اكيد تطورات الاحداث في افغانستان تزيد من قلق ايران لان سيطرة طالبان على السلطة الذي بات وشيكاً لم يكن محط صدفة بل يبدو تخطيط متفق علية على مستوى مخابراتي عالي التنسيق، من اجل ان تكون ايران في مواجهة مع طالبان ليتسنى امتصاص الميليشيات الولائية في سوريا والعراق وحتى اليمن ولبنان وزجها على الحدود من افغانستان لان اكثر ما تخشى منه ايران وصول الشرر للداخل الايراني فكيف سيكون الحال عندما تصبح طالبان داخل العمق الايراني من خلال وجود القوميات الموالية لها عقائدياً، لذلك ايران في حالة حذر وتتحاشى التصعيد مع طالبان خشية استنزاف قدراتها لان من الصعوبة بمكان ايجاد قوة خارج اراضيها قادرة على مواجهة مقاتلي طالبان وان فكرة تشكيل حشد شعبي افغاني يكلفها الكثير من ناحية الامدادات اللوجستية والتموين فضلاً عن عدم وجود عمق سياسي يربط ايران بشيعة الهزارة في افغانستان خصوصاً بعد سقوط مدينة هرات بيد طالبان القريبة من المعبر الحدودي الرئيسي مع ايران وكذلك عدم وجود مزارات شيعية في افغانستان تتحجج بها لتحشيد الشيعة للدفاع عنها كما هو الحال في سوريا والعراق، بينما اكثر ما يخيف ايران في حالة المواجهة قيام طالبان بتحريك البلوش والبشتون الذين يشكلون القوة الرئيسية لطالبان في جنوب شرق إيران لان اغلب تلك القوميات اما منتمين الى طالبان او مرتبطين بها عقائدياً .. لذلك لم يبقى لايران من خيار الا استمالة طالبان وفق مبدأ مساندة حركات التحرر في العالم اي ستكون مجبرة على التخلي عن مبدأ دعم الحركات الموالية لها مذهبياً كما فعلت في دعمها لارمينيا المسيحية في حربها مع اذربيجان الشيعية لهذا حاولت التقرب من طالبان واستمالتها لبناء علاقات سياسية متوازية فقد قدمت الجانب السياسي على حساب الولاء العقائدي وجمعت على طاولة واحدة ممثلين عن الحركة والحكومة الافغانية ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن لان عند سقوط حكومة كابل تسقط ورقة ايران في دعم الحكومة الافغانية التي كانت تأمل ان تناور بها ضد طالبان .. لذلك ايران في ورطة حقيقية حيث باتت حدودها الشرقية مهددة بالانفجار ووضعها الداخلي لا يتحمل اكثر مما هي فيه، والقادم من الايام ستكشف فيما اذا كان الانسحاب الامريكي ناتج عن اتفاق مع طالبان لتوريط ايران لان تداعيات تجربة احتلال العراق اسقطت فرضية الاحتلال المباشر فلابد من ايجاد طرف يؤدي المهمة من غير ان تقدم الاطراف الكبرى اي خسائر .. ام ان الانسحاب الامريكي هروب نتيجة الخسائر التي تكبدتها امريكا والتحالف في افغانستان ليتسنى ترك الاعداء يتلاطمون مع بعض وفق سياسة الفوضى الخلاقة .