نستقبل كل عام أيام شهر محرم الحرام، حيث تنتشر كالعادة المواكب الحسينية في الشوارع، يتحرك الزائرون بكثافة وتجمعات تصبح هدف سهل للإرهاب، وصيد لإيقاع اكبر عدد من الضحايا، تستَخدم الإمكانيات البشعة وفن القتل، معلومات خطيرة تشير الى دخول 100 إنتحاري قادمين من سوريا لأستهداف الزائرين في محرم، تم تدريبهم لمدة أشهر في الموصل والرمادي داخل معسكرات إرهابية، مستغلين الإنفلات الأمني على الشريط الحدودي بين البلدين وسيطرة قوى القاعدة على منافذ العراق.
إنتحاريون بجنسيات مختلفة هاجمت قوى الأمن ومركز الشرطة والصحوات ومؤوسسات الدولة ومراكز العبادة.
المعلومات تشير إن تنظيم (داعش) أدخل من جنسيات مختلفة عربية وأسيوية عدد من مقاتليه للتفجير في شهر محرم، تهديدات كانت في البداية خارج الحدود، خطر ونار مستعرة خلف أسوار العراق، تدور رحاها بخطط معلنة وخفية، معاركها في مختلف المدن وصلت الى إستخدام السلاح الأبيض، ومن قتال على أسوار العاصمة والمحافظات الى حرب شوارع داخلية، تشتعل مع كل خلاف سياسي ومناسبة منها الإنتخبات وشهر محرم.
عمليات تمول من إبتزاز التجار والشاحنات والأدهى إبتزاز رجال في الحكومة وسياسين كبار، الخطر يكمن بالتعاطي السياسي مع الأرهاب والتعاطف بالأقوال والأفعال مع الأهداف على أساس طائفي ومناطقي للتخلص من التهديدات، تجعل من العملية السياسية محكمة بيد قوى معادية العملية السياسية، تتحرك حسب أهوائها.
(داعش) فشلت في إسقاط نظام بشار الأسد وإشعال الحرب الأهلية في سوريا بعد خلافها مع الجيش الحر، تحولت بعدها المعركة بين ثلاثة قوى رئيسية هي : الحكومة والجيش الحر والولاء والنصرة، كل طرف يقاتل طرفين أخرين، تحاول أن تنقل السيناريو الى العراق. اليوم تستعطف ساسة او قوى مدنية تحركهم بالضد من الحكومة غداً تتحارب معهم وتدور رحى الحرب بين ثلاثة قوى: حكومة ، ارهاب, قوى سياسية، حيث ستراراتيجيتها أحراق الأرض.
العراق يخوض حرب بالنيابة ضد الكراهية والعدوان والطائفية، جغرافيته فرضت عليه أن يكون في قلب الأحداث، تَحَمْل ركام سنوات سوداء من تاريخ الأمم، وضع بالمواجهة مع التطرف والصراع الدولي وحروب النيابة.
الهدف ليس الزائرين وأبناء الموصل والرمادي والحكومة, يخطأ من يقول ان الإرهاب هدفه اسقاط حكومة بشارالأسد او حكومة العراق.
قوى تريد إسقاط دمشق وبغداد وأبو الهول، تسقط أقدم مدن وأعرق الحضارات, تسقط بابل وسامراء والمراقد المقدسة, تمحو الفكر الإنساني الممتد من الرسالات السماوية والقيم والاخلاق المجتمعية، تتناول الحكم بدموية، تطفيء شموع الجوامع والكنائس, تقتل الطفولة ومدن الألعاب والمدارس والأسواق، تحول المدن الى ظلام دامس يطابق افكارهم الظلامية، لممارسة افعالهم المخزية المنحطة التي خجلوا من كشف لثامهم بعد ممارستها، شخصيات بأسماء غير حقيقة تخفي خلفها نكبات أمم وإنحراف في قيم مجموعات ظالة، تسقط الحسين والرسول والأنبياء السابقين والمفكرين والعلماء من عقلية الأمة, بعد أن تنازلت عن قيمها وتاريخها وحضارتها الأنسانية، يجمعهم الإنحطاط والعداء مع الشعوب. لذلك هذه المجاميع الأرهابية المنحطة تحاول ان تعطل مراسيم عاشوراء التي تجمع العراقيين، وإستهداف الرسالة السامية في القيم والإنسانية والإصلاح التي ثار لأجلها الإمام الحسين عليه السلام, وربما تغيير ستراتيجيتها وتقوم بوضع السموم للزائرين هذه المرة.