17 نوفمبر، 2024 2:26 ص
Search
Close this search box.

حتى لا يأتي يوم يفضل فيه العراقي التطرف على الفساد .. “ناشيونال إنترست” تطالب واشنطن البقاء في “بغداد” !

حتى لا يأتي يوم يفضل فيه العراقي التطرف على الفساد .. “ناشيونال إنترست” تطالب واشنطن البقاء في “بغداد” !

وكالات – كتابات :

في أحدث تقاريرها التحليلية؛ رأت مجلة (ناشيونال إنترست) الأميركية، في “العراق”؛ بلاد تواجه مخاطر الانقسامات الداخلية سياسيًا وعسكريًا؛ فضلاً عما تعانيه من فساد مستشري في أركان نظام الحكم، لذا فقد دعت المجلة الأميركية؛ إلى وجود عسكري أميركي طويل الأمد في “العراق”، وذلك من أجل منع إنزلاقه إلى: “الفشل الذريع”، مذكرة بأن المرة الأخيرة التي رحل فيها الأميركيون، كاد البلد يسقط بالكامل في قبضة تنظيم (داعش).

وبعدما أشارت المجلة في تقريرها؛ إلى أنه بعد سقوط “أفغانستان”، ظهر إجماع بين العراقيين على أن بلدهم قد يلحق به مصير مُشابه، مذكرة بأنه يعاني من الفساد وسوء الإدارة وقوى أمنية منقسمة، لفتت إلى أنه بعد قرار القوات الأميركية الرحيل من “أفغانستان”، تشجعت الميليشيات العراقية للضغط على “بغداد” لتطلب من الأميركيين المغادرة. وذكرت بأنه: “في آخر مرة غادر فيها الأميركيون، كاد العراق يسقط في أيدي تنظيم (داعش)”، في العام 2014.

أوجه خلاف..

لكن يلحظ تقرير (ناشيونال إنترست)؛ أن: “هناك اختلافات يجب ملاحظتها”، من بينها أنه لا وجود لقوة عراقية موحدة ومقبولة وطنيًا، كما أن “إيران”، وهي لاعب رئيس في “العراق”، تدعم “عراقًا فيدراليًا”، وهي لها وجود باق.

إلا أن المجلة الأميركية؛ في تقريرها التحليلي؛ عادت تُشير إلى أن هذا الوضع قد لا يكون كافيًا، كما أظهرت الحرب ضد (داعش) سابقًا، حيث أنه، في العام 2014، إنهارت القوات الأمنية أمام (داعش)، مشيرة إلى أنه كان لدى الجيش العراقي جنود وشعبية أكثر من نظيره الأفغاني، كما كان مجهزًا بأحدث الأسلحة ومدرب بشكل جيد.

وبرغم ذلك، أشارت المجلة إلى أنه: “لا وجود لقوة مقبولة وطنيًا لها وجود في جميع مناطق العراق”، موضحة أن كل قوة بارزة يقتصر وجودها على جغرافيتها، حيث أن السُنة في الغرب والكُرد في الشمال، والشيعة في الجنوب: “وهم الأكثر قوة بين القوى العراقية وأكثرهم توحيدًا”.

كما اعتبرت أن: “شيعة العراق، بشكل عام؛ موالون لإيران، وإيران تُعارض أن تحاول جماعة واحدة السيطرة على البلد بأكمله، حيث أن لطهران حلفاء بين الشيعة والكُرد والسُنة، وهي المجموعات الرئيسة الثلاث في البلاد”.

ولهذا، اعتبرت المجلة الأميركية: “أن الانسحاب الأميركي من العراق؛ لن يترك فراغًا خلفه”.

المطلوب “عراق اتحادي” وليس “عراق قوي”..

وبعدما أشارت إلى أن “إيران” تخشى من قيام: “عراق قوي”، بتشجيع من “إسرائيل” والدول الغنية في الخليج، لأن ذلك يمكن أن يُزعزع استقرار “الجمهورية الإسلامية، وهو ما قد يجعل “بغداد” تُصبح مرة أخرى مركزًا للتحالف المناهض لها في حال: “وقع العراق تحت سيطرة حزب مهيمن واحد”.

ومع ذلك، أشارت (ناشيونال إنترست)؛ إلى أن “إيران” عملت، منذ العام 2003، من أجل “عراق اتحادي”، مضيفة أنها: “مصلحة تتشاركها طهران مع واشنطن”؛ بحث تضمن هذه الفيدرالية حكمًا ذاتيًا للكُرد في الشمال؛ الذين وصفتهم المجلة؛ بأنهم: “حلفاء أميركا الوحيدون المتبقون في العراق”.

ولفتت أيضًا إلى أن “إيران” أحتفظت بعلاقات وثيقة مع “كُرد العراق”، وذلك من أجل احتواء سكانها الكُرد، مضيفة أنه عندما كان (داعش) على أبواب “أربيل”، كانت “إيران” هي التي أنقذت المدينة من السقوط.

وأضافت أن: “انسحاب القوات القتالية الأميركية؛ يمكن أن يقنع، طهران، بأن الوجود الأميركي في العراق لا يُشكل تهديدًا لطهران، مما يُسهل التوصل إلى اتفاق في المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني؛ لعام 2015”.

محاولات إيرانية لاحتواء “أربيل”..

وتابعت المجلة الأميركية؛ أنه رغم ذلك، فإنه عندما أصبحت “أربيل” آخر معقل للقوات الأميركية، بدأت الميليشيات الموالية لـ”إيران” في استهداف “أربيل”، مضيفة أنه في مواجهة الانسحاب الأميركي، قد تتدخل “إيران” من أجل إنقاذ المنطقة من خلال الموازنة بين حلفائها.

وأضافت أنه: “عندما غادرت واشنطن، أفغانستان، وخططت لتخفيض قواتها في العراق، بدأت طهران وأربيل في استعادة العلاقات بينهما”.

وذكرت (ناشيونال إنترست)؛ بواقعة رفع العلم الكُردي إلى جانب العلم الإيراني؛ عندما استقبلت “طهران”، رئيس الإقليم، “نيجيرفان بارزاني”، في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وهو ما أثار غضب السلطات العراقية في “بغداد”، لكن “وزارة الخارجية” الإيرانية وصفت ما جرى بأنه: “خطأ بروتوكول”، رغم أن هذا الإعلان يهدف بوضوح إلى إرضاء حلفاء “إيران”، في “العراق”.

وتابعت المجلة أن: “العلم الكُردي معروف فقط لعدد قليل من الناس، وهو غير متوفر في كل مكان، مما يعني أن وزارة الخارجية الإيرانية اشترت العلم بناء على طلب خاص، وأنه بالإضافة إلى ذلك، فإن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم؛ التي تعترف بالحكومة الكٌردية في العراق”.

وأشارت المجلة إلى أن “أنقرة” تُفضل من جهتها، عراقًا موحدًا وقويًا؛ يمكن أن يُجبر “حزب العمال الكُردستاني” على الخروج من أراضيه.

حاجة أميركا لداعمين على الأرض..

وقالت إن: “تأثيرات الانسحاب الأميركي من العراق؛ قد تكون محدودة، حيث أنه يشمل فقط القوات المقاتلة، وليس الوجود الكامل”، حيث أن “واشنطن” ساهمت في الحاق الهزيمة بـ (داعش)، بشكل أساس؛ من خلال القوة الجوية والدعم اللوجيستي، وهو ما يعني أن التفوق العسكري الأميركي برهن أنه في الجو؛ وليس على الأرض.

ولهذا، ختمت المجلة بالقول أنه من خلال قوتها الجوية وحلفائها على الأرض، يمكن بإمكان “واشنطن” أن توقف تقدم أي قوة لمسلحين. وأضافت أنه من خلال تكلفة محدودة، بإمكان “الولايات المتحدة” أن تمنع المشاكل طويلة الأمد وتتجنب الاضطرار إلى العودة إلى “العراق” في المستقبل: “مثلما جرى معها في العام 2014”.

وخلصت إلى القول أن: “العراق يفتقر إلى جيش وطني، وقوته مشتتة بين قبائل وجماعات مسلحة وأحزاب سياسية مختلفة، والفساد منتشر والحاجات الأساسية مفقودة في أجزاء كثيرة من البلاد، فيما فقد العراقيون الثقة في سلطتهم”. وحذرت من احتمال مجيء مرحلة قد يُفضل العراقيون خلالها، جماعة “متطرفة”، على جماعة “فاسدة” غير قادرة على تلبية حاجاتهم. ولهذا، اعتبرت أن: “الوجود العسكري الأميركي طويل الأمد في العراق؛ قد يمنع وقوع الفشل الذريع”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة