17 نوفمبر، 2024 4:57 م
Search
Close this search box.

المعارضة الوطنية لاتقبل القسمة

المعارضة الوطنية لاتقبل القسمة

آن الأوان للخروج من صمتنا لنتحدث بمايُمليه الواجب الوطني وفق خبرة تفوق أدعياء متاجرين بقضية ثورة تشرين ودماء أبنائها البررة. الظروف الحالية تفرض علينا مصارحة الرأي العام بخصوص مايُعرف مؤتمر قوى المعارضة في الداخل والتي عقدت مؤتمرها خلال الفترة المنصرمة في العاصمة بغداد. المنطق يقول أن العملية السياسية في العراق وصلت الى طريق مسدود لا يمكن القبول بتعايش وطني حقيقي مع شركاء العملية السياسية . وتغيير العملية السياسية مطلب واستحقاق لا يمكن التغافل او التنازل عنه وهذا يعني أن من يتبنّى هكذا رؤية هو ضمن خانة أعداء الأحزاب والكيانات السياسية الحاكمة ومسُستهدّف من خلال وسائل متعددة تدخل ضمنها التسقيط والتصفية الجسديّة. هذا الموقف نحن تبنّيناه في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق من خلال بياننا الصادر بتاريخ الثاني من تشرين الأول 2019. الذي حدث لمواجهة مشروعنا ورؤيتنا مع شركائنا فقد ظهرت بدعة اسمها قوى المعارضة العراقية في الداخل.

هذا أوّل كشف حقيقي لحقيقة من يرفعون طرحا سخيفا كهذا وقد أعلنوها بصراحة ممن يسمّون أنفسهم بمجلس تشرين المركزي أنهم أخذوا موافقات الحكومة الرسمية لعقد مؤتمرهم المزعوم مستغلين ملف شهداء ثورة تشرين وإحضار ذويهم الى المؤتمر. في دولة ميليشياوية غارقة في ملفات القتل كالعراق لا يمكن القبول بفكرة تأييد قوى المعارضة وتوفير المستلزمات لهم. هذا هو التهريج بعينه فهي محاولة لسحب شرعية خارطة طريق ثورة تشرين في شهر تشرين الثاني عام 2019 وقد قلناها بوضوح أن ثورة تشرين هي جزء من المشروع الوطني ومكمّل لحركة الاحتجاجات المدنية التي سبقتها. نحن أيضاً جزء من المشروع الوطني فكيف نجزء تطلعات الشعب نحو التحرر من كل اشكال العبودية والظلم والفساد تحت عناوين هزيلة من خلال خطاب شخصيات وهمية سواء أحزاب ثورة تشرين المزعومة أو مجلس تشرين المركزي؟. هذه معارضة صورية جزء من إعادة تأهيل العملية السياسية بأسماء وعناوين مختلفة. المعارضة الحقيقية لاتُفرّط بجهود القوى التي سبقتهم في طريق المعارضة ولم يتورطوا في ملفات الفساد المالي والاداري أو يكونوا يوما جزءا من التحريض على العنف بكل أشكاله بعد العام 2003. لقد ترّفعنا والتزمنا الصمت خلال الأشهر الماضية مع مانسمع تخرصات المعارضة الشكلية.نحن نسعى الى توحيد الجهود الوطنية المخلصة وليس زرع بذور التفرقة. أساليب مكشوفة كنّا قد عشناها في مرحلة المعارضة من قبل الأحزاب الاسلامية مزّقت جهود العراقيين في دول اللّجوء المجاورة إبّان النظام السابق ولذلك طالت مدة معاناة العراقيين ولم يتحقق حلم التغيير إلا باحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة فكان تغييرا شكلياً.

اليوم تحاول الأحزاب الحاكمة تكرار السيناريو ويشاركهم أصحاب المصالح الشخصية الضيّقة والانتهازيين ، لذلك فإن معاناة العراقيين ستزداد سوءاً. إننا إذ نُخاطب الوطنيين الأحرار بعدم الانجرار خلف مشاريع وهمية كاذبة هي جزء من الاستدراج لقتل المشروع الوطني. التغيير الحقيقي قادم وسيعود وهج ثورة الوطنيين الأحرار بمفاجآة واستحقاقات تصعيدية في الخطاب والطرح الموضوعي والعادل. حفظ الله العراق وثورة تشرين.

أحدث المقالات