17 أغسطس، 2025 10:55 م

ما أشبه الليلة بالبارحة .. “فوربس” تقارن بين سقوط “كابول” و”الموصل” وتذكر ببصمات “المالكي” المدمرة للجيش العراقي !

ما أشبه الليلة بالبارحة .. “فوربس” تقارن بين سقوط “كابول” و”الموصل” وتذكر ببصمات “المالكي” المدمرة للجيش العراقي !

وكالات – كتابات :

“هذا جيش مؤلف، على ما أعتقد؛ من: 350 ألف شخص، قوي التسليح من جانب الولايات المتحدة ومدرب منها لمدة عشرة أعوام.. بضعة آلاف من المقاتلين ظهروا وهربوا جميعًا.. الضباط هربوا أولاً، ولم يعلم الجنود ماذا يتحتم عليهم القيام به، فهربوا هم أيضًا”.

لا يتعلق هذا الوصف بالإنهيار الدرامي للقوات المسلحة الأفغانية أمام هجوم (طالبان) السريع، الذي اكتسح غالبية البلاد في غضون أيام، وإنما هو تلخيص قدمه، البروفيسور “نعوم تشومسكي”، لفشل الجيش العراقي في الدفاع عن شمال “العراق”، في حزيران/يونيو 2014، عندما غزا (داعش) ثلث البلد؛ بما في ذلك ثاني أكبر المدن العراقية، “الموصل”، في غضون أيام.

هكذا استهلت مجلة (فوربس) الأميركية تقريرها، وأضافت قائلة: إنه فيما بدأت “الولايات المتحدة” انسحابها الأخير من “أفغانستان”، فإن مقارنات يمكن أن تجري بينه وبين انسحابها الكامل من “العراق”، في كانون أول/ديسمبر 2011، إذ أنه وبعد هذا الانسحاب ظهرت (داعش)؛ وأقامت “خلافتها” وسيطرت على أجزاء واسعة من “العراق” و”سوريا”، تُعادل مساحة “بريطانيا”.

لماذا الفشل العسكري للقوات الأفغانية والعراقية ؟

وأضافت المجلة الأميركية؛ في تقرير لها نشرته باللغة الإنكليزية؛ أن الأمر تطلب ثلاثة أعوام لاستعادة المدن الرئيسة من (داعش)، بما في ذلك معركة تسعة شهور عنيفة لتحرير “الموصل”، ولم تتمكن “بغداد” من تحقيق ذلك؛ لولا أن “الولايات المتحدة” شكلت وقادت تحالفًا دوليًا؛ شن آلاف الغارات لدعم الهجوم العراقي المضاد، كما أنه سلح وقدم المشورة والتدريب للقوات الخاصة العراقية.

وتساءلت المجلة عن سبب فشل كل من قوات الأمن الأفغانية والعراقية؛ بشكل سيء، في آب/أغسطس 2021؛ وحزيران/يونيو 2014، بعدما كانت “الولايات المتحدة” أمضت السنوات السابقة في استثمار أموال طائلة في تسليح وبناء وتدريب جيوشها وقواتها الأمنية لتمكينها من مكافحة التهديدات المتمردة والإرهابية.

تصورات “بايدن” الخاطئة..

وأشارت إلى أن الرئيس، “جو بايدن”، سعى، في الشهر الماضي، إلى استبعاد فكرة أن “أفغانستان” ستسقط في أيدي (طالبان) بعد انسحاب “الولايات المتحدة”، نظرًا لحجم وقوة قواتها المسلحة، وذلك عندما قال: “لأن القوات الأفغانية لديها: 300 ألف جندي مجهزين تجهيزًا جيدًا، والقوات مجهزة جيدًا كأي جيش في العالم، وقوة جوية ضد نحو: 75 ألف مقاتل من (طالبان)”.

وتابعت أن الجيش الأفغاني الكبير إنهار مثل منزل من ورق، في ظل تقدم (طالبان) للاستيلاء على مدينة تلو الأخرى، وفشل أيضًا في منع (طالبان) من السيطرة على غالبية البلاد وإسقاطها الحكومة، حتى قبل أن تستكمل “واشنطن” انسحابها، المقرر بحلول 31 آب/أغسطس الحالي.

ولفت تقرير المجلة الأميركية، إلى أن الجيش العراقي، فيما قبل حزيران/يونيو العام 2014، بدا أنه قادر بشكل جيد على التغلب على المتمردين المسلحين بشكل خفيف نسبيًا، نظرًا لأعداد الجنود العراقيين المتفوقين وعتادهم العسكري، لكن بدلاً من ذلك، فإن الذي جرى هو أن قوة قوامها: 30 ألف جندي عراقي في “الموصل”؛ هربت فيما كانت قوى صغيرة نسبيًا لا تقل عن: 800 مقاتل من (داعش) تستولي على المدينة.

ما أشبه الليلة بالبارحة !

وأضافت، أنه كما هو الحال اليوم بالنسبة إلى حركة (طالبان)، فإن (داعش) لم يكن يصدق سرعة انتصاره وحظوظه هذه، مشيرة الى أنه في كلتا الحالتين، تم الاستيلاء على كميات كبيرة من المعدات والأسلحة العسكرية الأميركية، وخاصة عربات (الهامفي)، من قبل المسلحين.

وذكرت المجلة أنه عندما بدأت (طالبان) في مراكمة الزخم، بعد قرار “الولايات المتحدة”، الانسحاب، تزايد الإعتقاد داخل القوات الأفغانية بأن حكومة الرئيس، “أشرف غني”، لا تستحق القتال دفاعًا عنها والموت من أجلها، فيما كان الجنود والضباط يشعرون باليأس والتخلي عنهم.

واعتبرت المجلة الأميركية؛ أن “الولايات المتحدة” شكلت جيشًا لـ”أفغانستان”: “كصورة دقيقة للجيش الأميركي”، ولكنه يعتمد بشكل دائم، على شبكة من الدعم الجوي، والاستخبارات، والخدمات اللوجيستية، والتصليح وأطقم الصيانة، والتنقل السريع بالطائرة المروحية من منطقة معزولة في البلاد إلى أخرى.

وكنتيجة لذلك، فما أن بدأ الأميركيون بالانسحاب؛ بدأت تتلاشى هذه الشبكات الداعمة، ولهذا: “إنهار الجيش الأفغاني بشكل محتوم”.

“المالكي” سر نكبة الجيش العراقي..

وبالنسبة إلى الحالة العراقية، فقد اعتبر تقرير (فوربس)؛ أن: “كارثة حزيران/يونيو العام 2014، كانت نتيجة القرارات السياسية في الحكومة الطائفية لرئيس الوزراء، نوري المالكي، الذي قوض بشكل أساس الجيش الفعال الذي ساعد الأميركيون، العراق، في بنائه قبل كانون أول/ديسمبر 2011”.

ونقلت المجلة الأميركية؛ عن الباحث “كينيث بولاك”؛ قوله في كتابه الصادر العام 2018: (جيوش الرمال: الماضي والحاضر والمستقبل للفعالية العسكرية العربية)، إن: “المالكي بدأ في تنحية الضباط الأكفاء غير السياسيين، الذين عينتهم الولايات المتحدة بصعوبة في جميع أنحاء هيكل القيادة العراقية، واستبدلهم برجال موالين له، وبذلك قام بإبعاد الضباط الأكثر كفاءة؛ (لأن هؤلاء هم الرجال الذين روجتهم الولايات المتحدة)، واستبدلهم بالمجرمين والوسطاء الذين قامت الولايات المتحدة بتهميشهم عن عمد”.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت المجلة إلى أن: “المالكي؛ أوقف برامج التدريب التي وضعتها الولايات المتحدة”، مضيفة أن: “تسييسه للجيش العراقي وطائفيته العلنية خدمتا (داعش)”.

وذكّرت المجلة الأميركية، بما كتبه “بولاك”، بأن: “الجنود العراقيين السُنة لم يكونوا على استعداد لمحاربة (داعش) دفاعًا عن حكومة المالكي، وهم الذين كانوا قد احتجوا مرارًا على تهميشهم لأسباب طائفية”، وأضاف أن: “الجنود الكُرد الذين يخدمون في الجيش العراقي كانوا غير مستعدين أيضًا للقتال من أجل المالكي، لأنه سبق له أن هدد بمهاجمة وطنهم كُردستان العراق”.

وبحسب “بولاك” أيضًا، فإن: “الجنود الشيعة الباقين، عندما فر الضباط السُنة والكُرد، لم يشعروا بضرورة القتال والموت للتمسك بمدن سُنية: كالموصل وتكريت وبيجي وسامراء”.

وكتب “بولاك” أنه: “في حالات كثيرة، فإن القادة الشيعة من أتباع المالكي؛ هم كانوا أول من فر وبدأ مسار العملية كلها”، مضيفًا أنه: “كما هو الحال دومًا في هذه النمط من الأحداث المتتالية، فإن حالات الفرار القليلة الأولى يكون لها تأثير كرة الثلج”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة