18 ديسمبر، 2024 9:32 م

افغانستان واستحقاقات بناء الدولة

افغانستان واستحقاقات بناء الدولة

نقول ان من المبكر الحكم على طالبان الان، بيد ان طالبان ليست في انتظار حكمي او حكم غير ي عليها وانما قد تحتاج الى بعض النقاط تساعدها في الحكم بعد ان كانت في حالة قتال لنصف جيل من الزمن ان ارادوا السير بالاتجاه الصحيح.
طالبان نشأت كحاجة لوقف الصراع في حينها لكن لم تك تمتلك ادوات الحكم او كان هنالك دعوة لفتح مثاني القرآن والنظر في حاكمية الشريعة وفق معطيات العصر، لكن اختلط امرها وعقلية الغرب العدمية والولايات المتحدة بعقلية اسبرطة، طلبوا ابن لادن، ورفضت طالبان بدافع انه طلب لا يصح ولو كانت طالبان من طلبت ابن لادن من أي دولة غربية لرفضت لذات الخلاصة مع اختلاف منطلق الفكرة.
لكنها كانت حجة واحتلت الارض، ربما هي ضرورة لتتميز طالبان في حركتها الجهادية التحررية، عن ايدولوجيا الجهادية التي تتخذ العنف واحادية النظرة، وهذا الاخير هو أقرب للفكر الغربي في تطبيقاته في فرض الارادة بفرض التعاليم النصية بلا احوال او قانون، اعتمد نفس الفكرة بإيجاد عدو ولاستمراره كما يجد النظام الرأسمالي الاعداء لاستمراره، فبعد السوفييت وضع بعبع المجاهدين، لست هنا بصدد تأييد فكرة لنظرية المؤامرة ولكنها قراءة واقع.
طالبان اليوم اتت وقالت انتهت الحرب بالتحرر، رغم ان هذا قد لا يعجب البعض، او…. احتمالات كثر من اخفاقات داخلية بالذات وخارجية، وهي ستمر بفترة عدالة انتقالية كما يبدو وليس شرعية ثورية، ولن يكون غريبا ان تتعامل مدنيا اقتصاديا وسياسيا حتى مع الولايات المتحدة، فما يبدو للمشاهد اليوم ما لم تحدث نكسة، ان طالبان لا تبني وجودها على العداء وانما على البناء، لهذا فهي عكس ما يظن هواة الصراع لن تشكل خطرا على جيرانها لا إيران ولا باكستان ولا الهند ولا روسيا المنخرطة في الاهتمام الطبيعي لما يحصل حولها.
خوف الغرب هو خوف من ذاته، فعلى الغرب ان يتجاوز الرجعية الفكرية ويحاول ان يفهم ما يدعو هو من قبول الاخر، والتفاعل بعقلية جديدة غير منقولة كانطباعات من الدعوات للحروب الصليبية او تبيح دول اثارة عدم الاستقرار وتعتبر التعدي على استقرارها والكثير من الازدواج والتعصب الفرنسي بالذات.
ما المقترح لطالبان:
طالبان تبحث عن صيغة لتشكيل مجلس حكم ومشاركة السلطة، فمن يشارك يجب ان يكون مؤمنا بالدولة وليس بالسلطة فالسلطة هي بيد الشعب يكلف بها من يشاء.
طالبان ومن منطلق اسلامي ليست وكيلة عن أحد والوكالة لم تمنح لرسول الله لتكون لبشر، ولا ينبغي ان تكون اماما جبريا، لكنها بوضعها الحالي الذي فرضته حركتها للتحرر فأمامها مهمة تتلخص بالسعي لإقامة العدل، وتمكين الانسان الافغاني من اهليته وخياراته ليكون بكرامته التي اعطاها الله بخلق منظومته العقلية التي سيحاسب على عزمها بالتفكير، وقرارها بالإرادة وهذا في ظني واجب الحكم الاسلامي وليس بالضرورة ان يسمى اسلاميا، فلطالما حمل الاسم من شوه صورته وصد عن سبيل الله بسلوكه وسوء فهمه.
ان التعامل الشريعة وكانها قالب جاهز يطبق دون قوانين وسيطة تلائم الزمان والمكان هو مقدمة لإفشال التجربة وصلاحية الاسلام للحكم، فالإسلام لكل زمان ومكان بقراءة الزمان والمكان وليس نصوص جامدة وانما مثاني (طيات) تتعامل مع الزمكان
التفكير بإقامة مشاركات مع الدول الصناعية ومنهم تركيا وإيران وباكستان والهند والصين والولايات المتحدة والمانيا في الصناعة والتعدين لاستثمار ثروات افغانستان وانشاء صناعات فيها ترتكز على المواد الاولية التي من ثرواتها ويشارك الافغان أنفسهم في العمل بها وقيادتها.
انهاء اية افكار تقوم على العداء للأخر وايصال فكرة التعارف الاسلامية في بناء نموذج يكون واعدا والاستفادة من تجارب دول شقيقة في هذا المضمار من السياسة والحكم وخصوصا تركيا في سياسة رشيدة بعيدة المدى ثابتة الخطى.
واجب الغرب والمحتل السابق:
على الغرب والدول الصناعية الاخرى العمل بجد على نجاح التجربة الافغانية من اجل اقامة السلم العالمي والتعاون لبناء الارض والرفاهية للجميع والاستفادة من الثروات والموارد الطبيعية والبشرية بتثبيتها وليس بإفراغ البلد منها، بمشاركات واساليب علمية واقتصادية وفنية حديثة بالتعاون بدل تبديدها بالحروب والمؤامرات الإرهابية بإثارة النزاعات والابتعاد عن الخطاب الفوقي كما يفعل الاتحاد الاوربي.