بشكل رسمي أو ودي .. دعوة سوريا لـ”قمة دول الجوار” تائهة بين الإحراج وتداخل الصلاحيات !

بشكل رسمي أو ودي .. دعوة سوريا لـ”قمة دول الجوار” تائهة بين الإحراج وتداخل الصلاحيات !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بينما يُحضر “العراق” نفسه لاستضافة جيرانه في قمة تجمعهم، يدور على الجانب الآخر شد وجذب دبلوماسي مع الجانب السوري، ففي وقت نفت فيه “وزارة الخارجية” العراقية توجيه دعوة إلى الرئيس السوري، “بشار الأسد”، للمشاركة في القمة المزمع عقدها، في “بغداد”، في الـ 28 من الشهر الحالي، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية؛ نقل رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي، “فالح الفياض”، رسالة من رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي” إلى “الأسد”.

وأعلنت “وزارة الخارجية” العراقية؛ عبر بيان لها أن: “الحكومة غير معنية بالدعوة الموجهة إلى سوريا للمشاركة في قمة دول الجوار”.

وقالت “الخارجية” في بيانها إن: “بعض وسائل الإعلام، تداولت أن الحكومة العراقية قدمت دعوة للحكومة السورية، للمشاركة في اجتماع القمة لدول الجوار؛ والمزمع عقده بنهاية الشهر الجاري في بغداد”، مضيفًا أن: “الحكومة العراقية تؤكد أنها غير معنية بهذه الدعوة، وأن الدعوات الرسمية تُرسَل برسالة رسمية وباسم دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي”، مشيرة إلى أنه: “لا يحق لأي طرفٍ آخر أن يقدم الدعوة باسم الحكومة العراقية”.

موقف عراقي غامض..

وفي الوقت ذاته، بقي الموقف داخل “العراق” غامضًا بسبب عدم وضوح الصورة بشأن طبيعة الزيارة التي قام بها، “الفياض”، إلى “دمشق”؛ فضلاً عن طبيعة مباحثاته مع “الأسد”، فإن الوكالة الرسمية للأنباء في “سوريا”؛ حسمت الجدل بهذا الشأن، حيث لم تُشر في الخبر الرسمي بشأن استقبال الرئيس السوري للمبعوث العراقي؛ إلى أي دعوة موجهة إليه من “الكاظمي”. وقالت في خبر لها إن: “الأسد استقبل الفياض في ديوان الرئاسة بالعاصمة السورية، دمشق”، مشيرة إلى أن: “الفياض نقل رسالة من الكاظمي؛ تتعلق بمؤتمر دول الجوار المزمع عقده، في بغداد، نهاية الشهر الجاري في بغداد”.

ورغم أنها لم تُشر إلى وجود دعوة لـ”سوريا”؛ فإنها أشارت إلى أن: “الهدف من اللقاء كان أهمية التنسيق (السوري-العراقي) حول هذا المؤتمر؛ والمواضيع المطروحة على جدول أعماله”.

مناقشات ثنائية وبيان متسرع..

وطبقًا للوكالة الرسمية السورية؛ فإن: “اللقاء تضمن مناقشة الإجراءات المتخذة لتعزيز التعاون الثنائي المشترك في جميع المجالات؛ وخصوصًا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وضبط أمن الحدود، والذي يُشكل عاملاً مهمًا ليس على الصعيد الأمني فقط، وإنما يُسهم أيضًا في استمرار الحركة التجارية بين البلدين، والتي تعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين وتحقق مصالحهما”.

وفي محاولة لإيقاف الجدل الدائر، أصدر المكتب الإعلامي لـ”الفياض” بيانًا نفى فيه توجيه دعوة إلى الرئيس السوري. وجاء في البيان أن “الفياض” نقل: “خلال لقائه؛ رئيس الجمهورية العربية السورية، السيد بشار الأسد، رسالة رئيس الوزراء، السيد مصطفى الكاظمي، لتوضيح أن عدم توجيه دعوة الحضور للجانب السوري لا يُعبر عن تجاهل العراق للحكومة السورية الشقيقة ومكانتها الراسخة؛ إنما هو تعبير عن الحرص على إنجاح مؤتمر نسعى من خلاله إلى توفير تفاهمات تساعد على إنتاج حلول لمشاكل المنطقة باشتراك جميع دول جوار العراق، وأن المشكلة السورية في طليعة هذه المشاكل”.

وأضاف البيان: “مما أثار استغرابنا؛ البيان المتسرع للإخوة في وزارة الخارجية، الذي إنساق وراء تسريبات من جهات إعلامية غير مطلعة، وأنجرّ إلى مسائل افتراضية لا وجود لها”.

ولإزالة اللبس، أكد مصدر رسمي عراقي، لـ (الشرق الأوسط)؛ أن: “التنسيق مع سوريا مستمر، حيث لم يقطع العراق علاقاته مع دمشق؛ حتى حين اتخذت الجامعة العربية قرارها بتجميد عضوية سوريا”.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه وهويته؛ إن: “هناك أمورًا كثيرة تتطلب التنسيق بين البلدين، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب واستمرار عمليات التسلل عبر الحدود والمخاطر التي تترتب على أنشطة (داعش) بين الجانبين”.

وفيما تجنب المسؤول العراقي التعليق على نفي “الخارجية العراقية” توجيه دعوة إلى “الأسد”، فإنه أوضح أن: “العراق أراد أن يضع السوريين في الجو العام للقمة؛ بوصفها بلدًا جارًا، بصرف النظر عن المبررات بشأن توجيه دعوة من عدمه”.

لا يريد إحراج نفسه..

ورأى رئيس مركز “القرار السياسي” للدراسات، “حيدر الموسوي”؛ أنه: “ليس لدى العراق مشكلة في دعوة سوريا لحضور قمة دولة الجوار، في بغداد، لكن من الصعوبة على الحكومة العراقية دعوة الرئيس السوري وجمعه على طاولة واحدة مع بقية خصومه، فبعض الأطراف الدولية لا تريد إشراك سوريا في هذه القمة، لذا لا يريد العراق إحراج نفسه”.

وتابع “الموسوي”؛ بالقول: “قد تكون دعوة سوريا لحضور القمة مهم جدًا، للعراق، وبصورة أكبر من دعوة بقية الدول الغير مجاورة للعراق، إذ ليس من المنطقي أن تُشارك فرنسا؛ بينما سوريا لا تُشارك، إضافة إلى أن أهداف هذه القمة غير واضحة لحد الآن، ولا أعتقد أن العراق مؤهل لأن يلعب هذا الدور”.

وأضاف “الموسوي”: “ما يحصل من إرباك في عمل مؤسسات الدولة سببه تداخل الصلاحيات، وأعتقد أن ما ذهب إليه مكتب الفياض كان هو الصحيح، حيث لا يُريد العراق أن يخسر علاقاته الطيبة مع سوريا، وبنفس الوقت لا تُريد خسارة باقي الأطراف الدولية التي تتقاطع مع الحكومة السورية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة