خاص : كتبت – نشوى الحفني :
ما إن بدأ الانسحاب الأميركي من “أفغانستان”، إلا وبدأ معه هجوم الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، على خليفته، “جو بايدن”، حيث طالبه بالاستقالة على خلفية انتصار حركة (طالبان)، في “أفغانستان”، ولكن أيضًا بسبب ما اعتبر أنه سوء إدارة من جانب، “جو بايدن”، لملفات أخرى مثل جائحة (كورونا).
وأوضح “ترامب”، في بيان؛ أنه: “حان الوقت كي يستقيل، جو بايدن” بسبب: “عار ما سمح بحدوثه في أفغانستان جنبًا إلى جنب مع الارتفاع الهائل في الإصابات بـ (كوفيد-19)، وكارثة الحدود، وتدمير استقلال الطاقة، واقتصادنا المُعَطّل”.
وأشار في بيان آخر؛ إلى أن: “ما فعله، جو بايدن، بأفغانستان؛ أسطوري. سيصبح أحد أعظم الهزائم في التاريخ الأميركي !”.
وهو ما جعل “بايدن” يرد للدفاع عن قراره، ليؤكد أن خروج القوات الأميركية من هُناك كان فى الوقت المناسب.
وأضاف أن الهدف الأميركي هناك كان إلحاق الهزيمة بمنفذي هجمات أيلول/سبتمبر، وأن مهمة “الولايات المتحدة”، في “أفغانستان”؛ كانت منع إنطلاق أي هجمات ضدها، معترفًا بارتكاب أخطاء أثناء تنفيذ تلك المهمة.
كذلك رأى أن التهديدات الإرهابية ضد “الولايات المتحدة” تراجعت، معلنًا نيته نشر قوات في “أفغانستان” لمكافحة الإرهاب؛ إن استدعى الأمر.
إدارة “ترامب” هي من بدأت بالحوار..
ولفت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”؛ هي من بدأت الحوار مع حركة (طالبان)، مشيرًا إلى أن إدارته لم تملك إلا خيار تنفيذ الاتفاق مع الحركة أو التصعيد ضدها، وأعلن أنه لن يورث المسؤولية في “أفغانستان”؛ إلى أي رئيس آخر.
واعتبر “بايدن” أيضًا أن القيادة السياسية في “أفغانستان” استسلمت وفرت من البلاد، مشددًا على أن بلاده لن تواصل القتال بالنيابة عن القوات الأفغانية.
كما أوضح أن “أميركا” أنفقت: 03 تريليونات دولار في، “أفغانستان”، وأنها قدمت كل شيء للجيش الأفغاني إلا أن الأخير لا يرغب بالقتال، مؤكدًا على أن القيادة الأفغانية لم تكن موحدة.
وأوضح أيضًا أن التهديد الإرهابي تخطى “أفغانستان”؛ ليشمل دولاً أخرى، معتبرًا أن “روسيا” و”الصين” تريدان من “أميركا” إنفاق مزيد من الأموال في تلك الحرب.
وشدد أن هناك إثباتات تدل على أن أحدث الجيوش لن تستطيع خلق “أفغانستان” مستقر وآمن.
وجوب الاعتذار أمام الأميركيين..
ثم عاود “ترامب” هجومه من جديد، حيث أعلن أنه يجب على الرئيس الحالي، “جو بايدن”، الاعتذار أمام الأميركيين عن طريقة انسحاب القوات الأميركية من “أفغانستان”.
وجاء في بيان؛ صدر عن “ترامب”: “على جو بايدن؛ أن يعتذر أمام أميركا عن سماحه بانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد، قبل مغادرة المدنيين، وكذلك عن أنه سمح بوقوع المعدات العسكرية بقيمة: 85 مليار دولار في أيدي (طالبان)”.
وأضاف أنه لو جرى هذا الأمر في ظل إدارته؛ لما أصبح انسحاب القوات الأميركية بمثابة كارثة.
