وكالات – كتابات :
نشر موقع (جادة إيران)؛ تقريرًا بعنوان: “تصدير نفط وفرض تأشيرات.. ما جديد العلاقة بين طهران وطالبان ؟”، للكاتب “هادي فولادكار”، ويتناول التقرير تحليلًا لآخر المستجدات في العلاقات بين: “إيران” و”أفغانستان”، بعد سيطرة (طالبان)، على مقاليد الحكم في العاصمة، “كابول”.
“طهران” المنفتحة تواجه “طالبان” المتحفظة !
ويلحظ الكاتب، في مستهل تقريره؛ أنه: في ظل تسارع الأحداث على الحدود الشرقية، لـ”الجمهورية الإسلامية” في “إيران”، أعلنت “طهران” استئناف تصدير: “البنزين وزيت الغاز”؛ إلى “أفغانستان”، قبل بضعة أيام، بعدما تلقت طلبًا من حركة (طالبان).
ويرى أن؛ هذه الإيجابية في التعامل من قبل “إيران”، قوبلت بخطوة أقل انفتاحًا من الحركة؛ إذ أعلنت (طالبان) أنها بدأت بإصدار تأشيرات للإيرانيين الذين يريدون الدخول إلى “أفغانستان”، وأنها ترفض تلك الصادرة من “السفارة الأفغانية”، بـ”طهران”؛ وباقي البعثات الدبلوماسية في “إيران”. لأنها تتبع لحكومة الرئيس السابق، “أشرف غني”، التي كانت تحكم “كابول”؛ قبل دخول الحركة إليها.
وفي سياق تطور الأوضاع في “أفغانستان”، خططت “إيران” لإنشاء مخيمات في المدن الحدودية لاستيعاب اللاجئين الأفغان الفارين من بلدهم، بعد سيطرة (طالبان) على البلاد، ثم عدلت عن قرارها تخوفًا من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من موجات الهجرة نحوها، وقررت إعادة اللاجئين الموجودين على حدودها إلى بلدهم. كما أنها أتبعت هذا القرار، وفق بيان لحركة (طالبان)، بـ”تسليمها جميع أسلحة جنود النظام السابق الهاربين إليها، بعد استسلامهم ورجوعهم إلى أفغانستان”.
تصدير “النفط” إلى أفغانستان..
وقال “اتحاد مُصدري النفط والغاز والبتروكيماويات” الإيراني، الإثنين في 23 آب/أغسطس 2021: إن “طهران استأنفت تصدير البنزين وزيت الغاز إلى أفغانستان قبل بضعة أيام، بعدما تلقت طلبًا من حركة (طالبان)”.
وذكر “حامد حسيني”، عضو مجلس إدارة الاتحاد والمتحدث باسمه في “طهران”، لوكالة (رويترز)، أن: “(طالبان) بعثت برسائل إلى إيران تقول: يمكنكم مواصلة تصدير المنتجات البترولية”. مضيفًا أن بعض التجار الإيرانيين كانوا يتوخون الحذر بسبب مخاوف أمنية.
ولفت إلى أن الصادرات الإيرانية بدأت قبل أيام قليلة، بعدما خفضت (طالبان) الرسوم الجمركية على واردات الوقود الإيرانية بنسبة تصل إلى: 70%، وفقًا لما كشفته وثيقة رسمية صادرة عن “هيئة الجمارك” الأفغانية. مشيرًا إلى أن الصادرات الإيرانية الرئيسة إلى “أفغانستان” هي: “البنزين” و”زيت الغاز”.
وصدرت “طهران”؛ حوالي: 400 ألف طن من الوقود إلى جارتها، في الفترة من آيار/مايو 2020؛ إلى آيار/مايو 2021، وفقًا لتقرير نشرته (بترو فيو)، وهي منصة أبحاث واستشارات إيرانية في مجال “النفط” و”الغاز”. أما إجمالي صادرات “النفط الإيراني”، غير الخام؛ فبلغت، خلال العام الإيراني الماضي، (آذار/مارس 2020 – آذار/مارس 2021)؛ وفق “وزارة الخارجية” الإيرانية: 1.9 مليارات دولار، من مجموع التجارة المتبادلة الذي يتجاوز، بحسب صحيفة (ابتكار) الإصلاحية: 3 مليارات دولار سنويًّا.
إلغاء تأشيرات السفر الأفغانية المعتمدة منحكومة “غني”..
من جهتها؛ أعلنت حركة (طالبان)، أنها بدأت بإصدار تأشيرات للإيرانيين الذين يريدون الدخول إلى “أفغانستان”، مشيرة إلى أنها ترفض تلك الصادرة من “السفارة الأفغانية”، بـ”طهران”، وباقي البعثات الدبلوماسية في “إيران”.
وقالت قيادة الحركة في ولاية “هرات”، الواقعة غرب “أفغانستان”؛ على الحدود مع “إيران”؛ إن: “التأشيرات الصادرة من البعثات الدبلوماسية الأفغانية، في إيران، غير صالحة، ويجب على الإيرانيين المتقدمين للحصول على تأشيرات، الحصول عليها من (طالبان)”.
وأضافت الحركة؛ في بيان: “بدأنا بالفعل، عبر منفذ إسلام قلعة الحدودي؛ مع إيران؛ بإصدار تأشيرات للإيرانيين الذين يدخلون أفغانستان”.
وكان المتحدث باسم “منظمة الجمارك” الإيرانية، “روح الله لطيفي”؛ أعلن، مساء 21 آب/أغسطس الجاري، إعادة فتح الحدود مع “أفغانستان”؛ بما في ذلك المنافذ التجارية.
ويُعد “إسلام قلعة”؛ من أهم المنافذ التجارية بين: “إيران” و”أفغانستان”، وأغلب البضائع يجري تصديرها عبر هذا المنفذ الحيوي.
وأعلنت السفارة الأفغانية، في “طهران”، أنها بدأت عملها بعد إنتهاء عطلة الأسبوع الرسمية، في “إيران”، بسبب تفشي فيروس (كورونا).
ولدى الحكومة الأفغانية سفارة في “طهران”، وقنصلية في مدينة “مشهد”، شمال شرق “إيران”، وأخرى في مدينة “زاهدان”، جنوب شرق “إيران”.
مخيمات اللاجئين التي أثارت قلق “طهران”..
على صعيد آخر؛ ورغم إعلان “طهران” عزمها إقامة مخيمات مؤقتة بثلاث محافظات لاستيعاب موجات الهجرة، في الأيام الأولى للاشتباكات في “أفغانستان”، فإنها عدلت عن قرارها لقلقها من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من موجات الهجرة نحوها.
وصرح “حسين قاسمي”، مدير عام شؤون الحدود بـ”وزارة الداخلية” الإيرانية؛ في بيان له، في 15 آب/أغسطس 2021، بأن “إيران” تخطط لتوفير مأوى مؤقت للمهاجرين على الحدود الإيرانية؛ وإعادتهم إلى بلادهم بعد تحسن الأوضاع.
أما “مهدي محمدي”، مدير عام إدارة الهجرة بـ”وزارة الداخلية”، فصرح، في 16 آب/أغسطس، بأنه لا أساس لما يُعلن عنه حول إنشاء مخيمات مؤقتة على الحدود، وأن هذه الإدعاءات من شأنها أن تؤدي إلى هجرات أفغانية جديدة.
ثم عاد “قاسمي” ليعدل تصريحاته السابقة؛ ويقول: إن القوات الأمنية المتمركزة على الحدود الأفغانية لديها تعليمات بمنع من يحاول دخول “إيران”. فضلًا عن أنها ستُعيد اللاجئين الذين قدِموا إليها خلال تلك المعارك.