خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
انعقدت، السبت، “قمة بغداد” الدولية بمشاركة دول الجوار العراقي.. تلكم القمة التي احتلت شريط الأخبار في وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية، وقيل أنها سوف تشمل، بخلاف دول المنطقة، قيادت من حول العالم مثل: “فرنسا وروسيا” وغيرها.
وبالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”، فقد أعلن، “سعيد خطيب زاده”؛ المتحدث باسم الخارجية، مشاركة، “حسين أمير عبداللهيان”، وزير الخارجية الإيراني في القمة. بحسب وكالة أنباء (فارس) الإيرانية، التابعة لـ”الحرس الثوري”، في تقرير للكاتب “سعيد شهرابي فراهاني”، نشر أمس الجمعة.
تداخل الأجواء الأمنية والسياسية “العراقية-الإيرانية”..
ويرتبط الموضوع المحوري للقمة؛ بتقريب وجهات نظر الأطراف المختلفة، والتعاون في التعامل مع مختلف القضايا السياسية، والإقليمية، والاقتصادية، وبخاصة القضايا الدولية المتعلقة بـ”العراق”.
وبغض النظر عن التعليقات بشأن محتوى القمة، يجب الاعتراف بتداخل الأجواء الأمنية والسياسية، في “إيران” و”العراق”، على نحو كامل. وأي تغيير إيجابي أو سلبي في أحدهما؛ سوف يُلقي بظلاله على الآخر.
والعلاقات التاريخية القديمة والمشتركات الثقافية، والمذهبية، والعرقية، واللغوية تتيح إمكانية تجسيد المصالح المشتركة للبلدين.
نظام “الأوركسترا” !
ففي الأنظمة السياسية والأمنية الإقليمية، يكون نظام (الأوركسترا)، أحد الأنواع المهمة.
بمعنى أن الدول القوية، في منطقة معينة؛ تحقق استقرار نسبي، من خلال موازنة القوى والتفاعل، رغم اختلاف المصالح وتضادها أحيانًا، وصولًا إلى صيغة تفاهم معينة، ويحدث اتفاقًا نوعًا ما للحيلولة دون تغلب طرف على عموم المنطقة.
في ظل هذا النظام؛ يسعى العنصر، (المتدخل)، إلى القيام بدوره بين أقطاب المنطقة؛ للحيلولة دون رجحان كفة الطرف القوي، والمحافظة على موازنة القوة بمساندة الأطراف الأضعف.
وتتحدث بعض التحليلات المتعلقة بـ”قمة بغداد”؛ عن عزم ورغبة بعض الأطراف لإقرار نموذج (الأوركسترا)، في منطقة غرب آسيا.
استغلال نموذج “الأوركسترا” ضد إبران..
وتبحث هذه المقالة في نقد ومناقشة نموذج، (الأوركسترا)؛ القوى الإقليمية، وإساءة استغلال هذه المساعي الدبلوماسية في الإصطفاف وتشكيل بلوكات قوة ضد “جبهة المقاومة”، وبخاصة “الجمهورية الإيرانية”، وعدم انتقاد كروت الميدان المحترقة في التغطية الدبلوماسية الشاملة أو تهيئة الأجواء لاتفاق إقليمي، وإنما تستهدف بالأساس الحديث عن ملاحظات تتعلق بالمحافظة على المصالح المشتركة بين الشعبين، الإيراني والعراقي.
والمؤكد يلم المسؤولون العراقيون، كما نظرائهم الإيرانيين، بمصالحهم الوطنية المشتركة؛ ويعلمون أن التهديدات في أحد البلدين سوف يؤثر على حدود كلا الطرفين، ويُجدر بنا التأمل في خسائر “العراق”؛ بسبب “المداخلة” العسكرية الأميركية، منذ العام 2003م؛ وحتى الآن، وضعف البنية التحتية الاقتصادية والعمرانية الباقية عن تخلفات فترة “حزب البعث”، وعقوبات التسعينيات؛ وأخيرًا العملية الأميركية، مطلع القرن الـ 21، وكذلك نشاط التيارات الإرهابية؛ مثل: (القاعدة) و(داعش).
ومازال الأخوة والأخوات في “العراق”؛ يعانون جروح (داعش)، ورغم عمليات تطهير أجزاء رئيسة من الأراضي العراقية والسورية من تلوث الإرهابيين، تظل المخاوف من نمو الجماعات التكفيرية الإجرامية مجددًا واستنزاف الأمن بشكل سوف ينعكس على أجواء الشعب العراقي المعيشية.
والرجوع للسوابق التاريخية، وإعادة قراءة الأحداث الماضية؛ إنما يُثبت أن وجود الأجانب في أي نقطة من المنطقة، ومن بينها “العراق”، وتهديد السيادة الوطنية للدول، إنما يضرب بجذوره في كل المعضلات والمشكلات، لأن القوات الأجنبية تترصد وتتحين الفرصة للحصول على أهدافها، قبل التفكير في رفاهية وسعادة شعوب الدول المستهدفة، ولو على حساب انتهاك حقوق المضيف وصاحب المنزل.
والتطورات الأفغانية الأخيرة؛ مثال واضح لا يمكن إنكاره على إثبات صحة هذا الإدعاء إلى حد كبير، وتشكك بقوة في خرافة استنبات: “الديمقراطية” الغربية في المنطقة.