19 نوفمبر، 2024 7:40 ص
Search
Close this search box.

تنتظر دعم “أميركي-غربي” .. “بنجشير” هل تصبح “غصة” في حلق “طالبان” ؟

تنتظر دعم “أميركي-غربي” .. “بنجشير” هل تصبح “غصة” في حلق “طالبان” ؟

وكالات – كتابات :

رغم الهجوم الخاطف الذي شنته حركة (طالبان) الأفغانية على العاصمة، “كابول”، واقتنصت به السلطة في وقت قياسي جراء إنهيار الحكومة المركزية.. ورغم إعلان الحركة الإسلامية المتشددة، أمس الأحد، عن إرسالها المئات من مقاتليها إلى ولاية “بنجشير”، الولاية الوحيدة العصية على (طالبان) حتى الآن، للسيطرة عليها. رصد تقرير لمجلة (فورين بوليسي-Foreign Policy) الأميركية؛ إن تكتلاً للمقاومة المعارضة لـ (طالبان)؛ بدأ التبلور في ولاية “بنجشير”، (شمالي شرقي أفغانستان)، موضحًا التقرير، الذي أعده محرر (فورين بوليسي) لشؤون الأمن القومي، “روبي غرامر”؛ بالاشتراك مع مراسلها في “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، “جاك ديتش”، بأن ولاية “بنجشير”، التي كانت يومًا معقلاً لـ”التحالف الشمالي”؛ تحت قيادة الراحل، “أحمد شاه مسعود”، هي أحد الأقاليم التي لم تسقط بعد في أيدي (طالبان).

وأطلق التكتل الجديد، الذي يُعرف باسم (جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية)، صيحة استنفار لحشد المقاومة ضد حركة (طالبان).

يمثل جديد جديد لا يعرف “طالبان”..

ووفقًا للمجلة الأميركية، فإن “أحمد مسعود”، نجل زعيم “التحالف الشمالي”، “أحمد شاه مسعود”؛ أطلق نداءه ذاك في ثنايا مقال نشرته له صحيفة (واشنطن بوست-Washington Post)، الأسبوع الماضي، وجاء فيه: “أكتب اليوم من وادي بانشير متأهبًا لترسم خطى والدي مع المقاتلين المجاهدين، الذين هم على استعداد مرة أخرى للتصدي لـ (طالبان)”.

ويُشير بعض الخبراء إلى أن هناك جيلاً بأكمله من الأفغان: “ممن لم يعيشوا قط تحت حكم (طالبان)، وترعرعوا في ظل الحريات والإزدهار الاقتصادي اللذين أفتقر إليهما جيل آبائهم”، حسب تعبير (فورين بوليسي). وتضيف المجلة، في تقريرها؛ أن هذا الجيل الجديد ربما يكون أكثر ميلاً للوقوف في وجه: “العهد الجديد لحكم” (طالبان).

على أن: “المسألة الجوهرية”، التي قد تُحدد مصير أي تحالف عسكري مناهض لـ (طالبان)؛ هي تشكيل الحكومة الجديدة، فلطالما سعت حركة (طالبان) – حسب المجلة – إلى تقديم صورة: “أكثر اعتدالاً” عن نفسها على الساحة الدولية؛ من: “مظهرها السابق”، مع أن العديد من الخبراء والمسؤولين الغربيين يشككون في نجاحها في ذلك.

سلاح “طالبان”: عدم الاستئثار بالسلطة..

فإذا تمكنت (طالبان) من إبرام صفقة قابلة للتطبيق؛ لتقاسم السلطة مع أصحاب نفوذ من الأفغان الآخرين، مثل الرئيس الأسبق، “حامد كرزاي” و”عبدالله عبدالله”، شريك الائتلاف في حكومة الرئيس، “أشرف غني”، التي أُطيح بها، فإنها قد تحد من قدرة المقاومة المسلحة ضد الحركة في الحصول على دعم أوسع.

أما إذا أحكمت (طالبان) قبضتها على السلطة؛ وعمدت إلى القصاص بشكل عنيف من مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة، فإن بعض الخبراء يعتقدون أن أي جهة ستخلف “التحالف الشمالي”؛ ستحظى بالتأييد، طبقًا لـ (فورين بوليسي)، التي تؤكد أن أي أعمال عنف مميتة قد تُفاقم الأزمة الإنسانية المتردية أصلاً، وتجعل المدنيين الأفغان عُرضة للوقوع في مرمى النيران المتبادلة.

ومع ذلك، يقول تقرير المجلة الأميركية؛ إنه من غير الواضح ما إذا كان قادة الجبهة الناشئة سيحصلون على قوة بشرية ودعم كافيين لتشكيل مقاومة قابلة للاستمرار وقادرة على التصدي لـ (طالبان)، إذا لم تقم “الولايات المتحدة” بتقديم مزيد من الأسلحة والعون لهم.

في انتظار الدعم “الأميركي-الغربي”..

ومرة أخرى، تقتبس المجلة من مقال “أحمد مسعود”، في صحيفة (واشنطن بوست)؛ قوله: “إننا ندرك أن قواتنا العسكرية وخدماتنا اللوجيستية، (من نقل وإمداد)، لن تكون كافية، وستستنفد سريعًا ما لم يجد أصدقاؤنا في الغرب طريقة لإيصالها لنا من دون تلكؤ”.

وكان “أمر الله صالح”، نائب الرئيس الأفغاني؛ قد أعلن أنه: “الرئيس الشرعي بالوكالة”، عقب فرار الرئيس، “غني”، من البلاد إثر إجتياح (طالبان)، “كابول”. ويحدو حلفاء “صالح”، الذي يبقي مكان وجوده غير معروف، الأمل في أن يستطيع تنظيم حركة مقاومة قابلة للحياة من “بنجشير”.

في غضون ذلك، صرح سفير “أفغانستان”، لدى “طاغيكستان”، “زاهر أغبر”، لوكالة (رويترز)؛ بأنه لا يستطيع القول إن (طالبان) كسبت الحرب، بل الرئيس، “أشرف غني”، هو من تخلى عن السلطة، مضيفًا أن “بنجشير” وحدها: “بقيادة الرئيس، أمر الله صالح”، هي التي تقاوم.

بنجشير” و”بدخشان”.. 

ونقلت المجلة الأميركية؛ عن “بيل روغيو”، وهو باحث كبير في مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات”، ومقرها “واشنطن”، القول إن ولايتي: “بنجشير” و”بدخشان” المجاورة؛ ظلتا تاريخيًا معقلاً للمقاومة المناهضة لـ (طالبان).

وتابع: “إذا استطاع، (أمر الله) صالح، تعزيز قبضته على بانشير واستعاد كل ولاية بدخشان أو أجزاء منها؛ لتكون بمثابة شريان حياة خارجي لقواته، فمن الممكن أن تدوم مقاومتهم، (لطالبان). ويبقى السؤال: من سيقدم لهم الدعم ؟”.

وطالب عدد من المشرعين في “الكونغرس” الأميركي، إدارة الرئيس، “جو بايدن”، بمد يد العون لـ”أحمد مسعود”. وأشارت (فورين بوليسي) إلى أنه من غير الواضح بعد؛ ما الذي ستفعله “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، تجاه مبلغ: 3.3 مليارات دولار، الذي سبق أن رصدته كدعم للجيش الأفغاني: “الذي إنهار في غضون أسابيع أمام هجوم (طالبان)”.

الولايات الشمالية قوة نفوذ “طالبان”..

ونسبت المجلة الأميركية؛ إلى تقرير استخباراتي، حصلت عليه (رويترز)؛ أن حركة (طالبان) استطاعت، عقب هجومها الخاطف، وضع يدها على كم من المعدات العسكرية الأميركية، من بينها أكثر من ألفي مركبة مدرعة؛ و40 طائرة.

وإجمالاً، فقد عززت (طالبان) مواطن قوتها الأساسية، في الولايات الشمالية، حيث كان، “أحمد شاه مسعود”، يمتلك أسباب القوة فيها.

ولعل تعزيز (طالبان) قوتها هناك، كما تزعم (فورين بوليسي)، سيمنحها القدرة على إخماد أي انتفاضة محتملة.

ويرى الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، “إبراهيم باهيس”، أن (طالبان) لها وجود: “قوي للغاية” في الشمال، مشيرًا إلى أنها إجتاحت، “كابول”؛ مؤخرًا لأسباب أمنية، ومن ثم: “فلن يكون هناك عتاد كافٍ لسد النقص لدى المقاومة، على المدى الطويل، ضد عدو أكبر منها مثل: (طالبان)”.

وكانت صحيفة (وول ستريت جورنال-The Wall Street Journal) أوردت الأربعاء الماضي أن إدارة “بايدن” أوقفت إرسال شحنات كبيرة من الأموال إلى “أفغانستان”؛ عندما كانت (طالبان) على مشارف العاصمة، “كابول”، كاشفة عن أن الجزء الأكبر من احتياطات “البنك المركزي الأفغاني”، البالغ 09 مليارات دولار، مخزنة خارج البلاد، وأن حركة (طالبان) ما تزال مدرجة في قوائم عقوبات العديد من الدول الغربية.

موارد في أيدي “طالبان”..

وفي السياق؛ نقلت (فورين بوليسي)، عن “ديفيد باتريوس”، الذي قاد الجيش الأميركي وقوات “حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو-NATO) في “أفغانستان”، في الفترة من: 2010 حتى 2011، أن (طالبان) ستعتمد على قدرتها في توليد إيرادات، زاعمًا أن ذلك سيتأتى لها من زراعة “الخشخاش”: “التي طالما ظلت تحت سيطرتها”.

ويستدرك “باتريوس” قائلاً؛ إن (طالبان) إذا استطاعت جذب استثمارات من الخارج؛ فقد تضمن الأمن الذي زعزعته هي في الماضي، لا سيما أنها تملك تريليونات من الدولارات في شكل معادن في الأرض.

لكنه مع ذلك؛ يعتقد أن نظام الحكم الذي من المرجح أن تنتهجه الحركة؛ والقائم على: “السيطرة المركزية القوية”، يتطلب ميزانيات بمليارات الدولارات، التي ربما من الصعب أن تحصل عليها مع مغادرة منظمات العون الممولة من الخارج للبلاد.

وتساءل القائد العسكري الأميركي المتقاعد: “كيف لـ (طالبان) تعويض ذلك من دون مساعدات من الولايات المتحدة واليابان وأطراف التمويل الخارجي ؟).

على أن مشاكل الحكم المستجدة بالنسبة لـ (طالبان)؛ لن تتوقف عند ذلك الحد، كما يقول خبراء ومسؤولون سابقون، ذلك أنها أعتادت على القتال بوصفها حركة متمردة، بيد أن الحفاظ على: “جيش نظامي” سيكون أكثر كلفة.

ترجمة: الجزيرة نت

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة