19 نوفمبر، 2024 11:31 ص
Search
Close this search box.

“قمة بغداد” العراقية .. قد تنجح في خفض النفوذ “الأميركي-البريطاني” ولكنها لن تحقق “معجزة” توافق الفرقاء !

“قمة بغداد” العراقية .. قد تنجح في خفض النفوذ “الأميركي-البريطاني” ولكنها لن تحقق “معجزة” توافق الفرقاء !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

القمة المرتقبة بالعاصمة العراقية، “بغداد”، لقيادات “دول الجوار العراقي”؛ تُثبت باعتبارها الأولى من نوعها إقليميًا، اتجاه منطقة غرب آسيا نحو التعاون والترفع عن التوترات السياسية.

ومن المقرر إنعقاد القمة، نهاية آب/أغسطس الجاري؛ بمشاركة قيادات: “إيران، وتركيا، والعراق، ومصر، والأردن، وسوريا، والمملكة العربية السعودية، والكويت”، بغرض القضاء على الاختلافات السياسية بين الدول الثمانية.

وقيل إن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، قد أعرب، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، عن رغبته بالمشاركة في القمة المرتقبة. بحسب “حسن هاني زاده”؛ في صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

“ماكرون” وخفض النفوذ “الأميركي-البريطاني”..

ولو يُشارك الرئيس الفرنسي بالفعل في هذه القمة، فهذا يعني رغبة “الاتحاد الأوروبي”، في القيام بدور مؤثر بالمنطقة؛ وخفض مستوى النفوذ “الأميركي-البريطاني”، في “العراق”.

والمشاركة الفرنسية، في القمة، يضمن خروج قيادات دول المنطقة بنتائج مقبولة تحظى بثقل دولي. ورغم أن “الكاظمي”، هو صاحب الفكرة الأساس، لكنه يتطلع إلى تحويل “العراق” إلى دولة محورية في القضاء على مشكلات دول المنطقة؛ حال انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

حلحلة الخلاف “الإيراني-السعودي”..

وخلال مشاركته في حفل تنصيب، آية الله “إبراهيم رئيسي”، رئيسًا للحكومة الإيرانية الثالثة عشر، سلّم الرئيس العراقي، “برهم صالح”، دعوة مشاركة رسمية للمشاركة في “قمة بغداد”؛ إلى الرئيس الإيراني المنتخب، والتي حظيت بموافقة الأخير.

ومن الطبيعي أن تناقش هذه القمة التاريخية بعض القضايا الهامة، والتي تحظى باهتمام الدولة المضيفة والدول المشاركة؛ ومن بينها: الخلافات الإيرانية، والسورية، والسعودية، والتركية.

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية؛ غلب التوتر والاختلاف السياسي على العلاقات “الإيرانية-السعودية”، بسبب الدور التخريبي للمملكة، إزاء “محور المقاومة”، والنظرة الطائفية السعودية للتوجه المذهبي للدول أعضاء هذا المحور.

كذلك تلعب “السعودية”، في “لبنان”؛ دورًا يتعارض بشكل كامل والمصالح الإيرانية، وتستغل نفوذها المالي والسياسي في الحشد الواسع ضد (حزب الله) اللبناني، بحيث يحصل تيار (14 آذار) على التعليمات اللازمة بشكل مباشر من “السفارة السعودية”، للتعامل مع المقاومة اللبنانية.

دور السعودية في سوريا واليمن..

وبالنسبة للأزمة السورية، والتي بدأت في آذار/مارس 2011م، أنفقت “السعودية”، وما تزال؛ أكثر من: 80 مليار دولار أميركي، نزولًا على رغبة “أميركا” و”بريطانيا”، على تسليح الفصائل الإرهابية؛ فقط للإطاحة بالدولة العلوية السورية.

وفي “اليمن” أيضًا؛ أعلنت “السعودية” حربًا جائرة، قبل 06 سنوات على الشعب اليمني، لإقصاء “الحوثيين” الشيعة عن هيكل السلطة.

وقد لقي مئات الآلاف من النساء والأطفال اليمنيين حتفهم في هذه الحرب المتكافئة. وقد حصلت “السعودية”، في هذه الحرب الوحشية، على دعم عدد: 14 دولة أنضوت تحت مسمى: “التحالف السعودي”، ووفق التخمينات فقد بلغت تكلفة هذا التحالف، في 06 سنوات، حوالي: 350 مليار دولار.

معضلة تركيا..

من ناحية أخرى، فيما يخص المناقشات الإقليمية، اتخذت “تركيا”، في البداية، جانب “السعودية والأردن وقطر والإمارات”؛ من الأزمة السورية، لكن وبعد سقوط حكومة، “محمد مرسي”، في “مصر”، واجهت “تركيا” تحديات مع حكومة، “عبدالفتاح السيسي”.

إذ تُعتبر “تركيا”؛ حليف رئيس لـ”الإخوان المسلمين”، في: “مصر وليبيا”، وهو ما يتعارض مع السياسات السعودية، وحكومة الجنرال “عبدالفتاح السيسي”، في “جمهورية مصر العربية”.

في انتظار المعجزة !

و”الأردن”؛ بوصفه طرف هامشي، يلعب دورًا غامضًا وغير واضح في الأحداث الإقليمية، وأحيانًا يتخذ الجانب “السعودي-المصري”، وأحيانًا أخرى يعارض.

و”مصر”، باعتبارها أكبر الدول العربية، من الطبيعي أن تنقاد للسياسات الأميركية، والسعودية، والإماراتية، بسبب الدعم المالي، ولا تستطيع أن تتخذ قرارًا مستقلًا بإقامة علاقة قوية مع “إيران”.

لذلك من غير المتوقع أن تُفضي “قمة بغداد”، بمشاركة القيادات الإيرانية، والأردنية، والسعودية، والسورية، والمصرية، والكويتية، والتركية، إلى معجزة، لكن على الأقل قد تقود المنطقة باتجاه خفض التوتر ووقع التراشق السياسي والإعلامي بين دول المنطقة.

والمقطوع به أن الحكومة الإيرانية الثالثة عشر؛ تميل إلى إرتكاز سياساتها الخارجية على التناغم الإقليمي، للحيلولة دون استمرار الصراعات الراهنة، والتي تخدم فقط مصالح “الكيان الصهيوني”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة