصراعات التي تطفوا على السطح بين الحزبين الكرديين العتيدين وتارة بينهما وبين الاحزاب الكوردية الفتية غالبا ماتطفاها حكمة الرئيس ، ،تتازم الامور بين اربيل وبغداد فيطل عبر الشاشات مصافحا قادة بغداد مبتسما ، تمطر انقرة قرى اربيل بصواريخها بتبريرات اصطياد المعارضين من كورد تركيا ويصيح الديك العثماني غاضبا فيخرسه الرئيس بعبارة دسمة دبلومايسيا وهو يدين الجماعات المسلحة ويطالب تركيا باسلوب مرن ان تكف عن اللجوءالى القوة دائما فالازمات لاتحلها القنابل ،
الكورد الذين انهكتهم الحروب يعيشون بصلابة وكبرياء عظيمين بين وسادات خشنة من الشرق والشمال واماكن اخرى ، خريطة صغيرة محاطة بالذئاب ،لكن هذه الجبال الشامخة عبارة عن رحم قادر على انجاب المزيد من المقاتلين الاشداء ،الاقليم الخالي من الشوائب والعابر لفرضية الطوائف والاثننيات لاوسادة ناعممة يتكأ عليها هذا الاقليم بشعبه وقيادته سوى تلك الجبال التي آزرته منذ نشوءه ولازالت،وهو مصر على النمو فيما تذبل من حوله المدن.