22 نوفمبر، 2024 8:15 م
Search
Close this search box.

حلف “التاتو”مهدد بالتفكك كما تفكك حلف “الالحاد” السوفيتي !

حلف “التاتو”مهدد بالتفكك كما تفكك حلف “الالحاد” السوفيتي !

وهكذا جنت على نفسها وأهلها “براقش بنت بوش بنت اوباما بنت ترامب البايدني” اذ أن اميركا وبعد أن قررت التخلي عن ورقتين لطالما ظلت تستخدمها كذريعتين لإحتلال الدول وتمزيقها وقصفها وتدميرها ونهبها وسرقة ثرواتها وتهريب آثارها ونشر الفوضى والنعرات الطائفية والعرقية والقومية والخراب فيها الا وهي “ذريعة تغيير الانظمة ” و” ذريعة تصدير الديمقراطية والحرية على الطريقة الاميركية = الفوضى اللاانسانية واللاخلاقة “لم تعد اميركا كما كانت من ذي قبل وكما عرفها العالم لاسيما بعد خلع اقنعتها – الرامبوية – وفش عضلاتها – السوبرمانية – ولم تعد مصدر خوف ولا مصدر ثقة لأي كان في المشرق والمغرب ، حتى بالنسبة لحلفائها الاوربيين ممن اجتمعوا بالأمس لتشكيل قوة ردع أوربية عسكرية خارج العباءة الاميركية لا تضم اميركا ولا ذيلها الدائم بريطانيا، ويرى المراقبون والخبراء بأنها قد تكون بداية الزلزال الذي سيهز عرش اميركا ويضعضع حلف – التاتو – عفوا ” الناتو ” الذي تقوده اميركا والعمل على تفكيكه تدريجيا ..المسمار الاخير في نعش العم سام …بداية البركان الذي سيذيب وجود الولايات المتحدة ويغلق قواعدها تباعا خارج حدودها ..بداية الاعصار الذي سيقتلعها من الجذور وان كانت اميركا بلاجذور أساسا بما سيغري معظم الأمم والشعوب للتطاول والتنمر عليها والسخرية منها وأولها ولاشك الصين وروسيا والهند وتركيا والباكستان وربما اليابان وكلها دول صاعدة بقوة وفي شتى المجالات، أربع دول منها نووية ، مقابل تراجع – اميركا – أسوة بأوربا العجوز التي تحاول تسويق الكولونيالية والامبريالية و- الاستدمار – البشع كذلك الفاشية والاستعلائية والعنصرية الجشعة على طريقة دور الأزياء والموضة ومراكز التجميل، بمعنى استدمار نتن في حقيقته الا أنه يسوق نفسه بمزيج من العهر والاثارة والدعاية والاتيكيت والتخنث والتزلف والميوعة والابتسامات العريضة والورود وعلم الرينبو وعمليات التحول والنسوانية والجنسانية عادة ما يقوده قادة كيوت مخبرا أمثال ماكرون واشباهه ونظائره ،الا انهم شياطين جوهرا “، لم تعد اميركا بعبعا كما كانت طيلة عقود أعقبت الحرب العالمية الثانية فهكذا وبنفس السيناريو المذل سبق للـ – الالحاد -السوفياتي ولا أقول الاتحاد السوفيتي أن سقط كورقة خريف صفراء متهالكة بداية التسعينات رافقها تفكك حلف وارسو الذي كان يتزعمه ويقوده وكان يناظر حلف الناتو قوة آنذاك إن لم يتفوق عليه ، كل ذلك بعيد عامين فقط من هزيمة السوفيت المذلة على ارض الافغان العصية على المحتلين ومقبرة الغزاة على مر التأريخ بشهادة – الباباي دن -شخصيا كذلك شبيه تمثال الشمع،نصف القيصر،عميل الكي جي بي السابق الرفيق – لابجين – عفوا ، بوتين !” .
خروج آخر جندي أميركي من افغانستان اللواء كريس دوناهيو، في آب 2021 يماثل تماما سيناريو خروج آخر جندي سوفيتي الضابط بوريس جروموف ، في شباط 1989 ليعقبه وبظرف عامين فحسب اصدار مجلس السوفييت الأعلى عام 1991 الإعلان الشهير رقم H-142 بعد ان مهد له العميل السوفيتي المزدوج ميخائيل غورباتشوف ،بما يسمى بستراتيجية اعادة الهيكلة او البريسترويكا.، والذي تفكك – الالحاد – السوفيتي بموجبه بعد 74 عاما من – الهرقليات والشمشونيات والماجستيات والترنتيات والدخانيات – وتم حل حلف وارسو بعيد الانهيار المدوي وسقط جدار برلين بين الالمانيتين حين بدأت دول اوربا الشرقية الشيوعية الاعضاء فيه تنسحب منه تباعا – كما سيحدث لاحقا مع حلف الاطلسي – يومذاك تساقطت انظمة حكم شيوعية قوية كأحجار الدومينو وكأنها ماكانت يوما ولم تكن وخلال اشهر فقط “دكتاتوريات مركزية دموية في كل من رومانيا ، بلغاريا ، هنغاريا ، يوغسلافيا ، تشيكوسلوفاكيا ، بولندا ، المانيا الشرقية ” وصارت اثرا بعد عين وكفى بالتأريخ واعظا للبراقشيين والبراقشيات ، البوشيين والبوشيات ، الاوباميين والاوباميات ، الترامبيين والترامبيات ، البايدنيين والبايدنيات ، الاحياء منهم والاموات !
وهكذا ولت 20 عاما من الاحتلال االاميركي لأفغانستان تسببت بمقتل 240 الف شخص بين مدني وعسكري على الاقل وبحسب المعلن وما خفي كان أعظم ، نزوح ثلاثة ملايين ونصف المليون افغاني ، لجوء مليونين ونصف المليون افغاني ، انفاق ترليوني دولار ، تدمير البنى التحتية وتعطيل الزراعة والصناعة والتجارة ، انتشار الأمية والتخلف والفقر والبطالة في بلد يمتلك من المعادن والثروات الطبيعية النادرة فضلا عن الموقع الجغرافي الستراتيجي والطاقات البشرية الهائلة ما يؤهله ليكون رقما صعبا على خارطة العالم الا أن اميركا ما دخلت بلدا قط الا وحولته الى ركام وحطام وهشيم تذروه الرياح و” المتغطي بأميركا عريان ، وفحطان ، وندمان ” ولاريب في ذلك بتاتا.
نعم لقد ضحكت علينا هوليوود وكم كنا سذجا الى حد اللعنة حين كنا نتزاحم على ابواب السينمات في الباب الشرقي لمتابعة كيف ينتصر الكاوبوي – الشريف – على الهندي الاحمر – الاثم – ويسلخ جلده وفروة رأسه ونحن نصفق ونصفر بإنتصار الخير على الشر ، النور على الظلمة ، الحرية على الاستعباد ، المدنية على الوحشية ، الملائكة على الشياطين ، كنا نطير لسذاجتنا فرحا، ونرقص بين يدي حماقاتنا طربا ، ياااااه كم كنا بلهاء مغفلين على مستوى عوام الناس والمثقفين ، حين صدقنا افلامهم عن وحشية الهنود الحمر ولا انسانيتهم مقابل رحمانية الكاوبوي راعي القيم ، مقيم العدل ، محقق الأمن ، زارع البسمة وناشر الحرية ، وظل الخداع اللئيم الذي شيطن المظلوم ،ونزَّه الظالم قائما ضمن ما يعرف بـ غسيل العقول سينمائيا وهوليووديا ردحا طويلا من الزمن حتى جاء اليوم الذي رفض فيه الممثل السينمائي الشهير بطل فيلم العراب ، مارلون براندو ، تسلم جائزة الاوسكار التي حصل عليها عام 1973 احتجاجا على تشويه صورة الهنود الحمر رافضا حضور الحفل الذي تابعه 80 مليون شخص، في رسالة انسانية عالمية واضحة ولا لبس فيها البتة مكلفا القاء كلمته بالنيابة عنه وعلى لسانه رئيسة منظمة المنحدرين من الهنود الحمر وهي ترتدي ثياب الهنود الحمر الفلكلورية ، قائلة خلال الحفل وامام مئات العنصريين البيض ورعاة البقر “لقد طلب مني براندو أن أقول إنه ممتن لكم بهذه الجائزة، الا انه يرفض تسلمها، على خلفية سوء تعامل الصناعة السينمائية مع الهنود الحمر !!”.
وكم نحن بحاجة اليوم الى امثال مارلون براندو ، ليصححوا للعالم ما شوهته السينما الاميركية واعلامها العاهر ولينظفوا ما غسلت به عقول البشرية حول العالم من باب ” وشهد شاهد من اهلها ” ليكون بمثابة اعتراف واقرار بأنهم قلبوا الاخلاق والحقائق عاليها واطيها فجعلوا الامين خائنا والخائن امينا ، الصادق كاذبا والكاذب صادقا ، الظالم مظلوما والمظلوم ظالما ، الداعر قديسا والقديس داعرا ، صوروا الحجاب الشرعي انتهاكا لحقوق المرأة وامتهانا لها ، فيما عريها كرامة وعزة وتحررية ،جعلوا الزواج قفصا وسجنا فيما الزنا خارج اطار الزوجية حرية ، جعلوا الحمل الشرعي رجعية والاجهاض غير الشرعي تقدمية ، جعلوا الانفاق في الخير على الجياع والمحتاجين تبذيرا واسرافا ، وجعلوا الاسراف على الموضة والكماليات متعة وحرية ورفاهية وقضية انسانية ” ومن فمك ادينك ” وبإختصار شديد ” على شعوب الارض حول العالم بأسره التخلص من ثقافة الكاوبوي البشعة ومن تبعات الرأسمالية الاميركية الوحشية الانتهازية اللاانسانية الجشعة ..!
نعم لقد لوثت السينما الاميركية وذيلها العربية عقولنا اذ لم يتعرض انسان على وجه الارض الى الظلم والتنمر والتهميش والتسطيح والتشويه – سينمائيا – كما تعرض له الانسان الاسود واصحاب البشرة الداكنة من خلال السينما الاميركية والبريطانية وعلى خطاهم السينما المصرية لاسيما سينما الاسود والابيض ولعل شخصية (الخادم عثمان عبد الباسط ) التي ابتكرها وقدمها علي الكسار بعد ان كان يعمل مكياجا ليبدو اسود البشرة مع انه ابيضها، كذلك شخصية السفرجي التي قدمها محمد كامل ، اشهر من نار على علم وكلها تظهر ذوي البشرة الداكنة بطريقة هزلية ذليلة تعمل في خدمة الباشوات والبكوات بلا كلل ولا ملل وتتصف بالغباء والبلاهة والامعية ، جلها كانت تظهر هذا الانسان الاسود على انه خادم وعبد جبان رعديد سكير لص يعيش على الهامش ولايجيد غير الخدمة والطاعة العمياء والعبودية من جهة خارج ارضه ، بينما كانت ومن جهة اخرى تظهره على انه الانسان المتوحش ، المتخلف،آكل لحوم البشر الذي يعيش في الغابات ويحاول منع الحضارة من الوصول اليه بشتى الوسائل والطرق ” فيلم الزولو انموذجا ” فيما تظهر الانسان الابيض على انه الرحيم ، الكريم ، الشريف ، القديس الذي يقتل وينهب ويسلب ويحرق بأسم الرب ولابد من ان ترفع له القبعة اعجابا بتدينه الزائف وانسانيته الكاذبة .. الانسان الذي يغتضب العرض وينتهك الارض ويسرق المال والمعادن والثروات ويحرق القرى والغابات ويقتل المخلوقات كلها بإسم الكتاب المقدس ولابد من ان تصفق له اعجابا برهبنته وقداسته ورؤيته واهدافه ورسالته !
كانت الاجيال العربية المخدرة تعيش تغريبا بشعا وفصاما ذهنيا حادا وثقبا ثقافيا اسود حالك الظلمة ، يتذبذب بين عدالة وحرية وسماحة ولا عنصرية ولا تمييز الاسلام العظيم الذي وضع مفهوم العنصرية والتمييز على اساس الاعراق والالوان تحت قدميه منذ بداياته الاولى حتى صار اجل صحابي فيه هو اول مؤذن في الاسلام – بلال الحبشي – وهو اسود البشرة ، فلا للقطرية لأنه حبشي ، ولا للعنصرية بصفته اسود البشرة ولافضل لأبيض على اسود ، ولا لأحمر على اصفر ولا لعربي على اعجمي الا بالتقوى ، وبين سينما بائسة تحاول غسيل العقول من خلال تصوير الانسان الاسود على انه الخادم الذليل والعبد المطيع والطباخ او البواب في قصور الباشوات ولا مهمة له في هذه الحياة سوى بتنفيذ الاوامر ومن غير نقاش ..او على انه الوحش الرافض للحضارة والتغيير في الغابات ..ومن العجيب والمعيب والغريب اننا فعلا كنا نصفق وكانت سينما سميراميس وعندما يتم ابادة الزولو عن بكرة ابيهم ببنادق جنود التاج البريطاني المستدمرين لأرضهم ، الهاتكين لعرضهم ، السارقين لثرواتهم ، المدنسين لبلادهم ، كانت الجماهير تضج بالتصفيق الحار مشفوعا بالصفير بصحبة ساندويتشات الشاورما ولفات الفلافل بالعنبة أوالصاص اضافة الى الشامية والبيبسي …يااااااه ما اغبانا وما اتعسنا آنذاك ، لقد صوروا لنا الثورة العرابية كذلك الثورة المهدية في السودان بعد ان غطاها تشرشل يوم كان مراسلا صحفيا وضيعا واستخدموا فيها رشاش مكسيم لأول مرة على انها هي الباطل وان ابادة الشعبين المصري و السوداني الشقيق واخماد ثورتيهما هو الحق والفتح المبين ؟!
الزنوج ممن اتت بهم اوربا واميركا عبيدا من افريقيا وهم يرزحون تحت نير القيود والسلاسل بعد حرق قراهم هناك في موطنهم الاصلي ، ليقسموا الى ثلاث فئات زنوج حقول ، زنوج مناجم ، زنوج منازل وقصور وظلوا على حالهم هذا يعانون من التمييز العنصري ومن الاقصاء والتهميش حتى ستينات القرن الماضي حين ظهر مالكوم اكس ، ومارتن لوثر كينغ وكلاهما قتلا بظروف غامضة وحتى ظهور محمد علي كلاي متأثرا بهما واشهار اسلامه وحصوله على لقب بطل العالم بالملاكمة ورفضه أمام وسائل الإعلام المشاركة في حرب فيتنام تحت اي ذريعة قائلا “ضميري لن يسمح لي بأن أطلق النار على أخ لي، أو أناس أكثر سمرة، أو بعض الفقراء الجوعى في الوحل من أجل أميركا القوية الكبرى …ثم لأي هدف سأطق النار عليهم؟”.. فهم لم ينعتوني أبدا بالزنجي ولم يقوموا بسحلي، أو يطلقوا كلابهم علي، ولم يجردونني من جنسيتي، أو يغتصبوا أو يقتلوا أمي أو أبي.. فلماذا أطلق النار على هؤلاء المساكين؟. فلتأخذونني إلى السجن إذا” وبالفعل فقد سجن كلاي وجرد من لقب بطل العالم بالملاكمة وحورب وحوصر واقصي وهمش الا انه اعاد للعقول العنصرية صوابها وللنفوس الملوثة بالتمييز انسانيتها ….!
وعلى اميركا الكف عن الحديث بشأن حقوق الانسان لكونها ابعد ما يكون عنه وبجدارة وحسبها سياسة التمييز العنصري وتشويه صورة الزنوج وابادة وتجويع وحصار ونهب خيرات وتدنيس اراضي شعوب واحتكار ثروات امم في ارجاء المعمورة منذ تأسيسها وحتى كتابة السطور ! اودعناكم اغاتي

 

أحدث المقالات