18 نوفمبر، 2024 5:30 ص
Search
Close this search box.

كردستان العراق عندما خسرت سمعتها كواحة أمان..!!

كردستان العراق عندما خسرت سمعتها كواحة أمان..!!

واحدة من الروابط التي نعتز بها مع إخوتنا من السياسيين الكرد وعموم مثقفيهم ، أنهم يعبرون عن المواقف السياسية بلغة عربية متقنة أفضل من العرب أنفسهم، وفي دواخلهم (  شحنة وطنية ) لايزايدهم أحد عليها، وهم في غالبيتهم صادقو النفس وبعيدون قدر الامكان عن أي وجه من أوجه الفساد ، الا ما ندر، لأنهم جعلوا من كردستان العراق واحة للإستقرار والجمال والطمأنينة،  وكل هذا العمران الذي لم تسعفنا الأقدار برؤيته ، الا عبر شاشات التلفزة ومواقع الأنترنيت، ليؤسسوا (دويلة كردية ) شأنا ام أبينا، رغم انهم يعلنون جهارا ( ليلا ونهارا ) انهم باقون ضمن العراق الواحد الموحد، وهم من سعوا لإقامة العراق الفيدرالي.
كل العراقيين سعيدون برؤية كردستان العراق على هذه الشاكلة من العمران الجميل والاستقرار الآمن والعيش الرغيد، رغم ان كثيرا من العراقيين يحسد الأكراد لأنهم وصلوا الى كل هذا الرخاء العامر بعمر قصير، وقطعوا أشواطا من التمدن والتألق العمراني والمستوى المعيشي الرغيد، ما يجعلهم موضع حسد الكثيرين، بعد إن تحول العراق الى مرتع للإرهاب والطائفية والاحتراب فيما بيينا، وكأننا ليسوا عراقيين ولم نعش عقودا من الزمن متحابين متآلفين لاتفرقنا السياسة ولا صالوناتها المقرفة، وكنا لسنين طويلة ، واحة للاستقرار رغم ان الحروب أخذت من جرفنا الكثير، وضيعت علينا المشيتين كما يقال.
لكن ما يحز في النفس هو هذه المطالب الكردية التي أخذت تتصاعد في الأونة الاخيرة، مستغلين تدهور الوضع الأمني ومعارك أقطاب الكتل السياسية فيما بينهم، وضعف الدولة في بغداد ، ليزيدوا  من سقف المطالب كلما وجدوا ان الفرصة مواتية ، لإغتنام المزيد من المكاسب، كما ان موقفهم من كركوك وسعيهم للاستحواذ على مقدراتها والسيطرة عليها سياسيا وعسكريا، أمر يعكر مزاج العراقيين أزاءهم، ويجعلهم في وضع مرعب، إن بقي التوجه الكردي مستمرا للتحكم بمقدرات هذه المحافظة العربية، في مسعى لضمها الى إقليم كردستان العراق، وهو ما لايقبله العراقيون حتى لو قدموا أنهارا من الدم، من اجل المحافظة على عروبة هذه المحافظة وعدم ضمها بأي شكل من الأشكال، الى غير العراق العربي ، الذي لايقبل القسمة الا على نفسه وعلى واحد.
وما جرى في أحداث ( جواهر مول )  في كركوك والطريقة التي تمت بها المداهمة للمبنى المجاور لدائرة الاستخبارات وهو بأربع طوابق، وللأسلوب الذي جرى به تدمير المجمع وبقاء المعركة لساعات طويلة انتهت بكارثة، لم تعهدها كردستان العراق، التي كانت مشهود لها بالحكمة والتأني في طريقة المعالجة، واذا بالأخوة الأكراد يفضحون ضعفهم العسكري والأمني في معالجة أزمة صغيرة ، لاتستحق كل هذا التجييش وكل هذه الخسارات الباهضة في الأرواح والممتلكات، وربما أراد منها المسلحون اختبار القوة الكردية في هذه المحافظة، ليكون بوسعهم مستقبلا اتخاذ أحداث ومواقع مشابهة، لاحداث أعمال تخريب مشابهة في مدن كردستان العراق لاسمح الله.
كنا نتمنى أن لايظهر الأخوة الكرد ، بهذا المستوى من عدم المقدرة على معالجة أزمة صغيرة ، وكانت الطريقة العسكرية التي جرى بها التعامل مع الأزمة وتصريحات بعض أقطاب قادتهم السياسيين ، أثار الرعب داخل الأكراد أنفسهم أكثر من العرب، للتوصل الى قناعة من أن الكرد لم يحسنوا التعامل مع هذه الأزمة بحكمة وتأني ومقدرة، هذه المرة ، وأظهرت قوات البشمركة ضعفا، لايمكن انكاره، وان تجربتها في مواجهات كهذه لم تكن بالمستوى المطلوب ، في إيجاد مخرج لأزمة كهذه بأقل الخسارات.
ولا نتمنى لكردستان العراق الا الخير وان يجنبها الله شرور أعمال التخريب، وعلى ألاخوة الكرد ان لايتمادوا في المقابل بمطالب وممارسات تجعلهم موضع انتقاد إخوتهم العرب الذين يكنون لهم الاحترام والتقدير، وكل ما يتمناه العراقيون، ان تستمر الحكمة والتأني التي عهدناها في قادة كردستان العراق ، لتبقى تلك البلاد واحة تنعم بالأمن والأمان ، وهي التي تحولت الى مقر آمن للعراقيين جميعا يجدون فيها متنفسهم وملاذهم، لا ان تتحول كردستان العراق، تحت ضغط المطالب التي تطول قائمتها، الى فرصة للمتصيدين في المياه العكرة، لكي يعبثوا بتلك الواحة الغناء، لتبقى زاهية جميلة، تشكل أمنية للعراقيين ، لو ان بلدهم اقترب حالها من حال كردستان العراق وجمال عمرانها وبهاء طلعة طبيعتها ، التي تحولت الى مثار إعجاب العالم كله وليس العراقيين..

أحدث المقالات