السيستاني قلق لخلافات الكتل ويريد الانتخابات بموعدها

السيستاني قلق لخلافات الكتل ويريد الانتخابات بموعدها

نقل ممثل الامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف عن المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني عقب اجتماعه معه بمقره في النجف اليوم قلقه من الخلافات الراهنة بين السياسين ودعوته لحل عاجل لها وتاكيده على ضرورة اجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد .. فيما أكد الممثل الاممي على ضرورة وجود عملية سياسية في سوريا يكون للشعب والمعارضة دور فيها .

 واكد ملادينوف خلال مؤتمر صحافي في اول زياره له الى مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) منذ توليه لمنصبه الحالي في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي وعقب اجتماعه مع السيستاني الخميس ان المرجع الاعلى قلق من الخلافات السياسية بين المكونات العراقية معتبرا ان النقطة الاساسية في استتباب الامن بالعراق هو انسجام الاطراف السياسية وعدم اطلاق التصريحات النارية.
واوضح ميلادينوف انه تم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة ان يتم الاصلاح بين جميع المكونات في العراق . وقال ان المرجع السيستاني عبر عن الارتياح لاقرار قانون الانتخابات واتفاق الكتل السياسية عليه الاثنين الماضي .. لكنه اشار الى ان السيستاني قلق من الخلافات السياسية بين المكونات العراقية ودعا الى العمل على معالجة سريعة لتلك الخلافات . وأضاف ان “الاساس في نقاشنا مع السيستاني هو الوضع الامني وموضوع الانتخابات البرلمانية” . وعبر عن قلق الامم المتحدة تجاه العملية السياسية والوضع الامني في العراق وقال ان المنظمة الدولية شعر بالقلق من انهيار الوضع الامني في البلاد موضحا انه سيزور المراجع الشيعية الاخرى لمناقشة هذه الخلافات والوضع الامني .
واعتبر ملادينوف ان “النقطة الاساسية في استتباب الوضع الامني في العراق هو انسجام الاطراف السياسية بالمواثيق الموقعة كميثاق الشرف الاجتماعي وعدم اطلاق التصريحات النارية عبر وسائل الاعلام .. داعيا دول الجوار الى “تفعيل مكافحة الارهاب لاستتباب الامن في المنطقة .
واضاف انه تم مناقشة الوضع الامني والحاجة لمساهمة القادة المدنيين السياسيين والعسكريين في معالجة هذا الوضع الذي قال انها لاتتم  فقط من خلال القوى الامنية وحدها وانما “يجب معالجة القضايا الاجتماعية والعمل على حل المشاكل التي تواجهها البلاد مع العمل على احترام الاقليات فيها ولابد أن تكون معالجة الوضع الامني في الاطار الاقليمي وأن يساهم جيران العراق في محاربة الارهاب والتطرف”.
وشدد ملادينوف على ان اجتماعه مع السيستاني كان بناء وقال “سأنقل الرسائل التي حملني إياها السيد السيستاني الى الامم المتحدة واتطلع الى انخراطنا مع جميع الكتل السياسية لحل مشاكل العراق ونحن ندعم وجود وضع ديمقراطي في العراق”. وحول الانتخابات البرلمانية المقررة في 30 نيسان (ابريل) المقبل اوضح ملادينوف ان “المرجع الديني الاعلى يريد اجراء تلك الانتخابات في وقتها المحدد” مؤكدا “استمرار الامم المتحدة بدعم مفوضية الانتخابات التي تقوم بالتحضير لتلك الانتخابات.
وعن تطورات الازمة السورية قال ملادينوف إن “الامم المتحدة مرتاحة لعملية ازالة الاسلحة الكيمياوية في سوريا”. واضاف “ان التركيز على ما يتعلق في سوريا يتضمن محاور عدة منها معالجة القضايا الانسانية للعوائل السورية في داخل سوريا وما يجاورها ومع معالجة الاسلحة الكيماوية الموجودة لدى النظام السوري اضافة الى ان ضرورة وجود عملية سياسية يكون فيها للشعب السوري والمعارضة دور فيها .
وقبيل اجتماعه بالسيستاني قام ملادينوف بزيارة الروضة العلوية ومرقد الإمام علي بن أبي طالب في النجف.   
والثلاثاء الماضي اعتبر ملادينوف اقرار مجلس النواب الاحد لقانون الانتخابات العامة كان نتيجة
الجهود الدؤوبة لرئاسة المجلس وقادة الكتل السياسية في سبيل التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع قانون الانتخابات واشار الى ان القادة السياسيين عملوا بجد وبروح من التوافق والتي هي الركيزة الأساسية  لمستقبل العراق   .
ودعا جميع الأطراف  الى العمل على ضمان توفير بيئة مستقرة وآمنة تجرى فيها الانتخابات وفق الموعد المقرر لهافي 30 نيسان ايري المقبل. واكد ان يعثة الامم المتحدة في العراق ستواصل دعمها للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الوقت الراهن ومستقبلا في سبيل ضمان إجراء الانتخابات الوطنية وفقا للقانون العراقي للاقتراع والمعايير الدولية   .
كما عبرت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” السبت الماضي عن قلقها من زيادة وتيرة العنف في البلاد واشارت الى ان عدد القتلى العراقيين وفقا لأرقامها قد بلغ خلال الشهر الماضي 979 قتيلاً فيما أُصيب 1902 آخرون بجروح جرّاء أعمال العنف والإرهاب .
واضافت في بيان صحافي ان عدد القتلى من المدنيين خلال الشهر نفسه قد بلغ 852 قتيلاً (من بينهم 158 فرداً من الشرطة المدنية) فيما بلغ عدد المُصابين من المدنيين 1793 (من ضمنهم 218 فرداً من الشرطة المدنية) فيما لقي 127 فرداً من قوات الأمن العراقية حتفهم وأصيب 109 آخرون بجروح.
وقال ملادينوف تعليقا على ذلك “تستمر أعمال العنف الخرقاء مستهدفة العراقيين دون تمييزوفي كل يوم وكل اسبوع وكل شهر يقنل العشرات ان لم يكن المئات أو يتعرضون لإصابات بليغة”. وأشار الى انه قد “بات من الملح والضروري الآن أن يتخذ القادة العراقيين معا خطوات جريئة وضرورية لوضع حد للفوضى القائمة وإلى إفشال محاولات الإرهابيين لتدمير اللحمة الاجتماعية للمجتمع العراقي.”
وقتل اكثر من 5500 شخص منذ بداية العام الحالي في العراق فيما اعتبر الشهر الماضي وحده  الاشد دموية منذ نيسان (ابريل) عام 2008 بحسب ارقام رسمية.
 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة