تأكيدا لطرد المسلحين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد من المناطق المحيطة بمرقد السيدة زينب بضواحي دمشق وسيطرة مقاتلي فوج ابو الفضل العباس للمتطوعين العراقيين الشيعة مع مسلحي حزب الله اللبناني هناك فقد قام وفد يضم عشرات العراقيين القادمين من كربلاء بأكساء المرقد برايتي الاملم الحسين واخيه العباس وتنظيم مجالس دينية بينما اعلن ممثل مرجعية السيستاني عن التعاقد مع شركة ايرانية لاكساء قبة ضريح الامام الحسين بمائة كيلو من الذهب الخالص.
فقد قام وفد من العتبة الحسينية في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) برفع رايتي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس على قبة مرقد االسيدة زينب في ضواحي دمشق تزامناً مع بدء أيام عاشوراء التي يتوجه فيها المعزون لزيارة المراقد الشيعية .
وشهدت مراسيم رفع الرايتين حضور حشد من الزائرين والإعلاميين في مرقد السيدة زينب حيث جاءت هذه المبادرة بحسب مسؤول شعبة التبليغ القرآني الدولي في دار القرآن الكريم بكربلاء منتظر المنصوري ” لكي نؤكد للعالم اجمع إننا أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، مع القرآن، ومع عترة النبي صلى الله عليه وآله امتثالاً منا لوصيته”.. موضحا في تصريح نقلته وكالة “نون” الاخبارية من كربلاء ان زيارة وفد هذه المدينة شملت رفع رايتي الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس وإقامة العديد من الأمسيات القرآنية بمشاركة نخبة من قراء دار القرآن في مرقدي السيدتين زينب ورقية بالتعاون مع المجلس الإسلامي الجعفري في سوريا.
وبالترافق مع ذلك فقد اعلن الامين العام للعتبة الحسينية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان قبة ضريح الامام الحسين الجديدة ستكسى بمائة كيلوغرام من الذهب الخالص وربط صحن مسجد السيدة زينب بمخيم الامام الحسين باحدث الطرز وبمساحة 40 الف متر مربع.
وقال ان القبة الجديدة لمرقد الامام الحسين سترتفع سبعة امتار ونصف المتر عن ارتفاع القبة الحالية موضحا انها ستكون عبارة عن هياكل ذوات حمل خفيف وسوف تكسى هذه القبة بـ 100 كغم من الذهب الخالص على ان يتم انجاز ذلك خلال 24 شهرا . واشار الى ان صحن السيدة زينب الذي سوف يربط بالمخيم الحسيني سيكون باحدث الطرز المعمارية .. موضحا ان الشروع بهذا المشروع الذي ستنفذه شركة الكوثر الايرانية سيكون خلال عشرة اشهر من الان من اجل اتمام عمليات استملاك بعض العقارات والمحلات التجارية من اصحابها.
متطوعون عراقيون الى سوريا دفاعا عن مرقد السيدة زينب
يذكر ان مسلحين شيعة متطوعين ينخرطون حاليا في لواء ابي الفضل العباس ويشاركون مع مقاتلين من حزب الله اللبناني وكتائب ايرانية في الدفاع عن مراقد شيعية في سوريا لاسيما السيدة زينب في ضواحي دمشق حيث عمليات تطوع قائمة على قدم وساق في المدن الشيعية العراقية وتقف وراءها منظمات شيعية بينها حزب الله ومقاتلين سابقين في جيش المهدي.
وعن الطرق التي يسلكها المسلحون للالتحاق بجبهة القتال في سوريا فأنهم كانوا يسافرون بالسيارات مباشرة الى سوريا او عبر السفر الى الاردن لكنه حاليا فان الطريق الامن هو الذهاب الى جنوب لبنان ومن ثم الانطلاق الى سوريا. وتنتشر في مدينة الصدر ببغداد ومدن جنوبية عراقية اخرى على واجهات المتاجر وبعض الساحات صور لمرقد السيدة زينب بدى متضرراً من آثار قصف وتفجيرات وكتب تحتها عبارات (لبيك يا زينب كلنا فداؤك) في مسعى لتأجيج مشاعر وحماس الشباب للذهاب الى سوريا دفاعا عن المرقد.
ويوم الثلاثاء الماضي أكد روبرت فورد السفير الأميركي لدى سوريا أن نظام بشّار الأسد استقدم مقاتلين أجانب من المليشيات الشيعية العراقية وحزب الله ومن الحرس الثوري الإيراني . وقال فورد الذي كان غادر دمشق مع بدء أحداث الثورة السورية قبل أكثر من عامين بشهادته حول السياسة الأميركية في سوريا أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس إن النزاع في سوريا بات الآن حرب استنزاف طاحنة حيث يعاني النظام من نقص خطير في القوى البشرية ولهذا السبب فقد استقدم مقاتلين أجانب من المليشيات الشيعية العراقية ومن حزب الله والحرس الثوري الإيراني . واشار الى أنه في هذه الأثناء “تحوّلت المعارضة المعتدلة التي ندعمها إلى القتال على جبهتين ضد النظام وضد المتشددين والمتطرفين المرتبطين مباشرة بتنظيم القاعدة في العراق وهو تنظيم القاعدة في العراق نفسه الذي كنّا نحاربه”.
واعتبر أن بلاده لديها مكانة جيدة في المنطقة مشيراً إلى أن “مصالح إيران في المنطقة تزداد يوماً بعد يوم فيما تنخفض مصالح الدول الغربية فيها ويتقلص حضورها في الشرق الأوسط”.
وفي سياق متصل كشفت صحف اميركية عن مواجهة مسؤولين أميركيين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن الاسبوع الماضي بوثائق تتهم وزير النقل العراقي هادي العامري بتسيير جسر جوي من الأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري.
وإضافة إلى الانتقادات التي وجهها أعضاء في الكونغرس للمالكي بأنه يحكم العراق بتحيز طائفي واجهته جهات أمنية بملف متكامل يدين وزير النقل العراقي قائد “فيلق بدر” هادي العامري الذي يعتبر من الشخصيات المركزية في تشغيل “الجسر الجوي” بين طهران ودمشق بهدف دعم نظام الأسد.
ووفق التقرير فإن عملية نقل الأسلحة والذخيرة تتم عن طريق الأجواء العراقية من دون انقطاع, إذ تقلع الطائرات من طهران وتهبط في سوريا في مسعى إيراني للحفاظ على “قاعدتها الستراتيجية سوريا” بأي ثمن.
ويلعب هادي العامري بوصفه وزيرا للنقل والحليف القوي لإيران في العراق دورا محوريا في تأمين الممر الجوي لشركات الطيران الإيرانية التي تتجه الى سورية عبر أجواء العراق.
ومن بين هذه الشركات “ماهان اير” و”إيران اير” من أجل إبعاد الشبهات عن طائرات شحن الأسلحة والذخيرة بحيث يتم التنسيق لارغام طائرات أخرى على الهبوط في العراق للتفتيش وغض الطرف عن طائرات التسليح وبهذه الطريقة يتم الادعاء من قبل حكومة المالكي بأن الطائرات الإيرانية المتوجهة الى سورية عبر العراق “تحمل مساعدات إنسانية لا غير”.
وتعزو الولايات المتحدة دور العامري إلى علاقاته الوطيدة مع مراكز النفوذ في طهران منذ الفترة التي كان يعيش فيها في إيران إذ نجح في إقامة علاقات مع قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الذي يعتبر همزة الوصل ما بين قيادة “الحرس الثوري” المسؤولة عن إرسال المساعدات من أسلحة وذخيرة الى النظام السوري من جهة وبين هادي العامري من جهة أخرى.