18 نوفمبر، 2024 5:19 ص
Search
Close this search box.

مكافحة الفساد والمزيد من الفيدرالية .. نصائح “يوروآسيا” لبغداد حتى تحصن نفسها من مصير “كابول” !

مكافحة الفساد والمزيد من الفيدرالية .. نصائح “يوروآسيا” لبغداد حتى تحصن نفسها من مصير “كابول” !

وكالات – كتابات :

دعا معهد (يوروآسيا) للأبحاث؛ إلى ضرورة استئصال “العراق”، للفساد؛ والعمل من أجل تماسك جميع المكونات العرقية والمناطقية والطائفية من أجل تجنب تكرار النموذج الأفغاني.

مسألة وقت !

واعتبر المعهد، في تقرير له؛ أنها مسألة وقت فقط؛ قبل أن تبدأ الدول المضطربة في الشرق الأوسط في الشعور بترددات غزو (طالبان) السريع لـ”أفغانستان”، وفشل الجيش الأفغاني الذي دربته “الولايات المتحدة” وجهزته، في الصمود في مواجهة هجوم (طالبان) الخاطف.

ولفت التقرير إلى أن: “الدرس الرئيس” الممكن استخلاصه من جانب الجماعات المسلحة الأخرى، من الانسحاب الأميركي، “الفاشل” من “أفغانستان”، هو: “أنهم إذا تمكنوا من أن يصمدوا لوقت كافٍ في مواجهة التكنولوجيا المتفوقة للعدو وقوته النارية، فإن الأخيرة ستنهار في النهاية وتنسحب، تاركة الأنظمة العميلة تنهار”.

وحذر التقرير من أنه: “إذا كان هذا هو التفكير السائد بين بعض قادة الفصائل الشيعية، في العراق؛ والذين طالبوا منذ فترة طويلة برحيل القوات الأميركية، فلا يمكن دحض هذا التفكير على أنه مجرد خيال”، مذكرًا بواقعة احتلال (داعش) السريع لثلث مساحة “العراق”؛ بما في ذلك مدينة “الموصل”، خلال صيف العام 2014، وانسحاب الجيش العراقي أمامه من دون قتال.

دولة داخل دولة..

واعتبر التقرير أنه؛ برغم أن “بغداد” تمكنت، من خلال دعم أميركي كبير، من استعادة أراضيها بحلول العام 2017، إلا أن الحملة ضد (داعش) أدت أيضًا إلى ظهور قوة جديدة؛ هي: (الحشد الشعبي)، التي: “يمكن أن تُثبت قدرتها على الإطاحة بالحكومة العراقية”، مشيرًا إلى أن المراقبين يخشون من أن هذه: “الفصائل قد تتغلب على الجيش العراقي؛ وتتحول إلى دولة قوية داخل دولة تُشبه (حزب الله) في لبنان”.

وبعدما أشار تقرير مركز الأبحاث؛ إلى مخزون الصواريخ والطائرات المُسيرة، التي يمتلكها الحشد، اعتبر التقرير أنه: “لحسن حظ حكومة بغداد، فإنها واقعة تحت وطأة مهمة موازنة مصالح رعاتها الأميركيين والإيرانيين، وإدارة بايدن؛ لا تبدو على عجلة من أمرها للانسحاب من العراق، مثلما هو الحال في أفغانستان”.

أوجه خلاف..

ولفت تقرير (يوروآسيا)؛ إلى جانب آخر مختلف أيضًا عن “أفغانستان”، حيث أن محللين يستبعدون لجوء الفصائل الموالية لـ”إيران” إلى القوة؛ لتكرار ما فعلته (طالبان) باستيلائها على البلاد، حيث أن الفكرة ليست مطروحة، أقله في الوقت القريب، كما أن هذه الفصائل ستكسب الكثير من خلال الحفاظ على الوضع الراهن.

ونقل التقرير؛ عن مدونة موقع (تأملات في العراق)، “غويل وينغ”؛ أن: “هذه الفصائل لا تُريد الاستيلاء على الحكومة. هدفها الإنضمام إلى الأحزاب الحاكمة؛ والحصول على حصتهم من الدولة، سواء بطريقة قانونية أو غير قانونية”.

ويقول المحلل في معهد (ستراتفور) الأميركي، “روغر بيكر”، أن العديد من مجموعات (الحشد الشعبي): “مندمجة في قوات الأمن العراقية، وليسوا متمردين من الخارج”؛ مثل مقاتلي (طالبان)، في “أفغانستان”، مضيفًا أن لدى الحشد تحالفات قوية مع القوى في “البرلمان العراقي”.

وتابع “بيكر”؛ أن: “العدد الأكبر من جماعات الحشد، تم دمجه في البنية التحتية السياسية والأمنية العراقية، وبالتالي فهم لا يسعون بالضرورة إلى الإطاحة بالنظام، بل يسعون بدلاً من ذلك إلى تأكيد مصالحهم، (وغالبًا ما تكون مصالح إيران) في العراق”.

كما اعتبر “بيكر” أن الثقة بقدرات القوات المسلحة العراقية أكبر؛ مقارنة بقوات الأمن الأفغانية، مذكرًا بأن الجيش العراقي: “مر بتحول كبير منذ إنهياره”؛ أمام هجوم (داعش)، العام 2014.

حتى لا ترى مصير “كابول”..

وأشار التقرير إلى أن المحللين يعتقدون مع ذلك؛ أنه يتعين على “بغداد” استخلاص بعض الدروس العريضة من الأحداث، في “أفغانستان”؛ لضمان عدم تعرضها لمصير مماثل لمصير “كابول”.

ونقل عن “بيكر”؛ قوله: “لعل الدرس الأهم؛ هو أهمية استئصال الفساد في الحكومة على جميع المستويات، وضمان التماسك بين مختلف المجموعات العرقية والمناطقية والطائفية في الحكومة”.

وقال “بيكر” أيضًا أن: “الخطر الأكبر بالنسبة، للعراق؛ هو الخلافات الإقليمية والطائفية طويلة المدى، والمطالبة بمزيد من الفيدرالية أو توزيع السلطة”.

أما “وينغ”؛ فقد قال إن: “المحادثات (الأميركية-العراقية) الأخيرة؛ تُظهر أن واشنطن لا تخطط للانسحاب من العراق… ليس هناك ما يُشير إلى أنهم يُريدون إنهاء المهمة”.

ترجمة: شفق نيوز

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة