إن من المحزن ان تجد المظلوم يتقمص دور الظالم عندما تتاح له الفرصة في التسلط على الاخرين و يتناسى سطوة الظالم الذي امعن في ترويع ضحاياه، وكأنه كان ينتظر دوره ليذيق غيره من نفس الكأس الذي كان مداده على مدى ثلاثون عاماً.
من المؤسف ما نشاهد اليوم من قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة وهو يختط لنفسه ضوابط وتعليمات تصطدم مع الدستور العراقي في تقييد الحريات ومنع المؤسسات الاعلامية المستقلة والمجازة وفق القانون العراقي من تغطية مراسيم العاشر من محرم واغلقت الباب امامهم في تصرفات اقرب ما تكون للمزاجية او لجهلهم بالمواد الدستورية وقوانين الدولة واهمها قانون حقوق الصحفيين الذي نصت مواده على تعريف الصحفي في مادته الاولى وتعريف المؤسسة الصحفية التي اشترط ان تكون مجازة وفق القانون ومؤسساتنا مجازة من اعلى جهة تنفيذية في الدولة العراقية (الامانة العامة لمجلس الوزراء دائرة المنظمات غير الحكومية) الامر الذي يحتاج ان تتدخل الامانة العامة للعتبة الحسينية في اعادة النظر بما اختطه قسم الاعلام من ضوابط وتعليمات تعد مصداق واضح للتسلط وتكميم الافواه وقمع لحرية التعبير التي خرج عليها الامام الحسين واليوم اجد نفسي امام تكليف شرعي واخلاقي في تشخيص مكامن الخلل والمطالبة بتصحيح الواقع والسير على نهج صاحب الذكرى عليه السلام.