برلماني إيراني .. “طالبان” استغلت إنهيار شعبية “غني” الذي تخلت عنه أميركا سريعًا !

برلماني إيراني .. “طالبان” استغلت إنهيار شعبية “غني” الذي تخلت عنه أميركا سريعًا !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تمكنت (طالبان)؛ بعد سقوط مديريات “مزار شريف” و”جلال آباد” و”باميان”، من اختراق حدود مدينة “كابل” الغربية استعدادًا للسيطرة على العاصمة؛ إلا أن “الداخلية الأفغانية” كانت قد أصدرت بيان بشأن النقل السلمي للسلطة، ويبدو أن (طالبان) تقبلت الأمر ووساطة، “حامد قرضاي”، الرئيس الأفغاني السابق.

وعقب هذه الأحداث أصدرت (طالبان)، في المقابل؛ بيان يؤكد دخول البلاد بالكامل تحت سيطرة “الإمارة الإسلامية”، وأن الحركة رفضت دخول العاصمة بالقوة أو الحرب؛ نظرًا للكثافة السكانية الكبيرة.

وشدد البيان على استمرار المباحثات بشأن فتح مسارات الخروج من المدينة بسهولة ودون اعتداء على الأرواح والأموال.

في هذه الأثناء تسري الشائعات عن تعيين وزير الداخلية الأسبق، “علي أحمد جلالي”، رئيسًا للحكومة الانتقالية، وأن قيادات الفصائل المختلفة سوف تتخذ قرارًا بشأن مستقبل “أفغانستان” بجولة في “باكستان” و”قطر”.

وفي هذا الصدد تناقش صحيفة (آرمان ملي) الإصلاحية، أحدث التطورات الأفغانية وأسباب سقوط حكومة “أشرف غني”، مع “محمد جواد جمالي نوبندگاني”، نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني العاشر…

أسباب عدم شعبية حكومة “غني”..

“آرمان ملي” : ما هي أسباب إنهيار سيطرة حكومة “أشرف غني” سريعًا ؟

“محمد جواد جمالي نوبندگاني” : لم تتمكن الحكومة المركزية الأفغانية من الصمود في مواجهة (طالبان) لأسباب عديد.

أولها: مشاركة نسبة (10%) من الشعب الأفغاني في الانتخابات الأخيرة؛ وهذا كان سببًا كافيًا في زلزلة مكانة الحكومة.

لم يكن “أشرف غني” يتمتع بالدعم الشعبي، ولم تكن من قواعد اجتماعية إلى جانب الحكومة المركزية. ويمكن مشاهدة هذا الضعف على الصعيد الميداني، فقد خرجت أجزاء كبيرة من الأراضي الأفغانية عن سيطرة الحكومة الأفغانية قبل إنطلاق الحرب الأخيرة.

من جهة أخرى، فساد المسؤولين ساعد (طالبان) على استغلال الفرصة والسيطرة على “أفغانستان”.

والحقيقة أن الحكومة المركزية الأفغانية كانت تختار الولاة على أسس عرقية ومذهبية، وقد كانوا في الغالب لا يتمتعون بالجدارة للقيام بأعباء إدارة الولايات، وهو ما ساهم في سيطرة (طالبان) على المدن الأفغانية الواحدة تلو الأخرى بأقل الجهود.

أميركا تتخلى عن “غني” بسرعة مذهلة..

“آرمان ملي” : هل كان للعوامل الخارجية أيضًا دور في سقوط الحكومة المركزية ؟

“محمد جواد جمالي نوبندگاني” : للوهلة الأولى يجب الإنتباه إلى أن الحكومة المركزية الأفغانية لم تنجح في الاستفادة من الـ (ناتو) و”الولايات المتحدة”.

لقد وقعت الإدارة الأميركية اتفاق سلام مع (طالبان)، في “الدوحة”، وهذه مسألة كانت معروفة مسبقًا. كذلك إزدادت الضغوط على “أشرف غني” مؤخرًا للاستقالة سريعًا، وبالتالي شعر أن “الولايات المتحدة” تتخلى عنه.

ولم تتصور (طالبان) أيضًا وجود مثل هذا الفراغ الحالي، وأن تتمكن من التقدم بهذه السرعة. لقد تعلمت (طالبان) من خبراتها السابقة في الحكم، وتمكنت مستفيدة من هذه الخبرات في كسب الدعم الخارجي والنفوذ بسهولة في المدن الأفغانية.

ومؤخرًا بدأت (طالبان) تبعث برسائل طمأنة إلى دول الجوار. كذلك لم تتورع الحركة عن قتل بعض المدنيين في المدن الأفغانية، لكنها لم تتوسع في هذه المسألة.

توريط إيران..

“آرمان ملي” : لماذا لم تتخذ “إيران” أي إجراء إزاء أحداث “أفغانستان”، بينما سارعت إلى تقديم الكثير من المساعدات للسلطة المركزية في “سوريا” ؟ ما هو الفرق بين الحالتين ؟

“محمد جواد جمالي نوبندگاني” : الاختلاف كبير بين الأزمة في “أفغانستان” و”سوريا”، فقد تابعنا في “سوريا” سعي القوات الأجنبية والإسرائيلية إلى تغيير جغرافيا الشرق الأوسط، وتقسيم “سوريا” و”العراق” إلى نحو (06) دول.

وبالطبع توجد عناصر أجنبية بين صفوف (طالبان)، لكن في “سوريا” كانت القوات الأجنبية من آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية تقاتل ضد الحكومة المركزية.

“سوريا” طلبت المساعدة من “إيران”، في حين لم تفعل “أفغانستان”، حتى اللحظة. و”إيران” لا تستطيع بوضوح التدخل في الأزمة الأفغانية.

بل إن “إيران” لم تتدخل عسكريًا؛ حتى حين قتلت (طالبان) أعضاء من البعثة الدبلوماسية الإيرانية في “أفغانستان”.

باختصار؛ فإن “أفغانستان” ساحة خطيرة ولم تتمكن قوى كبرى مثل: “الاتحاد السوفياتي” و”أميركا” تحقيق نجاح على الأراضي الأفغانية. وهناك إحساس بمحاولة توريط “إيران” في الأزمة الأفغانية، ويجب على “إيران” مراقبة هذه المسألة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة