19 نوفمبر، 2024 11:53 م
Search
Close this search box.

وسط دعوات تأجيل الانتخابات العراقية .. “صالح” يدعو لإطلاق “حوار وطني” ليزيد من ضبابية المصير !

وسط دعوات تأجيل الانتخابات العراقية .. “صالح” يدعو لإطلاق “حوار وطني” ليزيد من ضبابية المصير !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في الوقت الذي تكثف فيه الأحزاب الشيعية العراقية من اجتماعاتها، للرد على شروط زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، للعدول عن مقاطعة الانتخابات، دعا الرئيس العراقي، “برهم صالح”؛ لإطلاق “حوار وطني” يهييء لأجواء انتخابية تسودها الثقة.

وقال أن: “العراق يمر بمرحلة فاصلة ولحظة وطنية فارقة، واستحقاقات مُلحة لا تخلو من تحديات جسيمة، من بينها إنهاء الفساد وترسيخ مرجعية الدولة المقتدرة بسيادة كاملة”.

وتابع “صالح”: “علينا الإحتكام إلى إرادة الشعب عبر الانتخابات، ويجب ألا نستخف بحجم التحديات التي تكتنف العملية الانتخابية؛ وأن نتعامل مع المخاوف القائمة حولها بجدية عبر حوار وطني؛ لتطمين العراقيين وغلق الثغرات”.

وأشار إلى أن: “الانتخابات يجب أن تكون المسار السلمي للتغيير والإصلاح والخروج بالبلد من أزماته المتراكمة، وهذا لن يتحقق من دون الإرادة الحرة للعراقيين بعيدًا عن أي تدخل أو تلاعب، فالشعب مصدر السلطة وأساس الحكم”.

فتح باب التأجيل بشرط !

وحتي الآن؛ لا تزال القوى الأساسية تريد إجراء الانتخابات في موعدها المقرر بشهر تشرين أول/أكتوبر المقبل، لكنها فتحت الباب للتأجيل بشرط؛ حصول قرار كهذا على توافق القوى الشيعية.

المصادر؛ أكدت أن: “ممثلين للصدر حضروا واحدًا من تلك الاجتماعات؛ وأبلغوا الحاضرين شرط، الصدر، تأجيل الاقتراع إلى موعد آخر”، مشيرة إلى أن: ائتلاف (دولة القانون)؛ بقيادة رئيس الوزراء الأسبق، “نوري المالكي”، وحركة (عصائب أهل الحق)، أبرز الكتل المُصرة على رفض شروط “الصدر”، والمضي نحو الموعد المحدد من قِبل المفوضية.

ونقلت المصادر، عن أحد الحاضرين قوله؛ إنه: “بإمكان، الصدر، لعب دور المعارضة السياسية في البلاد، وهو حر في ذلك”.

لكن المخاوف تُسيطر تمامًا على بقية: “الشركاء الشيعة؛ من تحمل التداعيات السياسية لغياب الصدر”، ويميلون أكثر لمواصلة الضغط عليه وإقناعه بالعودة، بحسب ما رشح من تلك الاجتماعات.

تأمين الانتخابات من قِبل “الحشد الشعبي”..

وحاولت أجنحة الفصائل السياسية الرد على المخاوف الأمنية من إجراء الاقتراع في الموعد المحدد، بالقول إن: “(هيئة الحشد الشعبي) يمكنها تأمين مناخ آمن للناخبين والمرشحين”.

غير أن الأزمة مع زعيم (التيار الصدري) أعمق من ذلك بكثير، قدر تعلق الأمر بالمخاوف الأمنية؛ إذ يرى “الصدر”، بحسب مقربين من أجواء مكتبه، أن الجماعات المسلحة تتمسك بموعد الانتخابات لتُسيطر على الحكومة المقبلة، وسط غياب قوى سياسية وشعبية عن العملية الانتخابية.

وخلصت اجتماعات الأحزاب الشيعية إلى: “وضع خيار التأجيل إلى الطاولة، خلال الأيام المقبلة، وأن اتخاذ القرار بشأنه مرهون بالتوافق الشيعي عليه”.

لا يزال المشهد ضبابيًا..

تعليقًا على دعوى الرئيس العراقي، قال الدكتور “عبدالكريم الوزان”، الباحث السياسي العراقي في مركز “أبابيل” الإستراتيجي، إن المشهد المتوقع للانتخابات البرلمانية القادمة، في “العراق”، ما يزال ضبابيًا ومثيرًا للقلق.

وأضاف “الوزان”؛ أنه: “إذ لم يتبقى على الانتخابات سوى شهر ونصف تقريبًا، ومع ذلك ما تزال كثير من الأمور لم تُحسم من عملية نزع السلاح، خارج إطار الدولة، وإحالة وحسم ملفات الفاسدين والإرهابيين، بالإضافة إلى الكشف عن قتلة المتظاهرين، وعدم استتباب الوضع الأمني”.

تفجير أبراج الكهرباء..

واعتبر “الوزان”، أن عمليات تفجير أبراج الكهرباء، التي وقع آخرها منذ يومين؛ كان من بين الأمور التي تؤثر على الانتخابات، بسبب زيادتها من غضب الشعب، إضافة إلى الصراع “الأميركي-الإيراني”، ووجود ميليشيات مسلحة بما يُهدد المصالح الأجنبية؛ مثل المصالح الأميركية، لافتًا إلى أن كل هذه العوامل لا توفر للناخب القوى الأمنية خلال العملية الانتخابية، ما يجعلها غير صحيحة، لذلك لابد من حسم كل هذه الملفات.

وتابع: “ثم جاء موضوع انسحاب الحكومة الأفغانية وتسلم (طالبان) للسلطة؛ ليُثير نوع من الريبة بأن المسلسل القادم سيكون، في العراق، حيث يتوقع الكثير أن تكون هناك سيناريوهات دولية ربما تحت مظلة مجلس الأمن، لتعمل على إحداث أي سيناريو داخل العراق؛ بقصد تقليم أظافر الميليشيات أو القضاء عليها بالكامل”.

يُساعد في عودة الاحتجاجات..

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة “المستنصرية”، “د. عصام الفيلي”، إن: “الرئيس العراقي؛ قام بالدعوة لحوار وطني عقب القانون الانتخابي، والذي اعترضت عليه بعض الأطراف ودعت لمقاطعة الانتخابات بسبب رفضها للدوائر المتعددة”، مضيفًا أن السيد “مقتدي الصدر”؛ إلتحق  بالمقاطعة بعدما وجد إشكالية في البقاء في المشهد الانتخابي، خاصة أنه شعر أن هناك استهدافًا لطبيعة الوضع الداخلي؛ إلا أنه ترددت أنباء عن إمكانية عودته للمشاركة في الانتخابات، ولكن بشروط.

وأوضح، “الفيلي”، أن بعض القوى السياسية تنظر إلى أن مقاطعة الانتخابات، من قِبل (التيار الصدري) وغيره من الأحزاب؛ قد يؤدي لعودة الاحتجاجات وستكون كبيرة هذه المرة، الأمر الذي ستكون له تداعيات سلبية على المشهد العراقي.

شكوك في الاستجابة..

من جهته؛ قال، رئيس كتلة (الرافدين) البرلمانية، “يونادم كنا”، إن: “دعوة الرئيس العراقي، لحوار وطني؛ هي اتجاه صحيح، إلا أنني أشك في الاستجابة”، مضيفًا أن كل الاحتمالات قائمة حول موعد إنعقاد الانتخابات، وتابع: “أن (التيار الصدري) هو أحد التيارات الكبيرة المؤثرة في العملية السياسية؛ وأن شروطه للعودة للانتخابات إذا قبلت فسيكون هناك تبعات لهذه الشروط؛ مثل بعض التعديلات القانونية والإجراءات الحكومية تجاه السلاح المنفلت والمال السياسي وغير ذلك، لتكون الانتخابات أكثر نزاهة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة