23 نوفمبر، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

عندما يحترق الأخضر بسعر اليابس

عندما يحترق الأخضر بسعر اليابس

احمد البشير، الإعلامي الساخر المعروف بمهاجمته للفاسدين من خلال برنامجه الشهير (البشير شو) الذي يحظى بملايين المشاهدات، يمارس دوراً مهماً في جَلد الفاسدين وتعرية مافيات الفساد التي نهبت خيرات العراق وتركت هذا الشعب يرزح تحت وطأة الفقر، احمد البشير يستحق ان نشاهد برنامجه الاسبوعي المميز رغم بعض المؤاخذات عليه، كاستخدامه في بعض الأحيان ألفاظاً بذيئة كنا نتمنى أن يترفع عن استخدامها، سيما وأن هناك عوائل تشاهد البرنامج .

ومن المؤاخذات على احمد البشير، هو أنه في بعض الأحيان كما يقول المثل (يُحرق الأخضر بسعر اليابس) ، ويهاجم أشخاصاً مشهود لهم بالنزاهة والأمانة، وهذه الحالة المؤسفة تكررت في المواسم السابقة من البرنامج، ويبدو أن البشير يخفق احياناً في الحصول على المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة.

وفي الحلقة السابقة (الحلقة الثانية من الموسم الحالي) ، صدَمَنا البشير بهجومه غير المبرر على وزيرة الهجرة والمهجرين ايفان فائق جابرو، وكأن العراق بات خالياً من المسؤولين الفاسدين ليتركهم ويهاجم انسانة نزيهة لم تمتد يدها الى المال الحرام بشهادة الجميع، فحتى خصومها – رغم قلّتهم – يشهدون لها بنزاهتها .

 

لقد اقتبس البشير جانباً من حوار مع وزيرة الهجرة ترد فيه عن سؤال بخصوص قضية شراء الثلج بستة مليارات، هي سبق وأن نفت الموضوع نفياً قاطعاً معززاً بالأدلة، وأكدت خلال الحوار المقتبس أن الوزارة كانت غارقة في الفساد، ومن خلال كلامها يتضح أنها تنوه بشكل غير مباشر الى أن الوزارة كانت سابقاً لعبة في يد المقاولين وضعاف النفوس، تريد أن توصل الفكرة الى المتلقي دون أن تجعل نفسها في خضم صراع مع أشخاص فاسدين لا ذمة لهم ولا ضمير، فالوزارة في عهدها لامكان فيها للسراق، وقضية الثلج عارية عن الصحة تماماً، وبإمكان من يشكك في الموضوع أن يواجهها ولو بدليل واحد على القضية.

 

احمد البشير لم يجد شيئاً يستطيع من خلاله مهاجمتها، ربما الأشخاص المسؤولون عن إعداد البرنامج بحثوا كثيراً في الغوغل ولم يجدوا اي شيء ضدها، فاستخدموا هذه الورقة المحترقة التي تخص شراء الثلج وصنعوا منها هذه النكتة البائسة.

انا لستُ هنا بصدد الدفاع عن هذه المرأة التي هي في حقيقتها ناشطة في العمل الإنساني والأعمال التطوعية منذ سنين طويلة قبل ان تصبح وزيرة للهجرة، لطالما كنا نحلم ان نرى وزيراً او مسؤولاً عراقيا نزيهاً ويمتلك ضميراً حياً وعنده مخافة الله، وعندما يتسلم انسان شريف منصباً حكومياً يهاجمه البشير ظلماً؟

يا احمد البشير، نحن نحترمك ونتابع برنامجك بكل شغف واهتمام، انت تُبرد قلوبنا عندما تهاجم الفاسدين وتفضح سرقاتهم وتكشف جرائمهم، لكنك هذه المرة لم تكن موفّقاً في هجومك على هذه الأخت العراقية التي خدمت أهلنا النازحين بصدق ومحبة وحاربت الفساد في هذه الوزارة وتصرفت بحزم مع المتاجرين بتخصيصات النازحين، كان ينبغي عليك على الأقل ان تراجع حيثيات هذه القضية بالتفصيل لتتجنب الوقوع في هذا الخطأ الذي يجعلك في موقف التشهير بشخص يستحق الثناء والتقدير بدلاً من الهجوم.

أتمنى ان تصحح موقفك تجاه هذه الأخت العراقية التي ظلمتَها في برنامجك، وحبذا لو تستضيفها وتوجه إليها ما شئتَ من الأسئلة، وليس عيباً أن تعترف بأنكَ أخطأتَ وتراجعتَ عن موقفك، فالإعتراف بالخطأ فضيلة .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات