يظن كثير من الناس ان العيش في سكرة الجهل خير من العيش في نكد الحقيقة!.
يقال بان النبي محمد مات وليس في بيته درهم ولا دينار,وانه قال اننا معاشر الانبياء لا نورث الدينار ولا الدرهم وما تركناه فهو صدقة.
وقد ورد في الكافي («وروى الكليني في الكافي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قوله: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكنْ ورَّثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر»).
ويقال بان مصعب بن عمير والذي كان من اغنى اغنياء قريش,عندما هاجر وقتل في معركة احد,لم يجد الصحابة ما يكفنون هبه سوى خرقة قماش قديمة اذا غطوا بها راسه ظهرت قدماه واذا غطيت قدماه ظهر راسه!.
وعندما ادركت الوفاة الخليفة ابي بكر الصديق ,كان له ثوبان,فقال لمن حوله انظروا اي ثوبي هذين اقدم فكفنوني بهما,”فالحي اولى بالجديد من الميت”.
ويُقال ان الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب كان يخطب على المنبر وفي ثوبه اثنى عشر رقعة,وهو الذي كانت تجبى اليه كنوز فارس والروم!.
ويقال ان الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز عندما ادركت الوفات استاذن فلاح له بستان فقال له,اذن لي ان ادفن في ارضك ,وبعد سنتين انت حر بان تزرع على قبري ما تشاء!!.
ويقال بان الوفاة ادركت الخليفة العباسي هارون الرشيد وهو في خرسان في طوس,فمات ودفن هنالك,ولم يامر احد بحمله في مواكب الى بغداد ليدفن فيها,وهو الذي كلن ينظر الى السماء فيخاطب الغمام ويقول: ايتها الغمامة امطر انى شئت فان خراجك سياتيني!.
لكن,وامام هذه الصور من الزهد, هل كان ائمة اهل البيت زاهدين فعلا ؟.
وفق كتب اهل السنة فان اهل البيت كانوا زاهدين اشد الزهد ونقلوا في ذلك الكثير من صور الزهد والورع .
لكن ماذا عن كتب الشيعة ؟.
اليكم هذه الصورة الذي تنقله كتب الشيعة عن “زهد” ال البيت.
فقد نقل السيستاني في موقعه الرسمي في باب “مستحبات الكفن” ما يلي :
((إجادة الكفن ،فإن الأموات يتباهون يوم القيامة بأكفانهم ويحشرون بها ، وقد كفن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بكفن قيمته ألفا دينار وكان تمام القرآن مكتوباً عليه.)).
http://www.sistani.org/arabic/book/22/1727/
في هذا النص امرين مثيرين للانتباه,
الاول هو قوله بان “الاموات يتباهون يوم القيامة باكفانهم”.
والثاني هو ان موسى ابن جعفر الذي هو موسى الكاظم والذي يوصف بانه “راهب ال محمد” ويوصف بانه “الرجل الصالح”,يقولون بانه كفن بكفن قيمته “2000” دينار ذهبي(وفي رواية 2500 دينار)!!.
هل فعلا ان الموات يتفاخرون باكفانهم؟. وهل هذا الكلام من عقيدة الميسلمين ام من بقايا عقيدة الفراعنة واليهود الذين يعتقدون بان حياة الاموات مشابهة لحياة الاحياء,لذلك يدفنون مع امواتهم ذهبهم واموالهم بل ويدفنون معهم حتى نسائهم وعبيدهم!!.وهل سيكون الفراعنة والاباطرة والقياصرة والكياسرة افضل من النبي محمد لان اولئك كانت اكفانهم من الحرير والزبرجد بينما كان كفن النبي محمد بثلاث قطع من القماش السحولية المصنوعة من القطن !!.
لكننا سنحاول الان ان نحسب قيمة كفن الامام موسى الكاظم وفقا لسعر اليوم !.
فمن المعلوم ان الدينار المقصود في تلك الرواية هو الدينار الذهبي,لان ذلك الوقت لم تكن هنالك دنانير ورق ولا دولارات!,
وزن الذهب الذي في الدينار الاسلامي الذهبي حسبما تنشره بعض المواقع المتخصصة هو ان:
كل ثمانية دنانير ذهبية = اونصة ذهب
(http://ar.wikipedia.org/wiki/دينار_إسلامي_ذهبي )
وهذا يعني ان 2000 دينار ذهبي = 250 اونصة ذهبية.
واذا علمنا ان الاونصة الذهبية= 1250 دولار امريكي
(http://www.currencyc.com/ar/usd-xau.html )
فهذا يعني ان قيمة :
2000 دينار ذهبي = 1250 دولار * 250 اونصة ذهبية
والناتج هو: 312500 دولار امريكي!!.
ولتحويل هذا المبلغ الى الدينار العراقي نضربه بسعر صرف الدولار:
312500 * 120
فيكون الناتج :
37,500,000
اي ما يقارب الاربعين مليون دينار عراقي!!!.
فاذا كان “راهب ال محمد” سعر كفنه الذي سيبلى بعد سنة او سنتين اربعين مليون دينار”فقط” ,اي ما يقارب رواتب عشرين استاذ جامعي حاليا فعن اي زهد تتكلمون ؟!!.
ولماذا تلومون المالكي ان كانت تكلفة سفره الى واشنطن قد كلفت الدولة العراقية 100 مليون دولار فقط ؟.
اليس الحي اولا من الميت ؟.
وشكرا للسيد احمد الجلبي على معلوماته القيمة !.