بغداد/نينا/ رأى النائب المستقل حسن العلوي ان البيان الذي أصدره جعفر الصدر نجل الزعيم الإسلامي السيد محمد باقر الصدر ، حاصر (الشرعية الشيعية) لرئيس الوزراء وركنها في زاوية حرجة سيبدو الخروج منها أصعب من الخروج من السلطة ، بحسب قوله.
وقال في بيان له اليوم :” ان ظهور نجل الزعيم الإسلامي السيد محمد باقر الصدر – صاحب مشروع الدولة الإسلامية قبل ظهورها في إيران ـ احدث ارتباكا في ميزان القوى السياسية ، وسينجم عنه تطور لاحق قد يرسم خارطة مستقبل تبدو معها أيامنا الدامية حكاية أغلق التاريخ ابوابها “.
وأضاف العلوي :” ولعل ظهور السيد جعفر الصدر وبهذه القوة بعد اعتكاف طويل منذ استقالته من مجلس النواب بعد انتخابه في الدورة الحالية ، هو المفاجأة التي ستصنع معها صدمة التغيير الذي لم يكن متوقعا له قبل هذا اليوم أن يكون ميسورا بهذه السهولة “.
وتابع :” كانت إطلالة السيد جعفر الصدر تبدو غير عادية حتى في الديكور الشخصي ، وهو يقدم للسياسة الدينية الحاكمة نمطا عصريا سواء في تمدن الصورة أم في تمدن البيان – الذي انتقد فيه بلغة عراقية أقرب الى المخيلة البغدادية منها الى اللغة الدبلوماسية المائعة والمكذوبة – بيانا تشهيريا صادرا عن مكتب رئيس الوزراء ضد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر “.
واوضح أنه :” وبمفهوم اكثر وضوحا ، فصاحب هذا البيان ليس سياسيا مخضرما او وزيرا أو عضوا في الطبقة السياسية ليمكن طعنه بصفقة سكر أو بحفنة شاي ، ولا هو سياسي قادم من القصور الملكية ولا خارج من العصور الناصرية حتى يعاب عليه بما تحمل السلطة من أوزار “.
وأستطرد :” أنه كابن عمه السيد مقتدى الصدر سليل الأرستقراطية العلوية ونسيل الدماء الشيعية لكنه لم يرفع شعار الثأر وإنما رفع بيضاء التسامح راية وشعارا ولافتة ، فكأنه – وقد فعل – قد قطع الطريق على هؤلاء الذين امتطوا صهوات السلطة وشعارهم الثأر لأبيه وعمه ، فإذا بهم يتجرأون على المساس بحرمة هذه العائلة التي من دمائها تشرب الطبقة السياسية أنخاب التسلط والانتفاع ” بحسب تعبيره.
ورأى العلوي ” ان صورة الانتخابات المقبلة تبدو واضحة النتائج والإتجاه وأسماء الرجال القادمين ليقيموا دولة ويوحدوا شعبا ويبنوا علاقة عصرية ومفهوما متمدنا لمعنى السلطة “.
وتابع :” ولأول مرة منذ ثورة العشرين ، يتهيأ لحركة اسلامية هي التي يقودها الصدريون الآن ، أن تقدم مشروعا مدنيا يقوم على الانتخاب الحر النزيه وعلى أسس صادقة لوحدة العراق وشعبه “.
وقال :” إن العراق مقبل على السلم الأهلي ، وستعود المقاهي المهاجرة الى شارع الرشيد والأدمغة المسافرة الى جامعة بغداد وستفتح من جديد عيادات الأطباء الاختصاصيين وستذهب العوائل في ربيعها القادم لزيارة (سلمان باك) ، وستفتح السجون ليخرج منها الأحرار ويدخلها سارقو غذاء الفقراء والكتب المدرسية وحتى طباشير اللوحة السوداء ” بحسب تعبيره.
يذكر أن نجل مؤسس حزب الدعوة الإسلامية محمد باقر الصدر دافع في بيان له عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، كما هاجم مكتب رئيس الحكومة نوري المالكي على خلفية بيانه الذي وصفه بـ ” القبيح والجاهل والمسيء للصدر ” محذرا من ” استفزاز مشاعر العراقيين وغضبهم من هكذا مغامرات “.
وقال جعفر الصدر في بيان له امس الاول :” إن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي تصرف بجهل شديد بقواعد الخطاب الرسمي وغير الرسمي بين الدولة والمواطن ، بعد أن أطل علينا من جديد ببيان لا يمت للحقيقة بصلة ولا للواقع ولا لخطاب الوفاء لمن كان أهلاً لرد الفضل والجميل “.
وأضاف :” أن بيان مكتب رئيس الوزراء يأتي بعد أن وصل إليه المتنفذون بالحكم برفعهم شعار الانتماء لعائلة آل الصدر ومواقفها عنوانا لمواقفهم في مناسبات عديدة ” مشيرا إلى ” أن مكتب المالكي خرج بكلمات تعبر عن حالة العمى التي أصابت كاتبها والانحلال الذي يعاني منه بين معاني وعناوين أخرى مختلفة تسيء لسماحة حجة الإسلام والمسلمين المجاهد السيد مقتدى الصدر ” بحسب تعبيره.
وتابع جعفر الصدر :” نعلن بملء الفم استنكارنا لصدور بيان بمثل هذه اللهجة الوقحة والموجهة لشخصية عراقية وطنية ، يعد المسُّ بها والنيل منها إساءة للعراق ولآل الصدر العائلة التي لها مكانتها ومواقفها الوطنية والإنسانية ” لافتاً إلى أن ” كيل الاتهامات يحتاج إلى دليل لجانب الادعاءات الباطلة التي لا تخفى على احد “.
وعدَّ أن ” اللعب على وتر تأجيج الفتن والنعرات في الوقت الذي يقود سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر راية الوحدة والتضامن ، هو أمر يدل على إفلاس كاتب البيان ” محذراً من ” استفزاز مشاعر العراقيين الشرفاء من هكذا مغامرات ومن غضبتهم إزاء موقف كالذي جاء به البيان القبيح ” بحسب وصفه. واعرب عن أمله من رئيس الوزراء بـ ” مراجعة موقف مكتبه وتصحيح هذا الخطأ الجسيم والذي نظن أنه صدر من دون علمه “.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفض الثلاثاء الماضي أي رد من أتباعه على بيان رئيس الوزراء نوري المالكي ضده ، وفيما بين أنه يكتفي برغبة اتباعه بـ ” التظاهر ومشاعرهم ومحبتهم لآل الصدر ” طالبهم بالترفع عن مثل هذه البيانات و” ان يكونوا دعاة صامتين “.
وهاجم المالكي ، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، متهماً إياه بقتل العراقيين في ظل ما كان يسمى بـ /المحاكم الشرعية/ ، إلى جانب أخذ الإتاوات والرشا والمشاركة في الفتنة الطائفية. وفيما عبر عن أسفه بأن ” يكون زعيماً دينياً ” دعا إلى أن ” يمتنع عن سياسة التواطؤ مع بعض الدول “.