22 نوفمبر، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

كيف ضاع العراق؟

ضاع العراق عندما لبس غربان الشر لباس الدين وجيشوا خطبائهم لمسرحية حماية المذهب، بدءاً من قتل الشهيدة اطوار بهجت من هنا بدأت المأسات، بعد ان كشفت تفجير أحد المراقد المقدسة عند الشيعة في سامراء بإيدي ايرانية، ليرسمو طريق الطائفية وحماية المذهب، وبداية الإنتخابات ضربوا العراقيين كل التيارات الإسلامية خلفها واتجهوا للقوائم العلمانية وتصدرت بنتيجه ساحقه، وهنا بدؤوا يرسمون طريق التجيش لغسل الأدمغة بالولاءات وتقديس المذاهب والتجهيل وسرقات ثروات العراق بحماية غطاء الدين وفتاوي المراجع.

ضاع العراق عندما صفقنا للسارق وقدسنا الظالم، وجعلنا إنتمائنا للولاءات والطائفة والمذهب يفوق الإنتماء للوطن وحب الوطن، نحن العراقيين لا نحب بلادنا، لو كنا نحب العراق ما قدسنا السارقيين وحاربنا الأحرار ودافعنا عن إيران بإنها حامية بوابات العراق وكأن العراق خالي من الرجال الأوفياء الذي يحملون وطنهم في عيونهم، ضاع العراق عندما رجعنا إنتخبنا على اساس الطائفة والمذهب حتى لو كان المرشح سارق بلادي ومآل عليه العراق من خراب ودمار المهم يكون من المذهب الذي اواليه، الشعوب وحدها من تقرر سياسة بلدها وبناء وطنها، إلا نحن تحكمنا القبلية والمذهبية فضاع العراق من أيدينا وأصبح بقعة آسنة للتخلف والجهل والأمراض، منجم من الذهب شجعنا السارقين ان يسرقوا من ثروات بلدنا ليعيش شعبنا بفقر مدقع يبحث عن الآمان فلا يجده.

لم تاتي القوى العالمية لتساعدنا لضياع بلدنا، بل رسمت لنا طريق الديمقراطية وقالت تفضلوا أختاروا بين بناء بلدكم وبين ضياع البلد إنتم من تقررون، فاتخذنا القرار الصعب بضياع البلد، بعد ان قدسنا الاشخاص والركض خلف الفتاوي وإتباع مراجع دينية اصولها غير معروفة سوى ولائها لمدرسة قم الإيرانية، حاربنا جميع دول الجوار وأظهرنا لهم الكره والضغينة ووالينا الشيطان الأكبر إيران الذي رسم طريق الطائفية للتدخل في شؤوننا وتعبث في عراقنا، هذا عراقنا الذي ضاع من أيدينا ونبكي عليه، شعب يقدس الولاءات ويعشق اللطم في كل شهر محرم ويندب حظه السيء لحكومة فاسدة وسارقة، ولكن لم تختفي صيحاتهم للقائد الجعفري ليحكمنا بعدما ضاع عراقنا على أيديهم، وكم قائد جعفري سارق وفاسد؟ ما اكثرهم في بلدي.

الجميع شاهد أو سمع بمقتل مدير بلدية كربلاء على يد أحد أعضاء حزب الدعوة أو إنتمائة للميليشيات، موظف كبير ومدير مكتب لإبن عم المالكي، والأدهى من ذلك دراسات عليا للحصول على شهادة الدكتوراه، كيف سينبني العراق على يد متطرف ويحمل في داخلة العنف ليقتل إنسان بريء كان واجبة تطبيق القانون، رغم إن القانون العراقي بعين واحدة ويطبق فقط على الفقراء، لكن يبين إن الأحزاب وميليشياتها أضاعت العراق واصبح قانون شريعة الغاب هو السائد، وأمثال هذا القاتل آلاف وكثير من العراقيين المتجردين من كل إنسانية. عندما نجعل الوطن فوق الطائفة والمذهبية والتقديس سوف يعود عراقنا الضائع، عندما نعلن الولاء للوطن سوف يعود عراقنا الى مسارة الصحيح، عندما لا نفرق بين الناس ونتعامل بالإنسانية بعيد عن المسميات الساذجة الولاء والطائفة سوف نستطيع بناء عراقنا، تلك الساعة سنثور ضد الظلم والفساد ونختار الديمقراطية الحقيقية.

أحدث المقالات