وقال “ترامب”، في بث قناة (Fox News) الأميركية، يوم 16 آب/أغسطس الحالي؛ إن انسحاب القوات الأميركية من “أفغانستان”، بقيادة “بايدن”، أصبح: “أكبر إهانة بالنسبة للولايات المتحدة”. وأضاف: “سيؤثر ذلك على علاقاتنا (الدولية) خلال سنوات وعشرات من السنوات”.
3 مشاريع لعزل “بايدن“..
ولم يتوقف الهجوم عند “ترامب” فقط، وإنما قدمت نائبة “الكونغرس” الأميركي من الحزب الجمهوري، “مارغورى تيلور غرين”، إلى “الكونغرس” ثلاثة مشاريع قرار حول عزل الرئيس الأميركي “جو بايدن”.
وكتبت الجمهورية، وهي من أنصار الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، على حسابها في (تويتر): “نيابة عن الأميركيين؛ قدمت اليوم مشاريع لعزل، جو بايدن، بسبب عدم تنفيذه لواجباته في منصبه، فيما يخص الوضع في أفغانستان”.
وعبرت عن إعتقادها بأنه من الضروري عزل “بايدن” أيضًا؛ بسبب أزمة الهجرة المستمرة على الحدود الأميركية الجنوبية؛ وما وصفته: بـ”مخالفة التوازن الدستوري”، التي أدى إليها: “تجاهله لقواعد المحكمة العليا”.
ويسيطر “الحزب الديمقراطي”، على “الكونغرس”، وفق نتائج الانتخابات الأخيرة، من جانبها أشارت مجلة (Forbes) إلى أن معظم الجمهوريين يرفضون اقتراحات، “غرين”، مرارًا.
دعوة للتنحي عن منصبه..
كما دعا السيناتور الجمهوري البارز، “ليندسي غراهام”، مساء الجمعة، الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، إلى التنحي عن منصبه؛ في حال ترك أي مواطن أميركي أو متعاون أفغاني في “أفغانستان”.
وقال “غراهام”، في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز): “الولايات المتحدة؛ مُلزمة بواجب إخراج كل مواطن أميركي بجانب كل أفغاني قاتل بجانب القوات الأميركية، وإن لم يحدث ذلك فإن الرئيس، جو بايدن، ارتكب جريمة كبرى بحسب الدستور الأميركي ويجب عزله”.
غضب داخل وكالات الأمن القومي والاستخبارات..
كما أثار تمسك الرئيس، “جو بايدن”، بالموعد النهائي لمغادرة القوات الأميركية، “أفغانستان”، حالة من الإحباط داخل وكالات الأمن القومي والاستخبارات.
وذكر تقرير لشبكة (إن. بي. سي. نيوز) الأميركية؛ نقلاً عن مسؤول أميركي سابق في الاستخبارات، طلب عدم الكشف عن هويته، أن: “موظفي الوكالات الأمنية يشعرون بالغضب والإشمئزاز”، بسبب العدد الكبير من الحلفاء الأفغان الذين سيضطر الجيش الأميركي إلى التخلي عنهم جراء الإلتزام بالموعد النهائي.
وقال “جون برينان”، المدير السابق لـ”وكالة المخابرات المركزية”، وخبير الأمن القومي في شبكة (إن. بي. سي. نيوز)؛ إنه: “يشعر الضباط في وكالة المخابرات المركزية؛ بإحساس حقيقي بالإلتزام الأخلاقي والشخصي” تجاه الأفغان الذين دعموهم ودربوهم.
لكن مسؤولين عسكريين قالوا إن الوضع غير المستقر للقوات الأميركية على الأرض؛ ترك “بايدن” بلا خيارات جيدة لتمديد وجودها.
رفض بقاء 6000 جندي أميركي..
وقال السيناتور الديمقراطي، “بن كاردان”، ومسؤولون أميركيون آخرون؛ إن اجتماعًا غير مُعلن عنه، يوم الإثنين، في “كابول”، العاصمة الأفغانية، بين مدير وكالة المخابرات المركزية، “وليام بيرنز”، وزعيم (طالبان) الفعلي، “عبدالغني برادار”، ساعد في تسريع عمليات الإجلاء.
لكنه لم ينجح في إقناع (طالبان) بالموافقة على بقاء ستة آلاف جندي أميركي في المطار لفترة أطول.
وتوقع مسؤولون أميركيون أن تتباطأ عمليات الإجلاء بشكل كبير، بحلول يوم الجمعة؛ لمنح الجيش وقتًا كافيًا لانسحاب منظم. واعترف المسؤولون بأن هذا ليس وقتًا كافيًا لإجلاء جميع المترجمين والسائقين الأفغان وغيرهم ممن ساعدوا الجهود الأميركية، التي استمرت 20 عامًا في البلاد، وقد لا يكون الوقت كافيًا لإجلاء كل الأميركيين.
تحت مسؤولية إدارة “ترامب”..
وردًا على سؤال حول سبب عدم إنهاء المعاملات الخاصة بالمواطنين الأفغان الأكثر عرضة للخطر، وجهت “وزارة الخارجية” الأميركية أصابع الاتهام إلى إدارة “ترامب”.
وأشارت إلى أن الوكالة، تحت قيادة “بايدن”؛ اضطرت للتعامل مع أكثر من 17 ألف طلب تلقتها خلال إدارة “ترامب”.
كما ألقى مسؤولو “وزارة الخارجية” باللوم أيضًا على العملية المعقدة؛ المكونة من: 14 خطوة، التي وضعها “الكونغرس”، والتي إزدادت تعقيدًا بسبب جائحة (كوفيد-19)؛ وتفشي (كوفيد-19)، في السفارة الأميركية في “كابول”.
أخرجت الولايات المتحدة من المسرح العالمي..
ومؤخرًا، انتقد وزير الخارجية الأميركي السابق، “مايك بومبيو”، إدارة الرئيس، “جو بايدن”، معتبرًا أنها أخرجت “الولايات المتحدة” من المسرح العالمي خلال أشهر.
وأشار “بومبيو” إلى أن: “كارثة الخروج من أفغانستان؛ قد ألحقت قدرًا هائلاً من الضرر بمصداقية الولايات المتحدة”.
تصفية حسابات بين الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي”..
وحول إمكانية بقاء القوات الأميركية في “أفغانستان”؛ مع استمرار الانتقادات والضغوط، قال مدير المركز “الجمهوري” للبحوث الأمنية والإستراتيجية، الدكتور “معتز محي عبدالحميد”؛ أن: “هذه التصريحات تندرج ضمن إطار تصفية الحسابات بين الحزبين: الجمهوري والديمقراطي، رغم أن الرئيس السابق، ترامب، قرر سحب أكثر القوات الأميركية من أفغانستان، حيث أنه عدّه بلدًا لا يمكن البقاء فيه وإنفاق المزيد من الأموال في عمليات تدريب القوات الأفغانية”.
وعلى العكس من ذلك؛ أوضح “عبدالحميد”؛ بالقول: “لا يوجد هناك سحب للقوات الأميركية من العراق، فالمباحثات الأخيرة التي جرت بين: بايدن والكاظمي، أكدت على إبقاء القوات الأميركية في قواعدها من أجل تدريب وتسليح الجيش العراقي، ضمن الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين البلدين، التي نصت على تسليح الجيش العراقي تسليحًا غربيًا”.
وأضاف “عبدالحميد”، قائلاً: “شعرت الولايات المتحدة أنها منشغلة في أفغانستان، بينما روسيا والصين تتمدد في بعض المناطق، خصوصًا في الشرق الأوسط، لذا قررت الإدارة الأميركية التركيز على هذه الإستراتيجية وإيقاف استنزاف الجيش الأميركي في مناطق بعيدة عن إستراتيجية الولايات المتحدة”.