هم مقلدو المراجع المقصود بالجماهير ، ولكل مرجع رؤيته في مقلديه او حتى الوضع العام لبلده ، وعلى ضوء ما يعتقده المرجع في مقلديه تكون بعض فتواه متاثرة في ذلك ، هذا جانب ، وجانب اخر مهم هو هنالك قاعدة تدرس عند الفقهاء وهي الحكم وموضوعه اي عندما تتوفر مفردات الحكم في موضوع يصدر الحكم الشرعي ، مثلا الحكم الشرعي يقول الحج واجب متى يصبح واجب عندما يتوفر موضوعه وهي القدرة والاستطاعة وما الى ذلك من تفاصيل فان توفرت اي تحقق موضوع الحكم يصبح الحكم واجب .
الطاغية الذي حكم العراق او لنقل الطواغيت الذين حكموا العراق كل علمائنا متفقون على انهم ظالمون ( السادة الحكيم والخوئي والصدر ( قدست اسرارهم والسيد السيستاني اطال الله في عمره) ، وهذا الظالم يستحق فتوى لاستنهاض المسلمين ضدهم ، وهنا السؤال المهم هل ان الارضية الجماهيرية تحقق ذلك ؟
لقد كثر اللغط في العراق حول تعامل علماء الحوزة مع الطاغية لاسيما فترة السبعينيات ، وبسبب هذا اللغط اصبح القدح حتى بالاعلمية ، والاختلاف حصل ، قد لا نستطيع ان نرجح كفة على حساب اخر بالرغم من يقينية الراي عند بعضهم تبعا لمرجعهم ، الان بعد سقوط الطاغية بدات الادلة تتضح الى من كان توقيته واسلوبه في مواجهة الطاغية افضل .
ما يحمل السيد محمد باقر الصدر من فكر وعلمية وروح جهادية امر لا يقبل الجدل ولكن هل ممن كان معه استطاعوا مواصلة مسيرته على نفس منهجه ؟
يذكر الاستاذ مختار الاسدي قصة عن احد وكلاء السيد الصدر في جديدة الشط في ديالى في السبعينيات عندما القى خطبة يحث بها العراقيين على مواجهة الطاغية وبالفعل تحمس الشباب وقاموا برشق الحزبيين بالحجارة حتى قتلوا رفيق حزبي مما هاجت دوافع الطاغية الاجرامية فقتل واعتقل وشرد شباب كل المدينة والوكيل كان برفقة الاسدي كي يهربه الى ايران وقد نجح في ذلك ، يقول الاسدي بعد عشرين سنة من الهجرة اتصل بي لكي يلتقي بي هذا الوكيل وقد لبيت الدعوة واذا بالمادبة التي اعدها ليس لها مثيل من حيث الضخامة وشتى انواع الاصناف ( لحم دجاج سمك ) وبقية المقبلات والفواكه والحلويات لاتعد ولا تحصى ( يقول الامام علي عليه السلام لزينب ارفعي احد الادامين ) هذا الوكيل سفره دائما بين لندن وقم وبقية الدول الاوربية ، هذا الوكيل الذي حث الشباب على الجهاد وآل مصيرهم الى الاعدام والاعتقال يعيش عيشة الترف ، هذا الوكيل كان احد ثقاة السيد الصدر ( الصندوق الاسود الجزء الثاني ص 140/تاليف مختار الاسدي)
والحديث يؤكد ماهم عليه اليوم وفي يدهم السلطة يتلاقفوها كتلاقف الصبية للكرة ( ايام زمان ) فهل تم العمل بما كان يطالب به السيد الصدر قدس سره؟ والحديث ليس لهذه الفئة فقط بل لغيرهم ايضا ، هذه الجماهير هي نفسها التي هنالك من يتهم مراجعنا بتقصيرها لاستنهاضها .
اليوم وخلال فترة المظاهرات كم بيان اصدرت المرجعية تؤكد على حقوق وشرعية المتظاهرين وتحث المتظاهرين على السلمية والانتباه من المدسوسين وعدم الاعتداء على المواطنين والملكية العامة والخاصة فهل تحقق ذلك ؟
وهنالك مجموعات اخرى تعيش الفقر وتطبل للفاسدين وبمبلغ زهيد ( كارت ابو العشرة ) يبيع صوته لمن يدفع ، هذه الجماهير هي الاس الحقيقي لموضوع حكم استنهاضهم ضد الطواغيت .
كما قلت اختلفنا في الراي قبل سقوط الطاغية ولكن بعد سقوطه ظهرت الحقائق التي كان يعلمها مراجعنا العظام وهاهي تتكشف على ارض الواقع.
يصلي جماعة والتف حوله الشباب وفي ليلة وضحاها اعتقل الشباب واعدم بعض منهم وحاول ذوي الشباب الاتصال بامام الجماعة والجمعة للتوسط لهم بينما امام الجماعة تركهم وسافر الى عمان ، والحكايات كثيرة
المحصلة النهائية كل علمائنا بدون استثناء لهم حصانة ومكانة مرموقة في قلوبنا وبين افراد مجتمعنا ولا يحق لاحد ان ينال منهم.