يراهن البعض على انهم فهموا ما قيل او نقل عبر الرسائل ، لكنهم نسوا ان للانامل سرا او لغزا لا يحل شفراته الا الفوارس البواسل ، ان فحوى نثر ذاك القلم ليس اسطرا تكتب او تدرس او يقرأها قارئ متململ ، انما لغة تعلو بصاحبها الذي بات موقنا ان ما يقوله ليس له شار مناضل ..
فقرر ذلك الانسان ان يخاطب جنس غير جنسه عل ذلك الخلق يعلم ، ان الرسائل لا تفهم بالكلام انما بروح ما نطقه اللسان او سطرته الاقلام ، فأن للكلمة روحا كروح الانسان التي يتباهى بها ابن ادم ، فهي تعيش بين احرفها تخاطب الموقنين علهم يخرجوا من بين الركام ..
قالوا ان لغاتا تفرق الاقوام والوانا تقسم الاعراق ،وان طباعا تفرق الناس وسلوكا يحدد مجاميعا حولها اطواق ، لكن لو تمعنا لرأينا كل ما قلناه ليس سوى ابواق ..
انما الانسان روح سامية تشترك مع نظيراتها في اي بقاع ، تفهم لغتها لو اختلفت الحان ذلك اللسان او ذرات جسد يتداع. فلا الطباع من اساس الانسان ولا سلوكا فهما للمحيط اتباع ..
نبلغ رسالاتنا ولا نبالي ان كان سيفهمها البسطاء ام الرواد، كون اللغة هي ذاتها التي يتحدث بها من يقود او يقاد ، والمعنى لا يلج الا لصاحب النقاء لا اللئبم ذو الاحقاد ..
هذا مقياس فهمنا لروح الكلمة وفحواها ومبتغاها ، فهي لا تخاطب ثقافة مكتسبة انما ارواحا مقدسة تندمج مع ذاتها ، الذات العليا لذلك الانسان مفخرة الله تعالى ..
يحاربونا لنخرس اللسان او نمتنع عن الكلام فهل للانسان اثمان، واخرين يجهلوا معنى ما يقال لكنهم يفسروا ليرضوا عقل قد هان ، لا لشيء فقط لانهم وضعوا للجدل عنوان ، فأما نحن او الطوفان ..
ان الادب او الثقافة يا سادة لم يكن يوما بولادة ، انما جاء بموهبة خلابة،
بنكران للذات واطلاع وتعلم وعبادة ، لم يكن تعصبا او قيدا يلتف كقلادة،
على رقابكم فتبتعدوا عن اصل الرسالة ، وفحواها فتضيعوا الكلمة ..
على مهلكم يا من تبحثون عن الحق الذي ضاع بين تلك الجبال الخاليات، فهي عطشى للحياة رغم شموخها بل انها لم تتعرف الا على الرعاة، فرغم عزتهم واحترامنا لشخصهم الا انهم في العلم طبعهم اللا مبالاة ..
اما انتم فللانسانية دعاة وللحكمة جسرا بين الجاهل والعالم، فما طريق العلم ات بالتعصب او الانحياز لارث مليء بالاثام، انما بالبحث والايمان يأتي اليك مهرولا لا يحتاج لقدوم او احجام .