” الثقة بالنفس, أول مستلزمات الأعمال العظيمة” صمويل جونسون/ كاتب وأديب إنكليزي.
عندما يدخل الإنسان أي معترك, اجتماعياً, سياسياً, أو خدمياً, إن لم يعمل بثقة, فإنه يفشل بامتياز, ولا يستطيع النهوض, إن بقي متقوقعاً في قعر الإخفاق.
عندما استنهضت المرجعية العليا شعب العراق, بالتصويت على الدستور العراقي الدائم, بعد سقوط النظام ألبعثي, والذي يعد أفضل دستورٍ تم إعداده, إلا أنَّ ظروفاً قاهرة حينها, أدت لانحراف في تطبيقه.
عاش العراقيون تحت ضغوط الطائفية, فاستغل بعض الساسة تلك الظروف, بحجة أن المحتل الأمريكي, هو من أتى بها, وعليه يجب القتال, وكان ذلك القتال غير المتكافئ, سبباً لعدم الاستقرار, فقد دخلت أجنداتٌ إقليمية وعالمية, لتجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات, والتمعن بفائدة تلك الدول, التي لا يقل خطرها عن الاحتلال, فقد ضربت تلك التدخلات, أهم عصب وهو الاقتصاد, فعطلت المصانع والزراعة, وهاذين العصبين فتحَ الطريق واسعاً, أمام الفساد الذي كانت نتائجه, ضياع ثروات العراق.
“لسنا عاجزين, ولسنا بهذا الفقر, في الرجال والهمم وإرادة البناء, هناك الكثير من الرجال والنساء, ألمخلصين والأكفاء في أرض الرافدين, وما نعانيه هو, غياب شجاعة المسؤولية, في تحمل القرار والمضي فيه” من خطاب السيد عمار الحكيم/ بمناسبة شهر محرم 2021.
شابت الانتخابات السابقة بعض السلبيات, منها نظام الحكم التوافقي, الذي اعتمد على المحاصصة, ما جعل جميع الكتل, مشاركة بالحكومات المتعاقبة, وفقدَ النظام البرلماني, جزءً من واجباته, وهو مراقبة الأداء الحكومي, وباعتراف بعض الساسة, عُطِل القضاء, ولم يُحاسب إلا النزر القليل من الفاسدين.
لقد أصبح العراق على مفترق طرق, وما يحتاجه في المرحلة القادمة, إرادة حقيقية من المواطن, بمشاركة واسعة في الانتخابات, والساسة بالعزوف عن مكامن الفساد ومحاسبة الفاسدين.
” الشجاعة أهم الصفات الإنسانية, لأنها الصفة التي تضمن باقي الصفات” أرسطو طاليس/ فيلسوف يوناني.